سيظل "الكيل بمكيالين" جزءاً لا يتجزأ من الشخصية الغربية خاصة الدول الكارهة لنا. من ينظر بإمعان لقائمة قادة الدول الغربية الذين شاركوا أمس في "مسيرة الجمهورية" التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ولتصريحات وتصرفات الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي وجه الخصوص تأييداً لفرنسا في مواجهة الإرهاب وتضامناً مع ضحايا صحيفة شارلي أيبدو والرهائن الذين قتلوا في المتجر اليهودي سيتأكد تماماً مما أقوله عن "الكيل بمكيالين" الذي أصبح سيد الموقف. هؤلاء ذهبوا إلي فرنسا لمساندتها ضد الإرهاب في حين ان معظمهم لم يطلق كلمة اعتراض واحدة علي الهجمة الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها مصر طوال 18 شهراً وأكثر.. فقد خرسوا أمام الإرهاب علي مصر. ألا يخجلوا من أنفسهم وهم يملأون الدنيا صراخاً وعويلاً بسبب مقتل 12 صحيفاً في شارلي أيبدو و4 رهائن في متجر يهودي في حين لم يطرف لهم رمش عندما اغتيل 16 جندياً صائماً لحظة أذان المغرب في مذبحة رفح الأولي ولا حينما اغتيل 25 جندياً آخرون بدم بارد في مجزرة رفح الثانية ولا عندما احتجز الإخوان سكان منطقتي رابعة العدوية والنهضة بالكامل رهائن تحت تهديد السلاح كما لم تصدر منهم كلمة تأييد ولو من وراء قلوبهم لمصر في خربها ضد إرهاب "عملائهم" وجرائمهم اليومية؟؟ ألا يخجل أوباما من نفسه وهو يعلن تضامنه بقوة مع فرنسا ويتعهد بدعمها بل وقام بزيارة سفارتها بواشنطن كما سجل وزير خارجيته جون كيري تعازيه في السجل المفتوح بالمقر الدبلوماسي الفرنسي بسبب 16 ضحية سقطوا في عمليتين فقط بفرنسا في حين ان رئيس أمريكا وإدارته تجاهلوا استشهاد مئات المئات من رجال الجيش والشرطة وأبناء الشعب في عشرات العمليات الإرهابية بمصر وكأنها ترتكب في كوكب آخر.. وليتهم خرسوا وعموا فقط بل هاجمونا وساندوا الإرهابيين بفجور واعتبروا إرهابهم حرية رأي. ألا يخجل بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة وهو يسجل تعزيته لفرنسا في سجل بمقر المنظمة الدولية بنيويورك في حين اننا لم نسمع منه كلمة عزاء واحدة في أي شهيد سقط بيد الإرهاب.. اللهم إلا الإعراب عن قلقه مما يجري بمصر حتي أصبح صفته اللصيقة به "الأمين القلقان"..؟؟ ألا يخجل أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا وهو يشارك في مسيرة فرنسا ضد الإرهاب في حين ان بلاده تدعم الإرهاب مالياً وعسكرياً ضد مصر وسوريا والعراق وليبيا ومازال رئيسه المخبول يتطاول علينا ويرفع شعار رابعة الماسوني الإرهابي ويعتبر ثورة الشعب في 30 يونيه انقلاباً..؟؟ للأسف.. فإن غالبية زعماء الدول الغربية هم هذا الرجل.. معايير مزدوجة وكيل بمكيالين في الشأن الواحد وهي "مسخرة" بكل ما تحمل الكلمة. قد نسمع سؤالاً منطقياً: ولماذا شارك في المسيرة وزير خارجية مصر والعاهل الأردني ووزير خارجية الإمارات والرئيس الفلسطيني.. والرد المنطقي أيضاً: ان الدول الأربع ضد الإرهاب فعلاً.. نحن نحارب الإرهاب والأردن والإمارات وفلسطين ساندتنا في حربنا.. وبالتالي فلا غرابة في مشاركتها. المشكلة اننا كعرب صرحاء مع أنفسنا إلي أبعد مدي.. أما الغرب عامة فإنه مصاب بانفصام الشخصية وسيظل هكذا إلي إن يشاء الله. أيها المرضي.. لكم دينكم.. ولنا دين.