العنوان يشير إلي موضوع مهم نتعامل معه باستخفاف وأحياناً بجهل وعدم جدية.. ظهر ذلك بوضوح في المناقشات التي جرت الأسبوع الماضي حول فيلم "الخروج.. آلهة وملوك" للمخرج ريدلي سكوت والذي تم منع عرضه في القاهرة لأسباب دينية وتاريخية. ولست مع منع عرض الفيلم ولكنني مع فضح والقاء الضوء كلما أمكن علي الدور الرئيسي الذي لعبته ومازالت تلعبه الصهيونية وأساليب استخدام وسيط الفيلم لتكريس الوجود الصهيوني ممثلاً دولة إسرائيل. ربما لا يعرف كثيرون أن هوليوود منذ بدايات السينما يديرها اليهود الصهاينة. وأن أغلب النجوم من اليهود والصهاينة. فليس من الضروري أن تكون يهودياً حتي تكون صهيونياً. وأن اليهود "النخبة" يسيطرون بالكامل علي أمريكا من خلال سيطرتهم علي وسائط الاتصال الجماهيرية. علي صناعة الأخبار. والموسيقي والسينما ونظام البنوك أي علي الآلة الإعلامية والاقتصادية بالكامل وعلي أشكال الدعاية "البروباجندا" وعلي الصحف الكبري والراديو والتليفزيون والشركات الكبري.. الخ.. الذين يسخرون من تغلغل الصهيونية في أشكال الميديا والوسائط الجماهيرية وحتي في التفاصيل الصغيرة التي ضمها فيلم مثل "الخروج" والتي أشاروا إليها في أحد البرامج الإعلامية الكارثية المصرية التي دائماً ما تدس السم في أردأ أنواع العسل. فلو أنهم كلفوا أنفسهم بعمل بحث قصير عن "الصهيونية والسينما" سوف يجدون ما يبرر إيماننا بأن "الصهيونية" هي المشكلة الرئيسية في هذا العالم وأن "إسرائيل" علي نحو أو آخر تمثل "القبلة" التي يتوجه نحوها "المصلون" صناع السينما الهوليوودية ولأسباب سياسية تتجاوز الترفيه. استوقفني في تعليق أحد الكتاب "حبيبي بنجامين" علي فيلم "الحرب العالمية "زد" 2013" أو "حرب الزومبي العالمية" "world twanz) فقرة تدخل ضمن الدعاية الفجة والمباشرة لإسرائيل. علماً بأن الفيلم بعيد كما يفترض عن صراع الأفكار في الشرق الأوسط وهو من بطولة براد بيت ويدخل ضمن أفلام "الزومبي" "zombie) المرعبة حيث يتصور هجوماً خيالياً كاسحاً لمخلوقات الزومبي المتوحشة علي العالم.. فيلم يذكر "بيوم الاستقلال" والبطل الصهيوني المخلص. يقول: أصابتني الدهشة ونحن نتابع القصة أن شخصية "جيري لين" التي يلعبها براد بيت تسافر إلي إسرائيل فجأة يظل لأكثر من عشر دقائق يقدم "بروجاندا" مباشرة لصالح إسرائيل. والتي أشارت إليها صحيفة "تايمز اوف اسرائيل" بأنها أعظم بروباجندا "دعاية" سينمائية لإسرائيل منذ فيلم "الخروج" "1960" للمخرج اتوبرمنجر وبطولة يول نيومان.. فالفيلم يصور جدار الفصل العنصري الذي اقامته إسرائيل باعتباره ضرورة حتمية لحماية أمن الدولة الإنسانية الحاضنة لكل الثقافات من هجوم "الزومبي" الأحياء في كناية عن الفلسطينيين والعرب. وكذلك يبرر القوة العسكرية العظيمة للدولة الصهيونية من أجل حماية إسرائيل.. فهذه الحرب العالمية التي تشنها وحوش الزومبي تحتضنها وتدافع عنها هوليوود الصهيونية. أن قائمة الأفلام ومنها الفيلم المثير للجدل في بلادنا "الخروج إلهة وملوك" عمل يدخل ضمن صراع الأفكار في الشرق الأوسط ولهذا الصراع يدور علي كل الجبهات وأساساً في الميادين الإعلامية ونديره نحن هنا في بلادنا بإعلاميين يسخرون بل ويضحكون من تغلغل الصهيونية في كل شيء حتي أكثر الحكايات خيالية مثل أفلام "الزومبي".. "الخروج" الذي انتجته هوليوود وأخرجه مخرج يهودي ونجم صهيوني شديد الوسامة قدم منذ أكثر من نصف قرن عملية "خروج" من نوع آخر. نوافذ اليهود الذين عاشوا في أوروبا ونقلتهم السفن إلي أرض فلسطين قادمين إلي الأرض الموعودة في عملية خروج جماعية يقودهم أحد أبناء "فلسطين". "الخروج إلهة وملوك" الذي بدأت عروضه في السنة الجديدة سوف يتلوه أفلام أخري.. تدور في نفس الدائرة وتعتمد علي اعادة انتاج حكايات التوراة وتدور فوق هذه المنطقة التي نعيش عليها باعتبارها الهدف القديم المتجدد لقوي الاستعمار القديم والجديد ولحروب أجيال تبدأ بصراع الأفكار.