حتي لا تغيب شمس الحقيقة ويركب الموجة المدعون الباحثون عن أدوار لا يملكون مقوماتها يساعدهم علي هذا الغش والضلال مخزون المعلومات بالنت.. أعود لبيت القصيد وهو ذكري رحيل قيثارة الغناء أم كلثوم منذ 40 عاماً التي وحد صوتها الوطن العربي. حيث ظلت بمستشفي المعادي عشرة أيام بلياليها يتابع حالتها المرضية مع زملاء أعزاء مصطفي حسن ومكرم جاد الكريم وسميحة طاهر "الأخبار" ووجدي رياض "الأهرام" ومحمد عبدالكريم "أ . ش . أ" وسميحة زوجة المصور رشاد القوصي وآخرون.. وسيدة الغناء بالرعاية المركزة.. فوجئنا بخبر صغير تبثه "أ. ش . أ" عن وفاتها بينما مندوب الوكالة لا يعلم بالخبر وإذ بالإعلامية الفاضلة صفية المهندس تبث خبر الوفاة من الإذاعة وقامت الدنيا وانهالت التليفونات علي المستشفي.. وقتها جريت بطرقات المستشفي واتصلت بالصحفي النبيل مصطفي بهجت بدوي رئيس تحرير الجمهورية اخبره بتواجدي وأن أم كلثوم لم تمت وكانت الجمهورية قد نشرت الخبر في طبعتها الأولي التي تذهب للأقاليم وأحالني للأستاذ عبدالعزيز عبدالله وهو أيضاً من نبلاء الصحافة وعملاتها النادرة الذي أوقف الطبع ونزع خبر الوفاة وطلب مني البقاء والمتابعة ولم أكتفي بذلك وتمكنت من الاتصال بالصحفي الخلوق المهذب علي حمدي الجمال رئيس تحرير الأهرام وكنت أعرفه عن قرب وقال لي يومها أين وجدي رياض مندوب الأهرام المتابع للحالة والمترددون عليها وأوقف الطبع بعد حذف خبر الوفاة.. وقتها قال لي بعض الزملاء: أنت مندوب للمساء مالك بالجمهورية والأهرام وكانت اجابتي الأمانة والضمير الصحفي وجاء رحيل أم كلثوم بعد ذلك بعدة أيام.. وتصادف يوم خبر الوفاة أن الرئيس أنور السادات مجتمعاً بالصحفيين في استراحته بالقناطر الخيرية ولا حديث لهم سوي الإشادة بكاتب هذه السطور وأمانته الصحفية ورفع عنهم حرجاً لا يغتفر وتناول الجميع وقتها الغذاء مع الرئيس السادات.. فترة وجود سيدة الغناء أم كلثوم بالرعاية بالمستشفي كان يقيم بجوارها بصفة دائمة زوجها أستاذ الأمراض الجلدية حسن الحفناوي وأبناء شقيقها وهما سعدية والمهندس محمد الدسوقي الذي تولي رئاسة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وشقيقه رفعت الدسوقي واستطعت خلال تلك الفترة الاقتراب كثيراً من د. حسن الحفناوي ابن أسيوط الذي كان يمدني بكل ما يتصل بالحالة الصحية لأم كلثوم.. وبعد رحيل أم كلثوم قام أرشيفي الصحفي بدوره في مد الزملاء بكل شيء عن سيدة الغناء مثلما يحدث الآن علي النت ويتباري المدعون في جمع المعلومات ونسبها لأنفسهم دون خجل أو حياء. وقد تقاضي الزملاء الذين فردوا الصفحات بجرائدهم ومجلاتهم دون جهد سوي النقل مثلما يحدث حالياً من النت تصوروا لقد تقاضي هؤلاء مئات الجنيهات مكافأة ولولا النبيل مصطفي بهجت بدوي ماتقاضيتها.. لم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل ألفت كتاباً عنها تعاقدت عليه مع الدار القومية التونسية للطباعة والنشر مع رئيسها وقتها عزوز الربيعي الذي قام بحذف فصل كامل من الكتاب وكان اسمه لقاء السحاب الذي جمع فيه الرئيس الخالد جمال عبدالناصر بين صوت أم كلثوم وألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.. وكان وقتها يرأس تونس المجاهد الأعظم الحبيب بورقيبة الذي كان يكره ثورة 23 يوليو ومن هنا جاء حذف فصل "لقاء السحاب" من الكتاب ومازال العقد معي وأرسلنا عن طريق جمعية المؤلفين والملحنين عن طريق مستشارها القانوني الراحل محمود لطفي لوزير الثقافة التونسي وقتها البشير بن سلامة وأخذتنا دوامة الحياة وهمومها ومشاكلها.. يبقي السؤال أليس هناك شيء من الخجل والأمانة. وأجزم أنهم لم يروا سيدة الغناء العربي أو يتابعونها.