* لا شك انه لا يوجد بيت أو حياة زوجية تخلو من المشاكل مهما كانت هذه العلاقة قوية ومتينة ويسودها الحب والتفاهم فدائماً ما تظهر بعض المشاكل بين الزوجين نتيجة موقف أو حدث معين لا يعجب أحدهما.. ومن هنا تنشأ المشاكل ولا شك أن ذلك لا يعني سوء العلاقة الزوجية بل هي ظاهرة طبيعية لا تدعو للقلق طالما أن الزوجين في مقدورهما حل هذه المشاكل بالطرق الصحيحة دون أن تتوتر العلاقة أو تتأزم المشاكل. والسؤال: كيف يمكن الحد من هذه المشاكل وعدم تفاقمها.. وما هي النصائح التي يوجهها الخبراء للزوجين لحل مشاكلهما والخروج منها بسلام وأمان. طرحنا هذا السؤال علي عدد من الخبراء والمتخصصين تري الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: أن الأساس السليم لحل الخلافات الزوجية يجب أن يقوم علي الحوار الهادئ والمصارحة الجادة وعرض وجهات النظر المختلفة في الموضوع. مشيرة إلي انه علي الزوجين أن يبحثا عن الأسباب والعوامل التي أدت للخلاف ومعرفة السبب الحقيقي والتعامل مع المشكلة علي أنها موقف عارض وليست مباراة عليك الاثبات أنك الأقوي أو علي الصواب فقط ويمكنك كذلك أن تشرح لشريك حياتك ما يزعجك بأسلوب هادئ وعدم اطالة فترة الخلاف فالبعد يزيد من حجم المشكلة وبالتالي يصعب حلها. أضافت أن التفاهم المتبادل بين الزوجين يساعد بدرجة كبيرة في حل المشاكل بينهما بطريقة أفضل وعلي الزوجين الاتفاق فيما بينهما علي أسس معينة في التربية ومصاريف المنزل وغيرها تفادياً لأي مشكلة قد تقع. تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: أنه من المفروض أن تكون هناك توجهات فكرية متشابهة بين الزوجين وتكون هذه الأفكار متقاربة ومقبولة من كلا الطرفين وأن يكون هناك قدرة علي الاستمتاع وأيضاً طول البال مع الاستماع. تري د. نادية أن الزوجة الذكية يجب أن تتخير الأوقات المناسبة للحوار فلا يكون الزوج متعباً أو منفعلاً أو جائعاً حتي لا يتحول الحوار إلي مشاجرة وكذلك الأمر بالنسبة للزوج الذي يجب أن يتحري الأوقات التي يتحدث فيها مع زوجته فلا تكون متعبة أو مشغولة بالأعمال المنزلية. كما يجب تفادي الوصول إلي مرحلة الانفجار التي قد يؤدي الوصول إليها إلي نقطة صعبة لا يمكن التراجع عنها وقد تتسبب في الانفصال والطلاق. تري الدكتورة زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: أن اختيار الزوج بشكل صحيح لشريكة حياته وأم ابنائه له دور في حماية الأسرة من الخلافات والمشكلات مستقبلاً. أضافت: مع ذلك لابد من بعض الخلافات البسيطة ربما في وجهات النظر وآراء أفراد الأسرة أو لربما في تدخل آخرين في حياة الزوجين أو من الممكن أن يكون السبب وراء ذلك عدم تفهم كل زوج للآخر. أشارت د. زينب إلي أنه لابد من وجود طرق لحل هذه المشكلات حتي لا تشكل جداراً يحول دون السعادة والفرح. قالت من الأفضل أن يجلس الزوجان معاً ويتفهما جيداً أن الشيطان أسمي مقاصده أن يفرق بين المرء وزوجه فيحرصان علي حماية حصن الزوجية.. ويجب أن يحاول كل منهما أن يتماسك ولا يتسرع بإصدار قرارات متعجلة. تقول الدكتورة اقبال السمالوطي رئيسة جمعية حواء المستقبل وعميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية سابقاً: المشاكل تتواجد في جميع مناحي حياتنا اليومية ولكن ما يميز المشاكل الزوجية عن غيرها هو أنها عادة تكون أكثر وضوحاً والأكثر تأثيراً علي المجتمع. قالت أن الاختيار الصحيح والتسامح والتفاهم من أسس قيام حياة زوجية بلا مشكلات. 