تتسارع الاحداث في اليمن بصورة غير مسبوقة في صالح التحالف الحوثي الايراني. وفي الوقت الذي تتبع فيه منظمة الاممالمتحدة ودول الخليج وبخاصة السعودية والامارات والبحرين التصريحات الرافضة لاستيلاء الحوثيين علي السلطة في هذا البلد الشقيق. نجد الافعال تتوالي علي ارض الواقع لصالح دعم الوضع الراهن. بل وترسيخه من خلال عدة خطوات تم الكشف عنها في الايام القليلة الماضية ومنها: * تم توقيع اتفاقية بين الحوثيين وايران تقوم بموجبها ايران بتوسعة ميناء "الحديدة" اليمني الواقع علي البحر الاحمر بالقرب من باب المندب. ومعروف طبعاً ان الخبراء الايرانيين المتوقع وصولهم لهذه المنطقة الحيوية والخطيرة جداً بحجة دراسة مشروع التوسعة وتنفيذه ما هم الا مجموعة من رجال المخابرات الايرانية والقوات العسكرية المتخفية في زي خبراء مدنيين. ليبدأوا العمل علي تنفيذ المخطط الايراني نحو مضيق باب المندب. * تم الاتفاق بين الجانبين علي تسيير 28 رحلة طيران اسبوعياً بين العاصمة الايرانيةطهران والعاصمة اليمنية صنعاء. ومعروف طبعاً ان هذا العدد المكثف من الرحلات الاسبوعية سينقل ليس مسافرين عاديين ولكن جنوداً وشحنات اسلحة ايرانية إلي صنعاء تحت مسمي شحنات ادوية او مساعدات غذائية او ما شابه وذلك استعداداً لأي تدخل من قوات دولية في اليمن في حالة صدور قرار دولي بهذا الخصوص او للرد علي أي هجمات منتظرة من أي دولة خليجية وبخاصة السعودية والامارات والبحرين. * بالامس فقط توجه وفد عسكري تابع للحوثيين بقيادة اللواء زكريا الشامي نائب رئيس هيئة الاركان اليمني الذي انشق عن القوات المسلحة اليمنية وانضم للحوثيين- إلي ايران علي رأس وفد عسكري كبير. وقد وصلت من ايران طائرة خاصة لكي تقل هذا الوفد إلي طهران ثم العودة به بعد اجراء مباحثات وعقد اتفاقيات وتلقي التعليمات من الجانب الايراني لتنفيذها في اقرب فرصة تنفيذاً للمخطط الشيطاني. * نشرت وسائل الاعلام وصحف يمنية ما يمكن تسميته استعدادات من الحوثيين لاجتياح محافظة "تعز" الواقعة علي مضيق باب المندب مباشرة. ثم شن حرب اخيرة علي محافظة عدن الجنوبية التي يتحصن فيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ويباشر منها عمله كرئيس للدولة. وفي حالة انتصار الحوثيين تكون اليمن بكاملها قد سقطت في ايدي ايران. يحدث هذا في الوقت الذي تواترت فيه انباء عن قيام الرئيس عبدربه هادي بتوزيع اسلحة الجيش في عدن علي اللجان الشعبية للدفاع عن المحافظة اذا ما بدأ الحوثيون هجومهم المرتقب. وهذا يعني ظاهرياً نشوب حرب اهلية بين اليمنيين. بينما الحقيقة انها حرب بين ايران والسعودية. وهو يعني ان مصر لن تكون بمنأي من هذه الحرب دفاعاً عن الامن القومي المصري المتمثل في تهديد ايران لباب المندب وبالتالي تهديد الملاحة بقناتي السويس القديمة والجديدة. وايضاً دفاعاً عن الامن القومي للسعودية الذي اصبح هو نفسه الامن القومي لمصر. ويمكن القول ان الولاياتالمتحدةالامريكية تبارك ما يحدث في اليمن ان لم تكن هي المحرك الرئيسي له. لذلك فإن القمة العربية التي ستعقد بمدينة شرم الشيخ نهاية هذا الشهر ستكون الفرصة الاخيرة لإنقاذ اليمن وحماية الامن القومي المصري والسعودي بل والعربي كله.