قصتي تصلح أن تكون رواية سينمائية حيث نشأت في أسرة ريفية رقيقة الحال.. الأب عامل خدمات معاونة بمصلحة حكومية والأم ربة منزل مطيعة لا تستطيع أن تراجع أبي في أي قرار يأخذه ومن شدة بطشه وقسوته أرغمني علي الزواج في سن 19 وعلي يد محام من رجل عربي مسن وكفيف وقالوا وقتئذ انه من الأثرياء وانه بزواجي منه سيوفر لأسرتي الفقيرة دخلاً شهرياً كريماً وانه سيأتي لي بلبن العصفور!! تزوجت بالشيخ الكفيف في بيت أبي وعلي وعد منه بشراء مسكن كبير لي في نفس القرية.. وبعد عام من زواجنا رزقت منه بالبنت وانتظرت أن يفي بوعده لا بأن يأتيني بلبن العصفور وإنما بالبيت الجديد لكنه فاجأني بقرار سفره إلي بلده الأصلي بحجة إنهاء بعض الأعمال هناك ثم العودة.. سافر ولم يعد.. سافر ليتركني في حيص بيص حيث رفضت الوحدة الصحية بالقرية اثبات واقعة ميلاد ابنتي واكتشفت ان السبب وراء تعنت الصحة ان أبي والمحامي سجلا زواجي منه عرفياً وليس عن طريق مأذون شرعي"!!" وانهما بفعلتهما هذه كتبا علي ابنتي أن تعيش بلا هوية أو أي شيء يثبت قدومها للوجود أصلاً!! ومن العجيب والمؤلم في نفس الوقت انه عند بلوغ صغيرتي سن العاشرة أجبرني أبي علي الابتعاد عنها حين زوجني وللمرة الثانية من رجل "مسن" سبق له الزواج وله أبناء كبار.. وكان عليّ أن أترك قريتي لأعيش معه في قريته المجاورة!! لكن ذلك لم ينسني أزمة ابنتي التي تمضي بها السنون دون أن تظهر بارقة أمل في حل مشكلتها أو الوصول إلي أبيها.. لقد حاول العديد من أبناء قريتي الأوفياء من العاملين في نفس بلدته بالخارج البحث عنه وفشلوا.. وبعد مرور 18سنة من الحيرة والقلق علي مستقبل ابنتي ومصيرها في الحياة بعث الله لنا بمن نصحنا بضرورة نشر القضية بالصحف لعل صوتنا يصل لمن يهمه الأمر. عملنا بالنصيحة ولم نتردد لتتحقق المعجزة أراها معجزة بنجاح الأجهزة المختصة بالوصول إلي عنوان أبو ابنتي الكفيف والأكثر من هذا انهم ألزموه بالنزول إلي مصر واثبات ميلادها.. وراح الأب المذنب يدفع عن نفسه شبهة التهرب من مسئولياته وانه لم يتركني كالمعلقة بل أرسل لي بورقة طلاقي منه عبر البريد الجوي ولا يدري أسباب عدم وصولها إليّ طوال هذه الأعوام!!! المهم انتهي الكابوس الأول في حياتي وانتهت مشكلة ابنتي الحبيبة بعد أن صار لديها شهادة ميلاد.. واكتملت سعادتي حين اصطحبها معه والدها إلي بلده لتتزوج هناك وتستقر وأعيش أنا في كنف زوجي الثاني الذي أعطاني الله منه الولد لكن أولاده من الزوجة الأولي استغلوا شيخوخته ومرضه ليحصلوا علي توقيعه ببيع المنزل لهم.. ما دفعني وزوجي وصغيرنا إلي العودة إلي بلدتي والبحث عن بيت بالإيجار نقطن فيه مما ضاعف من أعباء الحياة علينا حيث لا يملك أبو ابني سوي معاشه الشهري الهزيل!! لقد حطمني أبي مرتين.. الأولي حين زوجني برجل أكبر منه هو شخصياً علاوة علي عجزه.. ولم يبال بمصيري ومصير ابنتي وفي الثانية حينما أصر علي زواجي من شيخ مسن آخر له أولاد كبار وليس لي حق الاعتراض والرفض.. وها أنا أدافع الآن ثمن الطمع والجهل أعيش مهددة وزوجي وطفلنا الصغير من شبح الطرد الذي يلاحقنا مع ضيق ذات اليد ليبقي. كل أملي شقة من المحافظة تناسب امكانياتنا ويكفيني ماذقته طوال حياتي بسبب اختيارات أبي التي مازلت أدفع ثمنها من استقراري وراحتي النفسية.. فهل يصل صوتي للمسئولين بالمحافظة عبر نافذتكم؟ ح.ر.ه المنصورة المحررة: عدت بنا إلي فترة السبعينيات والثمانينيات التي تفشت فيها ظاهرة زواج الفتيات القرويات الفقيرات من الأثرياء العرب برعاية كاملة من الآباء الذين أقاموا سعادتهم علي تعاسة بناتهم ومستقبلهن. كنت واحدة من هؤلاء التعيسات.. دفعت ثمن اختيار والدك وما كنت لأن تعصيه حين ألقي بك لرجل في سن أبيه "!!" دون أن يبالي بحجم الشقاء الذي ستجنيه نتيجة هذا القرار حين أمضيت ومعك أبناء قريتك الأوفياء 18 عاما في البحث عن والد ابنتك حتي جاء الفرج وعرفتم طريقه حين ألزمته الجهات المختصة بالنزول وإنهاء هذه المهزلة. وفي كل الظروف عليك أن ترضي بما قسمه الله لك وثقي انه لن يتخلي عنك وعن صغيرك مثلما كشف الغمة عن ابنتك وتوصلتم إلي مكان أبيها وما عليك سوي تقديم طلب إلي المحافظة بحاجتك إلي شقة تتناسب وامكانيات زوجك ومعاشه.. واحرصي علي متابعة الطلب فما ضاع حق وراء مطالب. *** ** تواصل: عبر الإيميل snow white بعثت تستفسر عن اسم الكتاب الذي كان محور رسالة 26 يناير الماضي "حلال المشاكل" والذي تحدثت فيه القارئة المثقفة "ن" عن اسلوب علمي جديد يعينك علي معالجة مشكلات حياتك بعيداً عن القلق والتوتر.. ويساعدك علي ترتيب الأولويات والمضي بك نحو تحقيق أهدافك. .. ولصاحبة الإيميل ألفت إلي أن اسم الكتاب ولمن يرغب في الاطلاع عليه هو "التدريب علي الحياة" ووضعه ثلاثة مؤلفين هم: د. حسين ناجي وميج ريد وكاثلين روتش ناجي.