لم تكن القمة العربية في شرم الشيخ مجرد اجتماع روتيني مثل الكثير من القمم المثيلة السابقة التي اجتمعت وانفضت وأصدر المشاركون فيها قرارات هي تحصيل حاصل.. بل كانت قمة فارقة فعلاً خلقت كياناً جديداً وكبيراً هو "الدولة العربية الجديدة" بكل ما تحمل من روح وإرادة وتضامن جمعي يعلي مصالح كافة أعضاء الدولة من الخليج شرقاً إلي المحيط غرباً ومن ساحل البحر المتوسط شمالاً إلي خليج عدن وباب المندب ومنتصف أفريقيا جنوباً. وقد كان الدليل العملي لأهمية وخطورة هذه القمة أن شارك فيها ولأول مرة منذ زمن بعيد 14 زعيماً بين ملك ورئيس وأمير. كان أمراً طبيعياً أن تتضمن قرارات القمة الإعلان عن التضامن مع الشعب الفلسطيني حتي إقامة دولته وعاصمتها القدسالشرقية.. فالقضية الفلسطينية هي قضية العرب كلهم.. لكن.. ماذا بعد؟! لقد صدرت قرارات وإجراءات حاسمة وقاطعة من أجل هدف واحد هو حماية الأمن القومي العربي المهدد من الشرق والغرب علي السواء. 1 إنشاء قوة عسكرية عربية تكون المشاركة فيها اختيارية وسوف يجتمع رؤساء أركان الدول خلال شهر لبحث كافة الترتيبات التي تحول القرار إلي واقع علي الأرض سواء عدد القوات وأنواعها ونصيب كل دولة ستشارك فيها وأماكن تمركزها وإجراءات تحركها.. ومن المؤكد أنه القرار الأقوي والأهم الذي يبعث برسالة قوية للكافة أن العرب لم يعودوا دولاً بل دولة واحدة لا تحتاج إلي تدخل خارجي لفض نزاعاتها انطلاقاً من مبدأ "ماحك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك". 2 البدء في إنشاء السوق العربية المشتركة وهو ما يدعم اقتصاديات أعضاء "الدولة العربية" وجعلها سوقاً واحدة وواعدة لأن البقاء للكيانات الكبيرة. 3 دعم النظم والحكومات الشرعية سواء في ليبيا أو اليمن.. فعهد الانفلات والسطو علي كرسي الحكم وخطف الدول إلي المجهول لتغيير هويتها والطمع في ثرواتها قد انتهي ولن يعود ثانية. 4 مواصلة عمليات "عاصفة الحزم" حتي يستقر اليمن وتعود إليه وحدته أرضاً وشعباً.. فلا تفاوض تحت تهديد السلاح إذ كيف يتم الجلوس والتحاور وهناك ميليشيات انقلابية تتفاوض وهي تحمل السلاح؟.. عليهم أن يسلموا السلاح أولاً ثم يأتي التفاوض. 5 البعد عن الخلافات المذهبية التي يريد الغرب وإيران إشعالها وتأجيج حرب أهلية تلتهم الأخضر واليابس. الآن.. أصبحت لدينا دولة عربية جديدة تملك مقومات الدولة عسكرياً واقتصادياً خاصة ان لديها جيوشاً قوية وعتاداً حديثاً وقادة علي أعلي مستوي لديهم القدرة علي فرض الاستقرار والأمن وردع كل طامع أو عميل. ولديها أيضاً الأموال الهائلة التي تجعلها سوقاً رائجة بلا عوائق جمركية. أستطيع القول إننا بدأنا الطريق الصحيح.. فلا عودة مرة أخري للخلف.