البكاء لا يتوقف والحزن يسيطر علي ملامح وجهها فليس هناك أمر من مقتل شقيقها وسجن زوجها والأدهي من ذلك هو شعورها بأن لها يدا فيما حدث فأصبحت تلعن كل لحظة من الخلافات الزوجية. اشتعلت الخلافات بينها وبين زوجها حول مصاريف البيت ونفقات عش الزوجية واعتاد زوجها ضربها فلم تجد الزوجة "سعاد" سوي الفرار إلي بيت شقيقها لتسكن معه هو وزروته لتنتقل معها مشاكلها وتتزايد الخلافات مع زوجها إلي أن قتل أهل الزوج شقيقها.. لتعيش الآن بين مرارة القتل وآلام السجن. بدأت "سعاد" حديثها والدموع تنهمر من عينيها لشعورها بالحزن والمعاناة والألم وذلك بعد أن تسببت في مقتل شقيقها وسجن زوجها. كانت الفتاة التي نشأت في بيئة شعبية تتمني أن تتزوج من رجل يحميها ويسعدها طوال حياتها وبعد أن التقت ب "هاني" نشأت بينهما قصة حب أحست أنها يجب أن تدرس في الكتب حيث كان يتمني أن تطلب أي طلب في فترة الخطوبة ليلبيه لها علي الفور وبعد الزواج زادت بينهما السعادة لفترة لم تدم كثيرا للأسف حيث تغيرت طباعه وصار عصبيا ويفتعل الأزمات والمشاكل ولم تعد تدري كيف ترضيه. كان "هاني" يفتعل المشاكل مع زوجته بسبب عصبيته الزائدة فمرة يحدث خلاف بسبب الطعام الذي "تطبخه" ولا يعجبه ومرة أخري بسبب زيارتها لأشقائها وعائلتها وحبها لهم ولا تعرف سبب خلافه معهم كان زوجها يكره أشقاءها وكان دائماً يرغمها علي عدم الذهاب إليهم وبدأت المشاكل تزداد وتتضخم إلي أن وصلت للذروة خصوصاً بعد أن منع زوجته من الذهاب لأهلها وحاولت اقناعه بالعدول عن رأيه إلا أنه رفض تركت منزل الزوجية وذهبت إلي منزل أشقائها "سعيد ومصطفي وسلوي" للإقامة معهم وياليتها ما فعلت. كان شقيقها "مصطفي" يعمل "مبيض محارة" ومن أحن اشقائها وكان لا يبخل عليها بالمال رغم ظروفه الصعبة.. ولا تنسي المرأة ما وقع يوم الحادث فقد جاء زوجها "هاني" وبعض أقاربه وأصدقائه ليعيدها إلي منزلها ورغم مرارة الحياة معه لكنها كانت مقتنعة أن الزوجة ليس لها إلا بيت زورها حتي ولو كان مريراً وقاسياً بينما عارض أشقاؤها ذهابها إلي الجحيم وأصروا علي عدم مغادرتها للمنزل ودارت حوارات طويلة ونقاش بين الطرفين اشترط فيها أشقاؤها عدم قيام "هاني" بإهانتها أو ضربها وسبها فتعالت أصوات الجميع وهنا حدثت الكارثة إذ تطورت المشادة الكلامية إلي مشاجرة واشتباك بالأيدي حتي وصلت إلي استخدام السلاح الآلي. كان زوجها قد أحضر معه أحد أصدقائه وكان هذا الصديق معروفا بسوء السلوك ويحمل معه سلاحا وعندما حدثت المشادات بين زوجها واشقائها أطلق صديق زوجها أعيرة نارية من سلاح آلي كان بحوزته استقرت الطلقات في جسد شقيقها مصطفي الذي سقط علي الأرض غارقاً في دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل اسعافه أو نقله للمستشفي وتحول المنزل إلي بحر من الدماء فتعالت الصيحات والعويل والصراخ وأصبح الدم ينتشر في أركان المنزل في مشهد مأساوي حزين. تم القبض علي الجناة وأحيلا إلي المحكمة التي حكمت علي زوجها بالسجن لاشتراكه في قتل شقيقها.. ومنذ ذلك الوقت وهي لا تعرف كيف تواجه الحياة؟.. وكيف تربي طفلها البالغ من العمر 4 سنوات؟ والآن تعددت أوجاع هذه المرأة وزادت أحزانها حيث تشردت أسرتها وأصبحت تعاني من كراهية أهلها لها لأنها كانت سبباً في مقتل شقيقها.. كما تغيرت نظرة الجيران أنفسهم لها وأصبحت مؤلمة وفيها نوع من الاتهام.. وصارت حالتها النفسية سيئة للغاية.. وتشعر بندم دائم لا ينقطع وحالة بكاء هيستيري تنتابها من وقت لآخر.. لأن أطفال شقيقها فقدوا والدهم وابنها سيعيش بعار والده إلي الأبد.