لجنة الدراسات اللغوية والأدبية بالمجلس الأعلي للثقافة.. تعد لمؤتمر يستعرض دور المدرسة الحديثة التي نشأت عام 1915 ومثلت ظاهرة مهمة ظلت قائمة إلي قيام الحرب العالمية الثانية.. كان يحيي حقي أول من تناول دور المدرسة في حياتنا الثقافية في كتابه "فجر القصة المصرية". وكان قوامها محمد تيمور ومحمود عزي وحسين فوزي ومحمود طاهر لاشين وإبراهيم المصري وغيرهم من الأدباء الذين تحولوا فيما بعد إلي رموز للإبداع المصري. يقول د.السيد فضل إن المدرسة الحديثة أضافت إلي حياتنا الثقافية في مرحلة التنوير. من خلال شعارها: لا للتقليد والمحاكاة. نعم للأصيل والأبقي.. أما تسمية ناظر المدرسة التي أطلقها يحيي حقي علي أحمد خيري سعيد. فهمي فلم تكن تعبيراً عن مجرد إعجاب شخصي. لكن المدرسة كاتجاه فكري وفني تدين لأحمد خيري سعيد بالريادة والأستاذية.. كان أفراد المدرسة الحديثة يقرأون بلزاك وديكنز وتولستوي وفلوبير. والملحق الأدبي لجريدة "التايمز" ومجلة "جو أو لندن" وال "الأثينيوم". وال "نيشن". اعتبر أفراد المدرسة أنفسهم أبناء لجي دي موباسان وبلزاك وديستويفسكي وتورجنيف وتشيخوف وتولستوي.. ولم يخرج أفراد الجماعة من ثوب زينب. ولا من حديث عيسي بن هشام. وإنما من ترجمات محمد السباعي والمنفلوطي وأحمد حسن الزيات وأنطون الجميل والمازني. ومن الأصول التي ترجم عنها أولئك. وغيرها. ويروي د.فضل أنه لم يكن للمدرسة أو الجماعة مقر.. كانوا يجتمعون في كهف يرقي إليه المرء بدرجات خمس أو ست. علي ناصية شارعي قنطرة الدكة وعمادالدين. وفي أماكن أخري. منها مندرة محمود طاهر لاشين بحارة حسني.. قد يذهبون إلي كازينو "دي باري" بقنطرة الدكة. يناصرون محمد تيمور وسيد درويش في العشرة الطيبة. أو إلي تياترو "برنتانيا" يصفقون لسيد درويش في شهرزاد. أو يستمعون لحفلات السيمفونية. ولعزف كبار العازفين. من أعلي التياترو بالأوبرا. وكانت القصة أبرز معطيات المدرسة الحديثة. وإن صدرت لأبنائها أعمال روائية مثل الدسائس والدماء لأحمد خيري سعيد التي أهداها إلي أصدقائه أدباء المدرسة الحديثة لأنهم أضافوا إلي الأدب العربي فن القصة. ومثل حواء بلا آدم لمحمود طاهر لاشين. والأطلال لمحمود تيمور وغيرها.. وقد أفلحت المدرسة الحديثة في تخليص فن القصة والرواية والنثر بعامة من لغة المقامة كما في حديث عيسي بن هشام للمويلحي. ومن الاتجاهات الوعظية كما في النظرات والعبرات للمنفلوطي. ومن التمصير الذي يختلف في لغته وأحداثه وشخصياته عن الأعمال التي نقل عنها كما في ماجدولين والشاعر وغيرها.. وقدمت إبداعات المدرسة الحديثة شخصيات منتزعة من قلب البيئة الشعبية المصرية. تأثراً بالأدب الروسي الذي لم يخف أبناء المدرسة الحديثة إعجابهم به. وتتلمذهم عليه.