«الصحفيين»: لجنة استشارية تتولى التحضيرات للمؤتمر السادس للنقابة    آمنة: زفتى في اليونسكو.. وعيسى: "شرم الشيخ" على خريطة السياحة    وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيرته الهولندية    حزب الله يعلن لا تفاوض إلا بعد إيقاف العدوان على غزة    «الخطيب» يزور «معلول» بالمستشفى.. ويطمئن على حالته    المندوه: تم تشكيل لجنة لدراسة أحداث ما بعد نهائي الكونفدرالية.. ومن الصعب الاستغناء عن زيزو    كريستيانو رونالدو يوجه رسالة لتوني كروس بعد اعتزاله    الإعدام شنقاً لمدرس الفيزياء قاتل الطالب إيهاب أشرف    توقعات طقس ال72 ساعة المقبلة.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية مؤثرة    الإعدام لطالب جامعي وعامل والمؤبد لربة منزل في واقعة قتل طفل الشوامي    الأعلى للثقافة يُعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    خبيرة فلك: كل برج يحمل الصفة وعكسها    تفاصيل الدورة ال40 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط    مدبولي: الحكومة ستعمل جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص لتذليل أي عقبة تواجه قطاع الدواء    القافلة الطبية المجانية بقرية أم عزام في الإسماعيلية تستقبل 1443 مواطنًا    البنك المركزي يسحب سيولة بقيمة 3.7 تريليون جنيه في 5 عطاءات للسوق المفتوحة (تفاصيل)    الهيئة الوطنية للإعلام تعتمد 12 صوتا جديدا من القراء بإذاعة القرآن الكريم    أسوان تستعد لإطلاق حملة «اعرف حقك» يونيو المقبل    دعاء اشتداد الحر عن النبي.. اغتنمه في هذه الموجة الحارة    النطق بالحكم على مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بعد قليل    "السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    تأجيل محاكمة 12 متهمًا في قضية رشوة وزارة الري ل25 يونيو المقبل    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    تعرف على تطورات إصابات لاعبى الزمالك قبل مواجهة مودرن فيوتشر    مصدر سعودي للقناة ال12 العبرية: لا تطبيع مع إسرائيل دون حل الدولتين    كيت بلانشيت.. أسترالية بقلب فلسطينى    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    زوجة المتهم ساعدته في ارتكاب الجريمة.. تفاصيل جديدة في فاجعة مقتل عروس المنيا    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    الجامعة العربية والحصاد المر!    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    المالية: بدء صرف 8 مليارات جنيه «دعم المصدرين» للمستفيدين بمبادرة «السداد النقدي الفوري»    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق زيدان والسكري.. وأسرار تنشر لأول مرة عن ثورة 25 يناير الثوار خططوا لاحتلال ماسبيرو بديلاً عن الزحف إلي قصر العروبة
نشر في المساء يوم 22 - 06 - 2011

تتكشف يوما بعد يوم أسرار جديدة عن ثورة 25 يناير.. ماذا حدث وكيف؟!
"المساء" تنفرد بنشر أسرار تذاع لأول مرة ومنها كيف خطط الثوار لاحتلال مبني ماسبيرو الذي يضم الإذاعة والتليفزيون وكيف تم منع أحمد شفيق من دخول مجلس الوزراء بعد اختياره رئيسا للوزراء.. وكيف تم احكام الحصار علي مجلس الشعب بعد ان كان مهددا بالفشل.. ولماذا تم تشكيل مجموعات أمنية سرية بديلة لحماية مداخل ميدان التحرير بعد مفاوضات الإخوان مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية!!
"المساء" تكشف أيضا الدور الذي لعبه الضابط الذي تم تلقيبه ب "أسد الميدان" والذي تصدي للبلطجية يوم موقعة الجمل ومنع حدوث مذبحة للثوار.. وتتعرض الي حكاية مدام فيفي المقيمة في فرنسا وأختها عزة مع دعم الثورة.
الأسرار تم الكشف عنها خلال حوار "المساء" مع اثنين من المشاركين في الأحداث من بدايتها حتي اليوم وهما د. طارق زيدان منسق ائتلاف ثورة مصر الحرة.. وأحمد السكري عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الوعي المصري.
