علي خير انتهت مباراة الأزمة أو المباراة الحائرة بين الأهلي والمصري البورسعيدي التي أقيمت بينهما باستاد الجونة بمدينة الغردقة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما. وهي المؤجلة من الأسبوع الرابع عشر للدوري العام ليرتضي كل فريق بنقطة التعادل رغم اعتراض الجهازين الفنيين. وهذا هو الأغرب في المباراة نفسها لأننا لم نتعوده كثيراً لتنتصر الروح الرياضية في الغردقة. المهم أنه رغم الهالة والضجة الإعلامية الكبيرة التي صاحبت المباراة بسبب الظروف والملابسات. والكارثة التي حدثت باستاد بورسعيد في فبراير 2012. وراح ضحيتها 74 شهيداً من جمهور الأهلي ومصر وعدم صدور حكم قضائي حتي الآن. إلا أنها خرجت إلي بر الأمان وأسقطت الحاجز النفسي الذي صاحب المباراة. وتبدد الخوف من عند الجميع. وساعد ذلك هدوء اللاعبين بعض الشيء. في الملعب رغم الشد العصبي الذي وضح علي بعضهم في المباراة خاصة مع الدقائق الأولي. وفي النهاية ساد الارتياح لانتهاء المباراة بسلام. وفي جو رياضي من الجميع. خاصة داخل الملعب من اللاعبين. وبهذه النتيجة يواصل الأهلي نزيف النقاط ويبتعد عن المقدمة بعدما توقف رصيده عنند النقطة 28. يحتل بها المركز الرابع بجدول الدوري. وله ثلاث مباريات مؤجلة. وللمصري البورسعيدي 21 نقطة يحتل بها المركز الثالث عشر. وله مباراة مؤجلة. أما عن المباراة بصفة عامة. فقد جاءت جيدة المستوي. حماسية سريعة. مثيرة. رغم برودة الجو وكان الشوط الثاني هو الأسرع والأقوي. وشهد هدفي المباراة.. وشهدت المباراة ظهور نجوم واختفاء آخرين من اللاعبين.. ففي الأهلي ظهر بشكل مميز حسين السيد الشهير ب"مارسيلو" وكان نجم المباراة بلا منافس. وبعده جاء حارس المصري محمد عواد. القادم من قلعة الدراويش. الذي زاد عن مرماه ببسالة. وتصدي لأكثر من هدف. وتكفلت العارضة والقائم بالتصدي لأهداف أخري. ظهر أيضاً تريزجيه. ومعه رمضان صبحي الذي بدا هو المنقذ لجاريدو المدير الفني للأهلي في الفترة الأخيرة. فعندما يدفع به يكون عند حسن الظن ويسجل هدف الفوز أو هدف الإنقاذ كما حدث أمام المصري. ويمكن القول إن بدلاء الأهلي متعب وإسلام رشدي ورمضان صبحي أنقذوا جاريدو وغيروا دفة المباراة بعد أن كان المصري بقيادة الحاوي محمود عبدالحكيم ومعه أحمد سمير وأحمد رءوف وعاشور الأهدم يستعدون للانقضاض علي الأهلي بعد هدف التقدم في ظل حالة التوهان وتراجع المستوي لبعض النجوم الكبار بالأهلي مثل حسام غالي وعبدالله السعيد والأثيوبي صلاح الدين سعيدو. ويبدو أن الأهلي قد تأثر بغيان نجميه وليد سليمان "الحاوي" وحسام عاشور بسبب الإيقاف. ولكن جاريدو قرأ المشهد سريعاً وفطن لدهاء ماكيدا مواطنه الأسباني المدير الفني للمصري. ودفع بثلاثة تغييرات دفعة واحدة بعد هدف المصري ليسيطر الأهلي علي المباراة ويهاجم في كل أرجاء الملعب. حتي سجل هدف التعادل ولو أن هناك وقتاً في المباراة لحقق الفوز. ولكن يمكن القول أيضاً إن الأهلي لعب وأجاد. وهاجم واستحوذ.. والمصري "خطف" نقطة. وهذا لا يقلل من الفريق البورسعيدي الذي لعب مباراة جيدة هو الآخر. عرف كيف يواجه البطل ويوقف مفاتيح لعبه. ويعتمد علي الهجمات المرتدة السريعة مع الدفاع المنظم. وقد نجح في ذلك وساعده حارس مرماه المتألق محمد عواد ويمكن القول إن عواد لا يسأل عن هدف رمضان صبحي الذي دخل مرماه. بدأ الشوط الأول بفترة جس نبض حوالي عشر دقائق انتهت بتسديدة ماكرة من حسين السيد نجم الأهلي والمباراة حولها عواد ببراعة لركنية. وقبلها كانت هناك تسديدة لمحمود حسن تريزجيه. لكن في يد محمد عواد. ويحصل