الصحافة الأدبية التي قامت علي أكتاف الأدباء والمفكرين والتي نشرت الوعي علي مدار عقود وسنوات.. والتي فردت لها مساحات وربما كان الأساس للجريدة هو العمل الثقافي والفكري.. كان الاهتمام بتنمية الوعي الثقافي لدي القارئ العادي مهمة قومية يسعي إليها المفكر أو المبدع ممن يدير المطبوعة.. حتي حدث الخصام بين السلطة والمثقف وأصبح حجبه مهمة من أهم المهام التي يقوم بها قيادات الإعلام المقروء والمرئي.. لصالح السلطة فتحول الإعلام من الناطق باسم الشعب وللشعب.. للناطق الرسميا باسم الحكومة والحاكم وأصبح رقيباً علي الابداع والمبدعين وغاب الدور الحقيقي السامي للصحافة الثقافية التي شارك بعضها في عملية التغريب التي مر بها المجتمع ثم التجهيل. تلك القضية طرحها صالون "المساء" الثقافي بحضور نخبة من المثقفين والكتاب والصحفيين للنقاش: أسامة الألفي: المثقف المصري الآن صار في المنفي الثقافي لأن صحفه ومجلاته لا توليه اهتماماً. الواقع الحالي للصفحات الثقافية والمجلات الثقافية مزري.. فإبداع تترنح.. وفصول قضي عليها منذ تركها الناقد المبدع عبدالقادر القط.. وأخبار الأدب لا أدري كيف أصنفها!!. عمارة ابراهيم: قضية العلاقة بين المبدع والمتلقي ووسيطها الصحافة الأدبية تحديداً قضية شائكة وسوف أتحدث عن دار التحرير نموذجاً ليس لوجودنا في صالون المساء بتاريخه العريق فقد خرج من أجيال علي اختلاف أعمارها.. إن مؤسسة دار التحرير بكل إصداراتها قد اهتمت بالجانب الإبداعي.. وأهمية الصحافة الأدبية قصوي للشارع العربي.. كانت تلك الصحافة تضيئ علي الأسماء في كل ربوع مصر.. ثم توقفت الصحافة الأدبية لعدة أسباب منها رفع الدولة يدها عن تلك الصحف. ابراهيم محمد علي: نتحدث دائماً عن النتائج التي وصلنا إليها دون التدقيق فيما أدي لتلك النتائج.. هناك ما يسمي بالجبر والأختيار.. القارئ الآن غير مخير فيما يقرأ أو يشاهد. عبدالناصر العطيفي: فتحت عيوني علي مجلة الكاتب والرسالة وكانتا تهتمان بالإبداع وبعد ععام 1975 بدأ الحرب علي الأدب والإبداع والمثقف ومن هنا بدأ الانهيار وبدأ الاهتمام بالكرة وحدث التحول الفكري بين المجتمع الاشتراكي في فترة الستينيات المضيئة بالثقافة للتحول الرأسمالي في عهد السادات. د. عطيات أبو العينين: دور الصحافة الآن أصبح ضعيفاً في وجود التكولوجيا الحديثة وعليها أن تواكبها وتتميز عليها ولابد أن تعيد دور الناقد الذي انحسر. ابراهيم طه: هل هناك من يهتم بالمبدعين في الأقاليم بشكل صحيح؟ تتجاهلهم الصحافة والإعلام ولا ينجو من ذلك إلا من لديه علاقات بهذا الوسط. رضا رمزي: تعالوا ننظر للأمر بشكل موضوعي علي مستوي الصحف المعارضة والمستقلة. .. أريد رئيس تحرير من خلفية ثقافية أو أدبية؟ وفي التليفزيون البرامج الثقافية التي تذاع بعد منتصف الليل وليس خلفها مبدع حقيقي. محمود السيد: بالإضافة إلي دور الفن والتعليم والأدب والدين كمكون من أهم مكونات الثقافة يأتي دور الإعلام المتمثل في الصحافة المطبوعة بأنواعها ومن بينها الصحافة الأدبية والثقافية. نجوي عبدالعال: قضية جادة مناقشة دور الصحافة الأدبية والثقافية أمر هام من جريدة قدمت آلاف المبدعين.. ونحن نحاول الآن من خلال صالونها نشر الوعي بالتعريف بقضايا ثقافية هامة. محفوظ علي: لو نظرنا للمجلات العربية الغالية الثمن والقيمة والتي تنفد لرغبة القارئ في المطالعة ولو عرفنا أن تلك المجلات الثقافية تدعمها دولها وحكوماتها إيماناً منهم بدورها.. ولو علمنا أن المشرفين علي تلك الصحف معظمهم من مصر.. لتعجبنا!! سيد أغا: متي نتخطي حدود الكلمات.. وإلي متي سنظل في أسر كلامنا.. الصحافة الأدبية رفاهية أم واجب قومي.. عنوان الصالون الذي نجلس فيه اليوم.. لقد تم تدمير الشعب المصري بمعول الأكذوبة الكبري التي تسمي النخبة محمود بطوش: منذ سخرت الدراما من شكل المبدع وهناك حالة فقدان ثقة بين المبدع والمتلقي العادي. سوزان التميمي: هناك فواصل مهمة لم تعد موجودة في الساحة الثقافية.. هناك فروق بين الأديب الصحفي والصحفي الذي أصبحت أديباً. حزين عمر: هل هناك صحافة إلا أن تكون أدبية.. الصحافة أساساً هي الأدب وبدأت بالأدباء وفي مصر من خلال الوقائع المصرية برئاسة رفاعة الطهطاوي ثم علي مبارك ثم المفكر الكبير محمد عبده هؤلاء أول رؤساء تحرير للصحف والتي استمر السيطرة عليها من الأدباء والمفكرين والسياسيين من أمثال أحمد لطفي السيد.. مصطفي لطفي المنفلوطي.. الرافعي.. مصطفي كامل.. حتي من أسسوا جامعة القاهرة كلهم من الصحفيين وقد كان د. محمد حسين هيكل رئيس حزب الأحرار ورئيس تحرير جريدة الحزب بعد محمد محمود باشا.. ثم جاء الجيل الثالث.. طه حسين والذي كان رئيساً لجريدة الجمهورية ثم ومن كتاب كتابها لويس عوض والشرقاوي وقادة ثورة يوليو ورئيس تحرير المساء خالد محيي الدين.. الكثير من الأسماء الكبيرة التي حرصت علي الكتابة في الجمهورية إلي أن جاءت القطيعة والضربة لتحجيم دور المثقف من خلال ما حدث بين المثقفين والسادات الذين هاجموه بعد اتفاقية كامب ديفيد فبدأ من هنا تقليص دور المثقف الذي رتب له فلم يتم اعتباطياً.