الحوار تطرق أيضا الي ظاهرة "الانفلات الائتلافي" اذا جازت التسمية بعدما تعدد الاعلان عن ائتلافات للثورة بلغ عددها حوالي 160 ائتلافا.. وكشف الحوار عن ان معظم هذه الائتلافات وهمية وان الحقيقي منها لا يزيد علي عدد أصابع اليد الواحدة.. كما تطرق الحوار الي الدور الذي يجب ان تلعبه الائتلافات الحقيقية في المرحلة القادمة وهو زيادة الانتاج والعمل وتحقيق الأمن ووقف التظاهرات والاعتصامات الفئوية.. مع اليقظة في نفس الوقت والتصدي للمخاطر التي تحيط بالثورة وهذا يعني رفع شعار "خلي التظاهر.. صاحي" ولكن وقت اللزوم ولأسباب قوية وباتفاق جميع القوي السياسية والشباب.
كما أكد الحوار علي أهمية اليقظة والتصدي لمؤامرات الوقيعة بين الجيش والشعب.. وأكد أيضا علي أهمية عودة الثقة لرجال الشرطة لأنه بدون أمان لا انتاج إلا عمل ولا استثمار ولا سياق ولا اقتصاد.
.. وإليكم التفاصيل..
البداية
في البداية أوضح د. طارق زيدان ان النواة الأولي لائتلاف ثورة مصر الحرة كانت رد فعل لمفاوضات الإخوان مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية.. ويقول كانت لدينا مخاوف ان تجري صفقة ما بين الإخوان وعمر سليمان يتم بمقتضاها انسحاب الإخوان من ميدان التحرير..
ويستدرك قائلا: لم تكن المشكلة في عدد المتظاهرين انما الخوف كان مرجعه الأساسي ان الإخوان كانوا مسئولين عن تأمين المداخل لحماية المعتصمين داخل الميدان.. لذا اجتمعنا بعد الساعة الواحدة ليلا نحن مجموعة من الشباب وقررنا ان تشكل مجموعات أمنية بديلة بشكل سري تتولي تأمين ميدان التحرير في حالة انسحاب الإخوان وقمت أنا وعشرة من زملائي بالمرور علي بعض المجموعات الموجودة بالميدان والتي كنت قد تعرفت عليها بصفتي كنت مسئولا عن توزيع البطاطين علي الموجودين في الميدان وكونا مجموعة من ألف فرد تم تقسيمها الي مجموعات كل واحدة 100 فرد وبذلك حصلنا علي 10 مجموعات حددنا لكل مجموعة مدخلا ستقوم بتأمينه في حال انسحاب الإخوان وانتظرنا علي هذه الحالة عدة أيام وكانت المجموعات تتجمع أمام الإذاعة التي انشأناها عند "كنتاكي" واسميناها اذاعة مصر الحرة وبعد فشل مفاوضات الإخوان مع سليمان واستمرار الإخوان في تأمين المداخل قررنا الاستفادة من هذا التجمع لكي يكون نواة لحصار مجلس الشعب وقمنا بارسال مجموعة لبدء الحصار واذاعت الجزيرة وكل القنوات الفضائية خبر حصار مجلس الشعب الا انني فوجئت في الخامسة فجرا بما لم يكن في الحسبان حيث ابلغني تليفونيا بعض الأبطال الذين يحاصرون المجلس انهم سوف يقومون بفض الحصار والعودة للميدان فذهبت اليهم مسرعا لمعرفة السبب فذكروا لي أن عددهم ليس كبيرا وان هناك انباء عن توجه عدد من البلطجية اليهم خلال ساعات كما ان هناك شائعات بأن الحصار سيتم فضه بالقوة مع بدء ساعات العمل خاصة وان هناك كاميرات مثبتة في شارع مجلس الشعب تسجل ما يحدث بالصوت والصورة. وأضاف الزملاء انهم عندما توجهوا الي الإذاعة الوحيدة التي كانت تعمل في هذا الوقت عند "هارديز" والتي يسيطر عليها الإخوان لطلب ارسال امدادات واعداد قال لهم شخص ما "ليس لنا علاقة بالموجودين عند مجلس الشعب.. دول مش تبعنا".
