أحبها منذ أن رأها وتمني أن تكون زوجته وهو ما تحقق له بفضل اصراره وعزيمته وبذله مجهودات كبيرة في عمله. كما كان لوالدته وزوجها الذي أعتبره كوالده تماما دور كبير في جمع شمله بحبيبته.. وكان يوم عرسه أفضل يوم عاشه في حياته. كان "معتز" مهندساً زراعياً باحدي الهيئات الحكومية التابعة لوزارة الزراعة بالاسماعيلية وكان شابا متدينا يحافظ علي الصلاة بالمسجد وعلاقته حميدة بكل جيرانه.. أما "ريهام" جارته فكانت طالبة جامعية جميلة أحبها باخلاص وبادلته حبا بحب وكانت علاقتهما بريئة لم تتعد النظرات وتبادل السلام.. عندما فاتح معتز والدته وزوجها في الزواج من ريهام وافقا علي الفور نظرا لأخلاقها وسمعة أهلها الطيبة. تم الزفاف وعاش العروسان أياما جميلة ظللتها السعادة والهناء.. زادت بهجتهما عندما رزقهما الله بمولود جميل سماه والده "سعيد" تيمنا بالحالة التي يعيشها مع زوجته ريهام.. وبعد عامين رزقا بطفل آخر هو "خالد" الذي زاد ارتباط معتز بزوجته ضاعف حبه الكبير لها.. بمرور الأيام اكتشف معتز رغم حبه الكبير لزوجته آفة خطيرة في ريهام هي طمعها وتطلعها إلي ما في أيدي الآخرين .. لكن معتز كان يواصل الليل بالنهار ليوفر لها كل ما تحتاجه. حتي انه فتح محلا للبقالة إلي جانب الوظيفة الحكومية لتلبية رغبات زوجته الأثيرة. مرت الأيام وأنجبت ريهام طفلهما الثالث "منتصر" وزادت بهجة معتز بأسرته كما زاد مجهوده في عمله للانفاق علي الأسرة خاصة ان العادة الذميمة لزوجته زادت مع الأيام وأصبحت طلباتها لا تنتهي.. أدرك معتز أنه آن الأوان للوقوف أمام رغبات زوجته وافهامها ان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وان عليها ان تقف بجواره وليس ضده فردت عليه بأن دخله لا يليق بها وأنها تريد التمتع بحياتها ولاتحب أن تحيا حياة الفقر. ثم أنهت المناقشة معه ودخلت لتنام.. وفي الصباح دخل معتز ليوقظ زوجته لتعد له الافطار فلم يجدها في المنزل. ظن انها ذهبت لشراء احتياجات المنزل لكن الوقت مر ولم تعد ريهام للبيت. والأدهي أنها تركت طفلها الرضيع "منتصر" وغادرت البيت بدونه.. اتصل بها علي هاتفها المحمول فلم ترد عليه في المرة الأولي ثم بعد ذلك ردت عليه قائلة ان تركها للمنزل مجرد عقاب صغير "قرصة أذن" حتي لا يغضبها مرة أخري.. عاتبها علي ترك الطفل الرضيع لكنها لم تأبه بكلامه وهددته ان عاد لإغضابها فستترك له المنزل ليتحمل هو مسئولية أطفاله الثلاثة. رضخ معتز لزوجته تحت ضغط الظروف التي يعيشها خاف علي أولاده من الضياع اذا تعقدت مشاكله مع ريهام التي عادت لمنزلها أقوي مما كانت وزادت طلباتها لدرجة عجز معتز أن يلبيها مما اضطره للاستدانة.. تراكمت الديون علي "معتز" وبدأ الدائنون في مطالبته بالوفاء بمستحقاتهم لكنه لأول مرة في حياته يعجز عن سداد ما عليه ولم يصبر الدائنون عليه وقدموا شكاوي ضده ترتب عليها دخوله السجن. ندم "معتز" ندما شديدا علي ما فعله في نفسه وصمم أن يؤدب زوجته بعد خروجه من السجن وأن يعدل من طبائعها السيئة.. لكنه فوجئ بما لم يكن في الحسبان فقد تركت ريهام المنزل وتركت الأولاد الثلاثة وأصبحت تفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب. ثم غدرت به وقامت برفع دعوي خلع ضده مستندة إلي عدم قبولها بالعيش مع شخص "خريج سجون". والأدهي ان الزوجة الغادرة كسبت دعواها وأصبحت حرة لكنها عكس كل الأمهات فرطت في أولادها ولم تعد تسأل عنهم وتركتهم لأم زوجها لتربيهم. رغم اطمئنان معتز الذي مازال سجينا إلي الآن علي أولاده مع أمه وزوجها لكنه مازال يشعر بقبضة باردة تعتصر صدره وألم يكاد يعصف بنفسه وكثيرا ما سمعه رفاقه في الزنزانة يسأل نفسه.. لماذا غدرت بي وماذا فعلت معها حتي يكون هذا جزائي؟؟؟ لكن ما من مجيب.