تحول انتشار القمامة بشوارع الاسكندرية إلي ظاهر تؤرق راحة المواطنين. ليست. الشوارع الجانبية والازقة بل بالشوارع والميادين الرئيسية ايضاً... بمثابة وأصبحت كوابيس مفزعة لكل كبير وصغير. رغم أن المواطن يدفع رسوم النظافة مجبراً علي فاتورة استهلاك الكهرباء. إلا ان المواطن لا يعلم لماذا تحصل شركة النظافة بالمحافظة علي مستحقاتها رغم اخفاقها المستمر في القيام بدورها. وذلك علي نطاق اغلب احياء الاسكندرية. تقول شريهان محمد ربة منزل: اسكن في شارع سعد زغلول بالبيطاش في نطاق حي العجمي ويخلو الشارع تماماً من صناديق جمع القمامة. ورغم اننا نسدد رسوم النظافة إلا أن اكوام القمامة تتجمع علي مداخل الازقة والشوارع الجانبية يومياً. بل وتظل لعدة أيام دون أن تقوم الشركة برفعها وهو ما يسبب الرائحة الكريهة علاوة علي انتشار الحشرات وخاصة الناموس والذي اصبح سمة تميز منطقة العجمي بفضل شركة النظافة. يوافقها في الرأي رشدي صلاح عبدالملاك من سكان شارع عين شمس مشيراً لتجمع الكلاب الضالة فوق اكوام القمامة والتي تسبب الذعر للسكان. خاصة الاطفال والنساء. يضيف انه في احياء كثيرة نضطر لاستئجار سيارة نقل وعدد من الافراد ليقوموا برفع اكوام القمامة. وذلك حرصاً علي صحتنا وصحة اسرنا. ومن نطاق حي العجمي انتقلت "المساء" لمنطقة القباري بنطاق حي غرب حيث أكد محمد عبدالكريم عامل أن أكوام القمامة تنتشر في كل مكان. علاوة علي وجود عدد غفير ممن يقومون بفرز الاكوام واخذ كل ماله قيمة "كالورق والبلاستيك والمعادن وحتي بواقي الخبز". وغالباً يتركون الاكوام وقد اتسع لنطاقها ليزداد التلوث. تشير سنية حسب النبي ربة منزل إلي أن عدداً من هؤلاء الفريزة اتخذوا من اسفل كوبري باب 27 بالقباري مركزاً لهم. حيث يجمعون فيه كل ما يتحصلون عليه. وتتم إعادة فرزه وتعبئة اسفل الكوبري. وهو ما يسبب الروائح الكريهة لأهالي المنطقة السكنية المحيطة بالكوبري. تؤكد حنان بركة عضو المجلس المحلي لحي غرب أن اغلب مناطق الحي تنتشر فيها اكوام القمامة. خاصة في مناطق "المتراس وصينية الورديان". ولقد طالبت بزيادة اعداد الصناديق الخاصة بتجميع القمامة وتعميمها عليي نطاق الحي. ولكن دون جدوي. وهو ما يؤدي لزيادة الاكوام وانتشارها علاوة علي أن عربات جمع القمامة لا تحافظ علي مواعيد الجمع ويتغيب بعضها عن العمل لأكثر من يوم وهو ما يزيد الطين بلة. اما في حي الجمرك فيشير حسين محمود مدرس إلي أن القمامة كانت وراء إصابة ابنه زياد 9 سنوات بحساسية جلدية. ولم يتعاض منها إلا بعد مرحلة علاج استمرت لستة أشهر كاملة. توافقة الرأي هيام حمدي ربة منزل مشيرا إلي انتشار القمامة اصبح حظراً يتربص بابناء حي الجمرك. لقد تحولت الاراضي الفضاء لأماكن خربة تمتلئ بأكوام القمامة وتؤدي الحشرات والزواحف والقوارص وتنتشر تلك الاماكن بنطاق الحي سواء في شوارع الجزائر أو السنوسي أو الحجاري. ومنذ حضرت للاسكندرية الشركة الخاصة لتجميع القمامة لم تهتم سوي بجمع الاموال وتركت القمامة بشوارع العاصمة الثانية وميادينها. يشدد محمد نصار عضو المجلس المحلي لحي الجمرك علي أن المجلس طالب مراراً وتكراراً بتوقيع الغرامات الواردة في عقد شركة النظافة. والتي تقع علي الشركة في حالة عدم قيامها بدورها. وهو ما يحدث منذ عدة سنوات. إلا أن الغرامات التي يتم توقيعها علي الشركة لا تتم بالردع وهو ما يشجعها علي الاستمرار...!!! يشير احد مسئولي إدارة الرقابة والرصد البيئي بمحافظة الإسكندرية رفضه ذكر اسمه إلي أن شركة النظافة لم تقم بتقديم خطة العمل السنوية عن قطاعات غرب والتي تشمل احياء "الجمرك غرب العجمي". كما لم تقدم خطة العمل لمواجهة تزايد اعداد المصطافين بأحياء الجمرك والعجمي. وذلك عن العام الجاري أو أي من الاعوام الماضية منذ توقيع التعاقد مع الشركة. افافة لقلة عدد الحاويات والمعدات وقلة عدد العمال. وحيث إن الشركة لا تقدم المقترحات الخاصة بتدعيم تلك المناطق أو استعواض الامكانيات مما ادي لزيادة عدد المخالفات. وعدم قدرة الشركة علي تدارك تلك المخالفات بدعوي عدم حصولها علي مستحقاتها المالية. حتي احد رؤساء الاحياء اصبح يدافع عن الشركة ويؤكد ان المخالفات والغرامات الموقعة علي الشركة مبالغ فيها في حسن أن الشركة لا تقوم بدروها. يوضح لقد أدي نقص المعدات وخاصة سيارات الجمع المكشوفة إلي وجود مراكز قمامة أكوام . كما ادي نقص عدد العمال إلي تأخر عمليات السكني وعدم تقديم الخدمة في العديد من المناطق. وادي نقص الحاويات إلي امتلاك الحاويات بصورة سريعة وفي ظل عدم التدعيم بحاويات أخري أو زيادة مرات جمع الحاويات ظهرت الحاويات الممتلئة علي الدوام وحولها أكوام القمامة. يؤكد بمشكلة القمامة و انتشار هاهي مشكلة دائمة في فصل الصيف بسبب عدم وجود خطة عمل للشركة. رغم أن وضع خطة عمل هو إحدي بنود العقد المبرم بين محافظة الإسكندرية وشركة النظافة. تلك الخطة التي لم تقدمها الشركة منذ أكثر من 8 سنوات. فاتم اداء الشركة بالعشوائية. واصبحت تعطي الاولوية لعدد محدود من المناطق الرئيسية ظل يتقلص عددها يوماً بعد يوم. وانهارت مستويات تقديم الخدمة بباقي مناطق المحافظة داخلي منها أو حتي رئيسية.