عندئذ وقعت المفاجأة عليَّ كالصاعقة وتناقشت معهم وقلت لهم ان خبر حصار مجلس الشعب تمت اذاعته علي الجزيرة والقنوات الفضائية الأخري واذا طلع علينا الصباح ووجد الناس المجلس غير محاصر ستكون كارثة وسيتولد الاحباط لدي المعتصمين والمتظاهرين ليس في الميدان فقط بل في جميع انحاء مصر وقد يؤدي الأمر الي فشل الثورة.
فأعطاني الزملاء مهلة ساعة واحدة كي اتمكن من تزويدهم باعداد لا تقل عن ألفي فرد لكي يشعروا بالطمأنينة فعدت للميدان في سباق مع الزمن أنا وزميلي منتصر النوبي وجرت مشادة كبيرة بيننا وبين المسئولين عن منع استعمال الإذاعة لهذا الغرض واعلنا حاجتنا عن طريق الإذاعة لمتطوعين لتعزيز حصار مجلس الشعب وتمكنا بفضل الله قبل المهلة المحددة من تعزيز الحصار بثلاثة آلاف شخص وأقمنا بوابات عند شارع قصر العيني وفي نهاية شارع مجلس الشعب وسألني أفراد الأمن ماذا نفعل عند قدوم الموظفين لمجلس الوزراء هل نسمح لهم بالدخول أم نمنعهم فقلت لهم "أمال احنا محاصرين المجلس ليه".. فأضافوا وجاء أحد الوزراء أحمد شفيق.. قلت لا تنسوا أنكم تقفون ضد رئيس الجمهورية فمن هو رئيس الوزراء وبالفعل نجحنا في منع دخول أحمد شفيق الذي كنت اعتبره اخطر شخص علي الثورة لأنه كان يخاطب الناس بعبارات معسولة وبأدب لم يعهده الشعب في بعض كبار المسئولين وبالتالي كان يمكنه خداع الشعب.. بطريقة وضع السم في العسل وهناك ملاحظة لا يمكن اغفالها فعندما تمت اقالة شفيق تم حرق الملفات في أمن الدولة وهذا يدل علي ان وجوده كان يبعث الطمأنينة لدي العاملين بالجهاز والمسئولين الآخرين.. نجحنا في منع دخول شفيق لمجلس الوزراء وكان ذلك مانشيت الصحف والخبر الذي تناقلته الفضائيات في الصباح ورفع الروح المعنوية المعتصمين والمتظاهرين.
احتلال ماسبيرو
* وما هي حكاية احتلال ماسبيرو؟
** يقول طارق زيدان: كنت ومجموعة كبيرة من زملائي نرفض تماما فكرة الزحف الي قصر العروبة لأن حصار القصر يتطلب مائة ألف فرد علي الأقل والمسافة بين القصر وميدان التحرير بعيدة.. وكانت هناك مخاوف من ان يؤدي الزحف الي حصار قصر العروبة سببا في قلة المعتصمين في الميدان علاوة علي تخوفنا من رد فعل الحرس الجمهوري الي جانب ان البعض كان يري ان محاولة سحبنا للقصر هي "فخ" لاصطيادنا.. لذلك وبعد استعراض كل ما سبق قررنا وضع رؤية استراتيجية تتمثل في حصار الأماكن الحيوية القريبة من ميدان التحرير مثل ماسبيرو ووزارة الخارجية ووزارة العدل وغيرها لأن هذه الأماكن لا تتطلب اعدادا كبيرة في الحصار وفي نفس الوقت قريبة من الميدان الذي يمثل مخزونا استراتيجيا للمتظاهرين.. ولذلك خططنا وبشكل سري أن نخرج يوم الجمعة قبل التنحي بعد الصلاة لاحتلال ماسبيرو ولكن جاء خطاب مبارك يوم الخميس وكنا نذيع هذا الخطاب من إذاعة مصر الحرة وتجمع اعداد كبيرة لسماعه وشعروا جميعا بالغضب الشديد وخشيت من حدود ردود أفعال غير محسوبة ففكرت في استيعاب هذا الغضب عن طريق الإعلان بنفسي في الإذاعة ان ردنا علي خطاب مبارك سيكون باحتلال التليفزيون بعد صلاة الجمعة وفوجئت بالآلاف أمام الإذاعة يهتفون "دلوقتي.. دلوقتي" وبالفعل نزلت وأخذت مجموعة كبيرة من المتجمعين أمام الإذاعة في التحرير وهتفت ماسبيرو.. ماسبيرو.. وأخذنا نلف الميدان لتجميع أكبر عدد ممكن وعندما وجدت الأعداد كبيرة توجهت بها الي مبني التليفزيون وحملنا معنا المياه والأغذية والبطاطين وبدأنا في حصار ماسبيرو وكان بعض الشباب يريد حصار وزارة الخارجية المجاورة لماسبيرو في نفس الوقت ولكنني فضلت الاكتفاء بماسبيرو واقنعتهم ان نؤجل حصار مبني الخارجية للغد حتي نحدث في كل يوم حدث ونضغط علي مبارك وبالتالي أجلنا حصار الخارجية ليوم الجمعة ولكن الله من علينا بتنحي المخلوع وكفانا شر القتال واحتلال التليفزيون وحصار الخارجية وغيرها من الخطوات التي كانت يمكن ان تحدث.
ائتلاف مصر الحرة