ويلسون مدافع المصري الغاني علي أول إنذار في اللقاء بسبب الخشونة مع عبدالله السعيد. أما أخطر الفرص فكانت بعد ربع ساعة. وأيضاً من حسين السيد الذي لعب كرة عرضية من الناحية اليمني تصطدم بيد عواد وتحف بالقائم الأيسر وتخرج لركنية. بعده يحصل سعد سمير مدافع الأهلي علي إنذار للخشونة مع محمود عبدالحكيم. وبعد نصف ساعة يبدأ المصري في مبادلة الأهلي الهجوم ويتقدم عبدالحكيم ويسدد كرة يتصدي لها مسعد عوض. حارس الأهلي وأخري من أحمد رءوف لاعب المصري والأهلي السابق. لكن في يد مسعد ويحصل عاشور الأدهم علي إنذار للخشونة مع تريزجيه. ويتقدم صلاح الدين سعيدو ويسدد من خارج المنطقة لكن في يد محمد عواد. ويحتسب محمود البنا حكم المباراة 4 دقائق وقت محتسب بدل من الضائع للشوط الأول كاد فيها أحمد رءوف يسجل للمصري من تمريرة أحمد سمير. لكن مسعد عوض ينقذ الموقف وينتهي الشوط بالتعادل السلبي. تغير الوضع في الشوط الثاني. حيث كثف الأهلي هجماته وأيضاً التسديد من خارج منطقة الجزاء. ولكن مع هجوم الأهلي ترتد الكرة للمصري ومن ضربة حرة غير مباشرة من وسط الملعب تصل إلي أحمد رءوف وترتد من سعد سمير في لعبة مشتركة مع رءوف يسقط سمير وترتد الكرة لمحمود عبدالحكيم الذي سدد الكرة قوية من خارج المنطقة علي يمين مسعد عوض مسجلاً هدف التقدم للمصري بعد 12 دقيقة من الشوط وهو ما أدي بجهاز الأهلي إلي الاعتراض لكون المدافع سعد سمير مصاب علي الأرض. يسحب جاريدو المدير الفني سعد سمير المصاب ويدفع بعماد متعب بعد ربع ساعة وبعده يدفع بإسلام رشدي بدلاً من كريم بامبو لتكثيف الهجوم علي مرمي المصري ويحصل أحمد سمير لاعب المصري علي إنذار. في نفس الوقت دفع ماكيدا المدير الفني للمصري بسيد عبدالعال. بدلاً من المشاكس محمود عبدالحكيم. وهو تغيير دفاعي ولكن يسفر طوفان الهجمات من الأحمر بحثاً عن التعادل وينقذ ويلسون الغاني هدف من تريزجيه. وكانت قمة الإثارة بعد نصف ساعة عندما سدد عبدالله السعيد كرة تصل لمتعب داخل المنطقة الذي سدد بدوره لكن القائم الأيسر لمرمي عواد ينوب عنه ويتصدي لتسديدة متعب لترتد لإسلام رشدي. لكن دفاع المصري ينقذ الموقف أخيراً لركنية. يدفع جاريدو بآخر أوراقه رمضان صبحي بدلاً من محمد رزق ويريد عليه ماكيدا بنزول أحمد ياسر المدافع بدلاً من داودا. وتتواصل الإثارة.. هجوم ضاغط للأهلي ودفاع منظم ومحكم من المصري مع هجمات مرتدة سريعة.. وفي الدقيقة 35 يفعلها رمضان صبحي ويسجل هدف التعادل علي يمين محمد عواد. من متابعة جيدة لعرضية إسلام رشدي وذلك بعد أن تناقلت الكرة من متعب لينقذها عواد من علي رأسه لتصطدم بصدر زميله عمرو موسي. لتصل إلي إسلام. ثم إلي رمضان.. وأخيراً في الشباك وسط أيضاً اعتراضات من جهاز المصري لكون اللاعب محمد عادل مصاب علي الأرض الذي خرج أيضاً ولعب بدلاً منه محمد خليفة.. ويحصل محمد نجيب مدافع الأهلي علي إنذار للخشونة مع أحمد رءوف. يحتسب الحكم محمود البنا 4 دقائق وقت محتسب بدلاً من الضائع للشوط. وهو نفس وقت الشوط الأول ليعترض عليه جاريدو. وفيها يحاول الأهلي إدراك هدف الفوز. لكن دفاعات المصري الحديدية حالت دون إحراز أهداف أخري للأهلي.. ويحصل رمضان صبحي علي إنذار للاعتراض. وبعدها يطلق محمود البنا صافرته معلنا انتهاء مباراة الأزمة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من المصري والأهلي وحصول كل فريق علي نقطة.. ليدخل جاريدو الملعب معترضاً علي الحكم بسبب عدم تقديره للوقت الضائع جيداً. لكن وائل جمعة مدير الكرة يدخل في الوقت المناسب وينقذ الموقف ويصطحب جاريدو للخارج.