وجدت تعليقات عديدة في بريدي علي ما كتبته أمس عن »ديكتاتورية قارئ« اسمه: محمد سيد، لم يتورع في رسالته الهابطة عن التطاول علي د.البرادعي بوصف جارح، وسحب ثقته نهائيا في شخصي، عقاباً للأول علي تصريحات قالها، وعقاباً للثاني علي ما كتبه عنها! من بين التعليقات علي »ديكتاتورية القارئ«، اخترت الرسالة التالية من المهندس زهير المليجي، جاء فيها: -[لا تغضب لأن أحد القراء غيّر رأيه فيك لمجرد أنك كتبت عن الدكتور محمد البرادعي نقلاً عن تصريحات صحفية أدلي بها مؤخراً. فمن الواضح أن القارئ يرفض انتخاب د.البرادعي -أحد أشهر رموز مصر علي مستوي الكرة الأرضية- رئيساً للجمهورية، وبالتالي فإن نشر كلمة تأييد لفكره وبرنامجه تثير حنق هذا القارئ -محمد سيد- ليس فقط علي البرادعي، وإنما أيضاً علي الصحفي الذي أعاد نشرها. وهذا ما حدث بالضبط معك. فالقارئ كان يعتبرك -كما جاء في رسالته- »من القلة النادرة إللي عندها رأي حر وطني شريف« ثم غيّر رأيه فوراً واتهمك -علناً- بأنك بعت قلمك للأفاق الذي شاركت في حملة تلميع هذا »الأفاق«]! وأضاف القارئ الكريم: م.محمد زهير المليجي، من الإسكندرية، قائلاً: [المؤسف أن هذا القارئ، الذي أحييك علي شجاعتك في نشر رسالته الهابطة واتهاماته العشوائية، ليس وحده الذي يحاول فرض رأيه علي غيره بإرهاب الكلمة، والتجريح الشخصي، وتلفيق الإتهامات البشعة ضد من يخالفه في الرأي، ومن يحقد عليه، ومن يستثقل دمه... مثلاً]. واختتم القارئ الرقيق رسالته مطالباً بأن اقرأ مقال الأستاذ الدكتور عمرو حمزاوي -المنشور أمس- الأربعاء- في الزميلة »الشروق« حتي أتأكد من صلاحية مقولة: »من شاف مصائب غيره.. هانت عليه مصيبته«! وبالفعل عدت إلي »الشروق« وقرأت مقال الزميل والكاتب المبدع د.عمرو حمزاوي تحت عنوان صادم يقول: »الماسوني حمزاوي«. واستأذن د.عمرو في إعادة فقرات من مقاله البديع الذي بدأه بالكشف عن سبب انقطاعه عن كتابة مقاله في اليومين السابقين، قائلاً: - بصراحة.. كان قد بدأ خلال الأيام الماضية شعور بالإحباط يتسرب لنفسي مع استمرار الحملة لتشويهي بافتراءات وأكاذيب تنشرها وتروج لها بكثافة بعض المواقع والقنوات التليفزيونية المتطرفة والتي لا تردعها »اليافطات« الدينية التي ترفعها عن مخالفة أبسط قواعد الأمانة والمهنية القاضية بتحري الدقة فيما تنشر. ولا يتحرّج بعض شيوخها من مدعي الإيمان والتقوي من الخروج علي الناس بلحاهم وعماماتهم عبر الفضائيات مرددين- دون تردد، ودون اعتبار لسمعة ودور وسلامة من يشوهون- للأكاذيب من شاكلة »حقيقة حمزاوي: ماسوني متطرف. معتنق مذهب الكابلا. أمه يهودية. حاقد علي مصر. أعلن عن حزبه من الكاتدرائية. صديق جمال مبارك..« وغيرها من الأمور التي سئمت التأكيد علي أنها باطلة بالكامل. - أضاف د.عمرو حمزاوي قائلاً: [وعلي الرغم من قسوة الشعور الشخصي بالظلم وأي منا يري الافتراءات والأكاذيب تطارده ويجد نفسه دون وجه حق في موقع اتهامات باطلة يروج لها علناً وعليه أن يتعامل معها، إلا أن مصدر إحباطي كان ولا يزال ما تدلل عليه حملة »حمزاوي الماسوني«. - وغيرها من الحملات المتشابهة التي يتعرض لها آخرون - من خطورة بالغة للفكر المتطرف المرتدي رداء الدين والذي لا يتورع عادة في مسعي للتخلص ممن يرونهم منافسين عن توظيف أدوات غير نزيهة مهنياً، بل وتخالف منظومة القيم والأخلاق التي تدعو جميع الشرائع السماوية إلي احترامها]. كان هذا بعض -لا كل- ما جاء في المقال المؤثر الذي كتبه المفكر اللامع د.عمرو حمزاوي، وكنت أتمني أن أنشره كاملاً لولا ضيق المساحة، من جهة، ولأن مئات الآلاف من القراء سبقوني -بالقطع- في قراءته، والإعجاب به، والتعاطف مع كاتبه.. من بينهم القارئ النبيل: م.محمد زهير المليجي. إبراهيم سعده [email protected]