* هنا نتوقف مع طارق ليقول بعد تنحي مبارك فكرنا في تكوين ائتلاف واطلقنا عليه اسم ائتلاف مصر الحرة تيمنا بالإذاعة التي أنشأناها بهذا الاسم وكانت هناك مجموعة أخري تدعو للانضمام للائتلاف عبر الفيس بوك علي صفحة مصر الحرة تولاها زميلي تامر عباس نجحت في ضم العديد من الأعضاء ليصل العدد الي أكثر من عشرة آلاف عضو علي الصفحة بخلاف الأعضاء الميدانيين ثم انضمت مجموعة شباب التحرير ليتحول الائتلاف الي منظمة لرصد الانتهاكات وحقوق الإنسان بعضوية 46 ألف عضو علي الصفحتين الخاصتين بالمنظمة وانضم الينا حزب الحرية والتنمية الذي قوامه الأساسي أساتذة بكلية الطب والتربية بالأزهر ويبلغ عدد اعضائه 30 ألف عضو ليصل في النهاية اجمالي أعضاء الائتلاف الي 96 ألف عضو بعد حساب 20 ألفا تحت اسم مجموعة مصر الحرة.
السكري مهندس الاتصالات.. يتحدث
أحمد السكري عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الوعي المصري: بصفتي مهندس اتصالات كان همي الأول ان يعلم الناس خارج الميدان ما يحدث في الميدان لذلك حرصت علي توثيق الثورة وتسجيل الأحداث علي "اللاب توب الخاص بي وارسالها بالفيس بوك للاصدقاء الذين يقومون باعادة الارسال حتي يعرف الجميع حقيقة ما يحدث وكان معاني عند بوابة طلعت حرب واقمنا جبهة طلعت حرب للتصدي للبلطجية القادمين من عابدين ووسط البلد والسيدة زينب وكان معي أبطال أمثال شادي محمد وعلاء وغيرهم وقررنا تشكيل أمن شعبي مهمته فحص الناس في الميدان والاطلاع علي بطاقاتهم وبالفعل نجحنا في التعرف علي عدد كبير من رجال أمن الدولة عن طريق اكتشاف أن بطاقاتهم مستخرجة في يناير وبدون مهنة وقمنا بتسليمهم للجيش.. وكما كنا نفحص الأجانب القادمين للميدان ونري جوازات سفرهم ومن نجد لديه تأشيرة اسرائيل كنا نسلمه للجيش أيضا.. وبدأنا في تشكيل مجموعات عمل من 30 شابا تنتشر في الميدان بعد كل خطاب للرئيس المخلوع لتقوية عزيمة الشباب والتصدي للحرب النفسية التي تهدف الي احباطهم والتقليل من عزيمتهم ودخلنا في مرحلة جديدة باستقطاب المواطنين القادمين للفرجة ومشاهدتنا فقط وكنا نشرح لهم أهدافنا وقضينا ونرد علي السخافات التي يرددها البعض ومنهم حسن يوسف الممثل الذي قال اننا نأكل كنتاكي ونحصل علي 100 يورو في اليوم.. ونريهم علي الطبيعة طعامنا فول وطعمية.. والامداد الذي يصل لنا من الأصدقاء ولا أنسي هنا مدام "فيفي" التي تعيش في فرنسا والتي عندما علمت بثورتنا وقفت بجوارنا هي وأختها عزة حيث كان الامداد اليومي ب 50 بطانية وطعام وهما ليس لهما علاقة لا بالثورة ولا بأي شيء.. المهم هذه المجموعات التي شكلناها كان لها دور كبير في توضيح قضيتنا حتي للموظفين الذين تحتم طبيعة عملهم الذهاب للميدان.. كما نشرح لهم الموقف ولماذا نحن متمسكون بقضيتنا من أجل مصر كلها وللأمانة انضم الينا عدد كبير كبير بعد ان تفهموا الموقف والقضية.
