فتح المؤرخ البورسعيدي سامي هويدي رئيس لجنة التراث والتاريخ بمحافظة بورسعيد صفحات ذكرياته مع قناة السويس واحداثها وتاريخها.. قال زرت القناة الجديدة الأسبوع الماضي من عند البلاح والرياح والفردان وشهدت العمل الضخم سواء من العمال وكراكات الحفر الضخمة التي تقوم بالحفر وتأخذ الرمال وتفصلها عن المياه بنظام دقيق. ذكرني بمشاهد المقاومة الشعبية وكان الفدائيون المصريون يأتون من سائر الجمهورية ليشاركوا بالأعمال الفدائية ضد المعسكرات الانجليزية في هذه المنطقة. يتذكر المؤرخ سامي هويدي بعض بطولات أبناء مدن القناة ومقاومتهم للاحتلال الأجنبي قائلا: اتذكر ما قام به الطفل نبيل منصور التلميذ بمدرسة النيل الابتدائية ببورسعيد عام 51 الذي احرق معسكرات الجولف واستشهد هناك واطلق اسمه علي أحد شوارع المدينة الباسلة وهناك كثيرون ضحوا بأرواحهم في هذه المنطقة في سبيل استقلال مصر وتابعت الأعمال الفدائية حتي قامت ثورة يوليو عام 52 وكان شعب القناة ولاسيما في بورسعيد أشد فرحا بقيامها وتتابعت اعمال المقاومة الشعبية في هذه المنطقة بصور متعددة وفي عام 56 قامت معركة بورسعيد واتذكر وأنا في منطقة الرياح بالقنطرة غرب وصول طليعة قوات الأممالمتحدة برئاسة الجنرال بيرنيز حيث هبط بطائرته في قرية الرياح ومنها دخل برا إلي بورسعيد استعدادا لجلاء القوات الأجنبية عن بورسعيد في 22 ديسمبر عام 56 عقب هزيمة العدوان الثلاثي وكنت أيامها طالبا في الجامعة بالاسكندرية ولم أكن أغادر بورسعيد لأنه كان ممنوع الخروج منها وكنت اعمل متدربا علي الصحافة بجريدة المساء عندما كان يرأس تحريرها الاستاذ خالد محيي الدين وطيرت خبر وصول بيرينز إلي الجريدة. اضاف سامي هويدي كان هناك بعض طلبة الجامعات الذين جاءوا من القنطرة شرق إلي بورفؤاد للقيام بعمليات فدائية في ذلك الوقت وقد قبض الفرنسيون في بورفؤاد علي بعضهم وعذبوهم منهم البطل جواد حسني طالب كلية الحقوق جامعة القاهرة الذي كتب بدمائه علي حائط النادي الذي سجنوه فيه قصة قدومه للنضال مع زملائه ضد الاحتلال الاجنبي واستشهد ونقل الحائط بعد عام 56 إلي مكان آخر. تعجب المؤرخ سامي هويدي من الاصوات التي تطالب هذه الايام بعودة تمثال ديليسبس إلي قاعدته الخالية مرة أخري قائلا: أري ان تظل القاعدة خالية كذكري تاريخية لاسقاطه كما سقط العدوان الثلاثي في معركة بورسعيد عام 56 علي ايدي رجال ابناء بورسعيد من المقاومة الشعبية والتي يتزعمها في ذلك الوقت البطل الراحل عبدالمنعم الشاعر وشقيقه يحيي الشاعر ونقل بعد ذلك التمثال إلي مخازن الترسانة بهيئة قناة السويس ببورسعيد وإذا كان لابد من عودته فيعود إلي متحف بورسعيد القومي وهو مجاور لقاعدة التمثال كرمز تاريخي فقط علما بأن انجلترا وفرنسا لم يدفعا حتي الآن تعويضا مناسبا لشهداء وضحايا معركة 56 وقد أوصي اللواء سامي خضير رحمة الله عليه ابن بورسعيد ومحافظها الاسبق لجنة التاريخ والتراث بالمجلس الأعلي للثقافة بالمحافظة برئاستي بتدوين اسماء ابطال 56 علي مسلة ميدان الشهداء تخليدا لذكراهم وهذا لن يحدث حتي الآن ونرجو تحقيقه واتمني ان تقوم جامعة بورسعيد ولاسيما انها فتحت هذا العام كلية للآداب ان تعني بتاريخ القناة وتاريخ بورسعيد.