إذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أوصانا خيرا بالأقباط وأيضا باليهود باعتبارهم بشرا يؤمنون به ولا يحق لنا التعامل معهم بالاجبار أو القهر أو تحميلهم ما ليس في وسعهم. بل والأهم من ذلك أن القرآن الكريم في أكثر من آية حذر من قتال من لا يقاتلنا في الدين بل وأوصي بالمسيحيين حينما قال: "فإن منهم قسيسين ورهبانا" فهل تنظيم الإخوان والدواعش وأنصار بيت المقدس وأنصار السنة... الخ من مسميات هذه الجماعات الإرهابية أكثر حرصا علي الإسلام من حامل الرسالة أو من خالق الكون نفسه؟! لا أعتقد أن هناك مسلماً واحدا أو مؤمنا أو مشركا يقبل بما فعله الشياطين بأقنعتهم وأرديتهم السوداء التي رأيناها في مشهد مقتل أو نحر المصريين في ليبيا أو في حرق الطيار الأردني أو في نحر الصحفيين والأسري ألم يقل الرسول صلي الله عليه وسلم للاسري من الكفار: "ماذا تظنون اني فاعل بكم" ردوا عليه "أخ كريم وابن أخ كريم" فقال لهم خير الخلق: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" رغم انهم كانوا في حالة حرب معه ويسعون إلي قتله وقتل المسلمين جميعا! إذن ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالإسلام لذلك فعلي دول الخليج والجزائر تحديدا والمغرب الانتباه إلي أن الهدف ليس اعلاء شأن الإسلام أو إحياء الخلافة ولكن المسألة أكبر من ذلك وتتلخص في تقسيمكم إلي دويلات برعاية أمريكا وإسرائيل وبعض القوي الاقليمية مثل قطر وتركيا لأنهم يتبنون فكرة الحروب بالوكالة باعتبارها الجيل الجديد من الحروب.. فالإرهابيون لا دين لهم ولا وطن ولا انتماء لأرض أو فكر.. هؤلاء اجراء من يدفع لهم ينفذون أوامره.. أما "الذقون" التي نراها فقال عنها المتنبي قديما "أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم". ودعونا نتذكر المشهد القبيح والدموي الذي لا يقره عقل ولا دين لحظة قتل القذافي أخر الطغاة في القرن العشرين حينما سأل "من أنتم؟" وكان يدرك رغم عدم سلامة تصرفاته وديكتاتوريته أن هؤلاء ليسوا بمسلمين أو عرب أو ليبيين وإلا فلماذا يتحدثون باللغة الانجليزية ثم تترجم إلي العربية وليس العكس؟ إذن الكارثة اننا كعرب ندرك أن هؤلاء من أرسلتهم أجهزة الاستخبارات الموالية لأمريكا والصهيونية العالمية التي تنتمي إليها الدوحة وأنقرة ومن لا يريد أن يري فهو حر في أن يظل أعمي القلب والبصر أما الحقيقة الوحيدة التي يجب الاصرار عليها هي تمسكنا بوحدتنا وبناء دولتنا والتصدي للدواعش والإخوان ومن علي شاكلتهم فلن نتراجع ولن نخاف حتي لو ذبحوا الآلاف وهو لن يحدث لأننا علي حق وعند الله لا تضيع الحقوق.