أحدث المقال الذي كتبته بالأمس بعنوان : لا تذبحوا نجيب ساويرس" ردود أفعال غاضبة من قراء الموقع الإلكتروني لصحيفة المساء.. وشن بعضهم هجوماً بالقذائف الصاروخية ضدي. واتهموني بكل الاتهامات حتي أن القارئ محمد محمود من القاهرة تساءل قائلاً: "علي فكرة هو بعت لك شيك واللا لا؟". * قارئ آخر لم يكتب اسمه لكنه رغم ذلك قال: "أنا كتبت اسمي الحقيقي ومش بخاف من حد غير من الله" هذا القارئ ركز أيضا علي حكاية الفلوس وقال "إنني لا استحق أن يكون اسمي "محمد" لأنني وأمثالي كما يقول اللي مخليين الفلوس أهم من الدين الإسلامي.. فلما يتَّريق علي دينك عادي يا عم وإيه يعني.. حد يقدر يعمل حاجة زي كده تخص دينهم.. كان زمان البلد ولعت". * قارئ ثالث يقول: "الأستاذ كاتب هذا المقال له عندي سؤال: لو كان هذا الكاريكاتير بواسطة أحد السلفيين أو المسلمين ضد المسيحيين ماذا كان سيقول؟ هل كان سيكتب بهذا الهدوء والبرود؟ أم أن الإسلام والمسلمين لم يعد لهم قيمة في مصر.. لماذا لم يحاكم هذا الرجل علي ما فعل؟ ولماذا لم تتحرك أبواق الإعلام التنويري وتدافع عن الملتحين والمنتقبات بصفتهم من مواطني مصر؟ أم أنهم من الدرجة الثانية؟!.. بصراحة أحس بالقرف من الإعلام والتغطية الإعلامية هذه الأيام" التوقيع بواسطة new moder. * قارئ رابع يقول: "وهل تجرأ ساويرس علي فعل ما فعل إلا بعد أن رأي بعض المنتسبين إلي الإسلام اسماً يهاجمونه بدعوي العلمانية تارة والليبرالية تارة أخري من أمثال ......... الذين تم تجنيدهم وتدريبهم بالخارج لحساب الموساد والماسونية.. وقد اعترفت السفيرة الأمريكية بتسليمهم 250 مليون جنيه وما خفي كان أعظم.. وكذلك جمعيات المجتمع المدني التي قدرت ب 600 جمعية لا نعرف ما هو دورها في مصر.. إذا كان هذا هو فعل من ينتسبون إلي الإسلام فلماذا اللوم علي المذكور؟". لقد اخترت بعض النماذج لتعليقات القراء الذين اعتز بهم رغم سهامهم الجارحة والتي لا مبرر لها.. فما أسهل أن تتهم إنساناً بالتكسب والتربح. ولكن أن تتهمه في دينه فهذا مسجل عليك لأنك لا تستطيع أن تشق صدور الناس لتعرف ما بداخلها. وسوف يحاسبك الله علي سوء ظنك. لقد قضيت في العمل الصحفي 50 عاماً متواصلة عشت فيها بالشرف والأمانة ولو كنت ممن يتكسبون أو يتربحون من وراء عملهم لكنت الآن ممن توجه إليهم سهام الاتهام من الجهات المختصة.. ولكن يكفيني شرفاً أنني مازلت أسكن شقة صغيرة عبارة عن حجرتين وصالة لم تتغير ولم تتبدل منذ أن استأجرتها في أوائل الستينيات.. ونحمد الله علي الستر والصحة. إنني أكثر غيرة علي ديني من كل الذين هاجموني بهذا العنف. ولقد كنت أول من بادر بالهجوم علي رجل الأعمال نجيب ساويرس لهذا العمل المشين الذي ارتكبه.. لكن يبدو أن من قرأوا مقال الأمس لم يقرأوا مقال الأحد الماضي. ولو قرأوه ما انزلقوا إلي هذا الاسفاف في القول والإتهامات الجارحة. كل ما في الأمر أن ساويرس اعتذر وندم.. والبلد تموج الآن بأحداث جسام. والعقلاء هم من يقدرون عواقب الأمور ولا ينفخون في النار لأن لهيبها لن يفرق بين مسلم ومسيحي. لقد سبق أن كتبت منذ ثلاث أو أربع سنوات علي ما أتذكر مقالاً انتقدت فيه إصرار بعض الأخوة المسيحيين علي المغالاة في بناء الكنائس.. فنالني من السباب والشتائم بل والتهديدات الكثير.. ولكني لم أبال لأنني أكتب معبراً عن قناعتي ولا أبغي إلا الصالح العام.