* سيدتي: أبعث رسالتي هذه إليك أملاً في أن يستقر قلبي وتطمئن نفسي مما أعانيه من قلق واضطراب.. وقبل أن أستطرد في سرد مشكلتي اسمحي لي أن آخذ منك وعداً بعدم السخرية وأيضاً أن أبدأ معك منذ شعرت بها أول مرة وأعني هنا حبيبتي. أنا طالب في الثانوية العامة.. أحببت فتاة منذ كنت في الصف الأول الإعدادي.. نعم أحببتها حباً لا يستطيع بشر أن يحب مثله فهو حب يسمي "حب النظرة الأولي".. وهو لا يقارن بأي حب وليس وهماً أو خيالاً.. فهذه الفتاة معي منذ مرحلة الدراسة الابتدائية وحتي الآن لم نفترق أبداً في أي مرحلة.. مرت الأيام تجمعنا.. أوضحت لها اعجابي وزادت العلاقة وتعمقت حتي أصبحنا كإخوة ولسنا أحباباً علماً بأنها أخت لأحد أصدقائي المقربين ولكني لا أقدر إلا علي حبها.. حاولت أن تظل كأختي ومع تأكيد فشلي في هذا كنت أجدني أحبها أكثر.. أفكر فيها في كل أوقاتي.. قد تقولين هذه مضيعة للوقت واهتم بدراستك ولكني مع احترامي لسيادتك لا أستطيع فعل أي شيء إلا هذا الحب وأنا والحمد لله أفرق بين حبي وبين علومي. المهم أن بالي لم يهدأ حتي تكلمت معها.. صارحتها بحبي لكنها للأسف لم تجيبني وتركتني وانصرفت واضطربت العلاقة بيني وبينها فترة ثم عادت.. أحسست بأنها بدأت تحبني مثلما أحبها.. عدنا نتكلم مرة أخري ولكن في أي شيء وفي جميع أمور التعليم والدراسة فقط.. ورغم علمي ويقيني من حبها لي إلا أنها لم تبح مما جعلني أطلب من ابنة خالتي التي ترافقني في الدراسة بنفس المدرسة أن تتحدث معها وتخبرها برغبتي في التحدث إليها في أمر مهم.. وقد كان هذا الأمر. أرادت سؤالها هل ستنتظرني حتي أنتهي من جزء من دراستي أم لا؟ حتي أستطيع مصارحة أخيها ولكنها فهمت كلام ابنة خالتي فهماً خاطئاً.. وقالت لقريبتي إنها لا تفكر إلا في المذاكرة فقط وأنها تعلم أنني أعرف فتيات غيرها. أقسم لك لا أعرف غيرها ولا أحب غيرها وإن عرفت زميلات فقلبي مشغول بها وفي نهاية رسالتي أخبريني بالله عليك ماذا يجب أن أفعل معها فأنا لا أقدر علي نسيانها أبداً أبداً؟ ** عزيزي: ذكرت بداية رسالتك جملة تتمني علي فيها ألا أسخر من مشاعرك وألا أدعوك لترك حبك والاهتمام بدراستك.. وأعجب منك يا صديقي ومن كثيرين غيرك يقولون مثل هذا القول.. فما تعودت السخرية من أحد وحبك ومشاعرك ليست مجالاً لهذا أو ذاك أنا مع الحب والمحبين بل إنني أشجع علي أن نحب جميعاً الحب هو البذرة الوحيدة التي نحتاج لبذرها في كافة أوجه حياتنا حتي يثمر ويزدهر وتورق به زهوراً جميلة. يا صديقي الحب هو قوة الدفع الحقيقية للإنسان لكي ينتج والحب له أشكال كثيرة وألوان أيضاً.. هناك حب مطلق نحبه لوطننا وكل من يحيا فوقه وحب ذوينا وحب خاص جداً هو لشخص واحد.. أيضاً هناك حب لذواتنا فلن نستطيع أن أحب الآخرين إذا لم نحب أنفسنا لهذا لن أسخر من حبك الأخضر البريء بدأ في مرحلة الطفولة في مرحلة الإعدادي واستمر معك حتي مرحلة المراهقة أنت يا بني شخص عادي جداً.. ولذلك ذكرت إعجابك وشعورك نحو حبيبتك وأنكما شقيقان ثم تطورت المشاعر لحب هذا هو تطور المرحلة وليس الحب.. وحتي الآن لا نستطيع القول إن هذه الفتاة هي حب عمرك فغداً تدخل الجامعة وتشاهد غيرها. قد تغير مشاعرك وقد تتأكد وبعد التخرج يكون هناك خيار آخر هو أن تتقدم إليها أولاً.. فإذا وجدت نفسك مقدماً علي الزواج منها وهو الحب الذي بدأ وسوف أكون أسعر الناس معك به.. أو قد يتأكد لك أنها ليست أكثر من أخت. يبدو لي أيضاً أنها فتاة عاقلة ورغم مشاعرها التي استشعرتها أنت منها لم تنجرف معك في علاقة عاطفية.. بل اختفظت لنفسها بالوقار الذي يغلف الصلة بينكما.. فلم تتهور في التصرفات ولم تخبر أحداً بمشاعرك وانتظر أن تنتهي من الثانوية العامة وتدخل الجامعة حتي تستطيع أن تعطي وعداً بالخطبة وتفسسر لها ما غمض عليها من علاقاتك بالأخريات إن وجدت. تذكر صديقك الذي هو شقيقها فلا تفعل مع أخته ما ترفض أن يفعله أحد ما مع شقيقتك.. واحرص علي التفوق الدراسي والنجاح فهو بوابة العبور إلي مرحلة جديدة في علاقتكما.. بل واستمرارية هذا الحب الجميل فما الذي تستطيع منحه لها.. لا المال ولا الاستقرار ولا الحياة المستقلة فمازلتما في مرحلة عمرية ستدفع كل من حولك يرفض طلبك ورفض مشاعرك نفسها.. إذن أنت لا تملك إلا التفوق الدراسي تهديه لها وعدم الرسوب لتختصر سنوات الصمت والانتظار.. المذاكرة الآن مطلوبة أكثر فهي بوابة العبور لمرحلة جديدة في نهايتها الاقتران بحبيبتك.