كنت أتمني أن يكون عيد الأم هذا العام مختلفا.. كنت أتمني أن يتم تكريم أمهات الشهداء.. شهداء ثورة يناير 2011 وشهداء الغدر والارهاب.. تكريم أم شيماء الصباغ الناشطة السياسية وأم ميادة أشرف الصحفية التي قتلت عمداً في أحداث عين شمس وغيرهن من الأمهات.. هل هؤلاء الأمهات لا تستحق التكريم والتقدير.. فكل أم منهن قدمت إبنها فداء لهذا الوطن.. فداء لكل مصري من أجل أن نعيش حياة كريمة بكل عزة وفخر..أمهات بكين علي فراق فلذات أكبادهن أمهات حرمن من نظرة حب من لمسة حنان من ضمة حضن.. من عطف عليها وهي في الكبر وهي في أشد الحاجة لأن يمد ابنها يده لها لكي يمسح دمعتها وليغرقها بحنانه. اعتبر أن هؤلاء الأمهات هن اكثر احتياجاً لهذا التكريم في هذا الوقت الذي بدأت تشرق فيه شمس المستقبل والذي حان فيه أن نلملم أنفسنا ونخطو خطواتنا الأولي للخروج من أزماتنا كلها لذلك اتمني تكريم هؤلاء الامهات ولو تقديم وردة لكل أم شهيد. كل سنة وأنت طيبة يا ست الحبايب.. كل سنة وكل أم طيبة فكل واحدة منهن تستحق التقدير والتكريم كلهن مثاليات.. لأن الأم التي تسهر الليالي وتربي وترعي لكي يكبر ابناؤها حتي تراهم نساء ورجالاً تفتخر بهم دوماً.. هي أم مثالية بكل المقاييس. لقد وصلتني رسالة من فتاة حاصلة علي بكالوريوس تجارة تقول فيها أريد تكريم أمي التي تعبت معي أناوأخوتي الخمسة كثيراً حتي أوصلتنا لأعلي المناصب رغم أنها أمية لا تقرأ أو لاتكتب ولكنها كانت تعرف قيمة التعليم لذلك ضحت وحرمت نفسها من كل شئ ومن أبسط الاشياء حتي تستطيع أن تواصل معنا الطريق لنحصل علي شهادات عليا.. وعلي الرغم من أن والدي رجل بسيط "أرزقي" إلا أنها كافحت معه وعملت في كافة الاشغال وباعت الخضار والفاكهة واشتغلت بالمنازل حتي تستطيع توفير مطالبنا وبأصرارها تفوقنا جميعاً رغم كل العراقيل وقلة الحيلة فقد حصلنا كلنا علي شهادات عليا ومنا من حصل علي الدكتوراه لذلك كنت أتمني أن يتم تكريمها. لك كل الحق فقد كان لابد من تكريم مثل هؤلاء الأمهات تكريما خاصا يليق بمشوارهن الطويل الذي يمتد لسنوات حتي يأتي يوم الحصاد متواكباً مع نجاح أولادهن وهذا يذكرني بمقولة قرأتها لزملائي تتضمن "لولا أمي رحمها الله لكنت الآن أعمل صرماتي" رحم الله أمه وتحيا كل أم مصرية. كلمة أخيرة قال تعالي "وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً.. وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" صدق الله العظيم.