3 مراحل يقول الدكتور أحمد جمال الدين أبو العزايم أستاذ الطب النفسي: أن هناك 3 مراحل تؤثر بشكل كبير علي لغة الحوار والتواصل بين الزوجين قبل انجاب الأطفال وهي تحتاج إلي تعميق العلاقة والتعاون والتسامح والمصافحة وعلي الزوجة تعميق تلك العلاقة برعاية زوجها والاهتمام به والتقرب منه بصفة دائمة. أضاف أن المرحلة الثانية بعد الانجاب حيث تنشغل الزوجة بتربية الأبناء وتتغير لغة الحوار نتيجة مشاكل الأبناء وتحدث خناقات بين الزوجين لأتفه الأسباب. أما المرحلة الثالثة فيري د. أبو العزايم أنها مرحلة زواج الأبناء وهي تصل إلي عزلة كل من الزوجين حيث يشعران بالغربة في منزل واحد. نصائح للزوج تقدم الدكتورة عزة كامل مدير مركز وسائل الاتصال والملائمة من أجل التنمية بعض النصائح للزوج حتي يكون الزواج ناجحاً وبدون مشاكل منها عدم السماح بتدخل الأهل في العلاقة الزوجية لأن ذلك سيفسد الحياة وكذلك عدم إهانة الزوجة أمام الناس أبداً حتي لا يكبر حجم الخلاف.. كما يجب ألا ينشغل بعمله علي حساب أسرته وأن يطبق في حياته مبدأ "العائلة في المقدمة" وأن يحرص علي مشاركة زوجته بعض هوايات وأن يتحدث معها في أوقات فراغها. تقول جمهورية عبدالرحيم رئيسة جمعية نساء من أجل التنمية: أن رد فعل الزوج أو الزوجة المبالغ فيه يكون بسبب تراكم المشكلات فيظهر رد الفعل بصورة صعبة جداً. فنحن نري أن أحد الأزواج يفتعل مشاجرة كبيرة قد تصل إلي الطلاق ويكون السبب الظاهري للمشكلة تافهاً جداً. أضافت أن هناك ثلاثة عناصر سحرية لإقامة حياة زوجية سعيدة وهي الحب والحنان والاحترام مشيرة إلي أن هذه العناصر لابد أن تكون موجودة لأنها أسس الحياة الزوجية السعيدة. مع السيدات تقول مني . ق ربة بيت.. أن ابنتها تزوجت منذ 3 أعوام وانجبت طفلاً عمره الآن عام ونصف العام.. وزوجها موظف بسيط.. وتعرضت للانفصال مؤخراً نتيجة للمشاكل التافهة والمفتعلة وهي أنها لا تهتم بابنها وهذا كذب وافتراء وزوجها دائم الخلاف معها ولا يتقبل أي نصيحة وهذا ما حدث فجأة.. فتركت ابنتي المنزل والآن تعيش معنا وابنها وأصبح الآن لا يسأل نهائياً عن ابنه الذي كان سبب المشكلة بينه وبين زوجته وحتي الآن لا نعرف السبب الحقيقي وراء هذه المشاكل!! تضيف نهاد . ع محاسبة بإحدي البنوك الخاصة أنها بعد زواج دام أكثر من 20 عاماً.. وزوجها يعمل مهندساً مرموقاً.. وانجبت ثلاثة أولاد وصلوا إلي مراكز مرموقة من التعليم فالابن الأكبر مهندس والثاني طبيب والثالث محاسب بأحد البنوك.. إلا أن الحوار انقطع تماماً وأصبح زوجي يقيم حياة منفصلة تماماً.. فهو يعود للمنزل متأخراً بحجة تكدس العمل علاوة علي افتعاله للأسباب للتأخير.. لدرجة أنني مللت السؤال وأصبحت أشغل حياتي بالعمل وزيارة الأصدقاء والأقارب. تقول عزة . م ليسانس آداب قسم تاريخ أنها تعمل بإحدي المدارس الخاصة وتزوجت من قريب لها. يعمل محاسباً بدولة الخليج.. واستمر الزواج أكثر من خمس سنوات وأنجبت طفلين وبعدها عادة إلي مصر بناء علي رغبته بحجة ترشيد الانفاق.. ولكن فوجئت بأنه قرر الطلاق بمفرده وكانت بمثابة رصاصة أودت بحياتنا أنا وأطفالي والآن أقوم باجراءات النفقة وكيفية الحصول علي حق أولادي.. دون اللجوء إلي حوار أو عرض المشكلة علي الأهل ولا أعرف ما سبب هذا التصرف حتي الآن!!