أسد الميدان
يتوقف أحمد السكري قليلا ليقول: دعني أتكلم قليلا عن أسد الميدان الذي يستحق مجلدات للكتابة عنه وهو ضابط جيش مصري كان صاحب الفضل في انقاذ آلاف المعتصمين والمتظاهرين من الذبح يوم موقعة الجمل.. ففي هذا اليوم كان عدد المعتصمين في الميدان أقل عددا من الأيام السابقة والبلطجية كان عددهم كبيرا جدا يصل إلي الآلاف وكانت خطتهم الهجوم علي الميدان من عدة محاور ومداخل تصل الي الثمانية بحيث يجعلون المواطنين داخل كماشة وكانت البداية التي اختارها هؤلاء البلطجية ونقطة الانطلاق هي طلعت حرب وفي هذا اليوم لم أكن قد نمت لمدة جاوزت ال 36 ساعة وفي الساعة 30.1 ظهرا فكرت في النوم بجانب الدبابة أول شارع طلعت حرب فاعطاني الضابط بطانية من بطاطين العساكر للنوم عليها وفجأة وقبل ان تغمض عيني وجدت صديقي جمال يصرخ لقد حضرالبلطجية من أول الميدان حتي التمثال وانهالوا علينا بالطوب وكسر السيراميك الذي حصلوا عليه من مصانع بعض رجال الأعمال الذين مولوهم بهذا الكسر الذي يصيب الناس بدرجة خطيرة.. واخذت نصيبي من الطوب وكسرت ذراعي وحدثت إصابات بالجملة وهم البلطجية باقتحام الميدان وارتكاب المذبحة لولا هذا الضابط الذي تصدي لهم واطلق النار في الهواء وأجبرهم علي التراجع مما اعطي الشباب دفعة هائلة للتصدي للبلطجية.. لذا أطلقنا علي هذا الضابط اسم "أسد الميدان".. المهم ظللنا نوعي المواطنين بعدم الخروج من التحرير وتصدينا لمحاولة تامر حسني الذي لا نعرف هو مطرب بالضبط واستمررنا في أماكننا حتي تنحي المخلوع وهنا اسم لي أيضا الا أنسي عم سيد بواب عمارة عمر أفندي في التحرير الذي كان يستضيفنا للنوم تحت بير السلم ويوفر لنا الحمامات والأطعمة بعد حصار البلطجية لنا.
فكرة الائتلاف
وعن فكرة الائتلاف يقول السكري: بعد التنحي التقيت مع صديقي جهاد سيف الإسلام "أبو قلب عصفورة" وصديقي سيد أبوالعلا وأحمد سعد الذين تلاقت افكارنا معا داخل الميدان فجهاد هو صاحب فكرة الوعي الإسلامي والأمين العام للائتلاف وقررنا تشكيل الائتلاف خاصة أنني وجدت في جعبتي بعد الثورة اسماء وأرقام تليفونات وايميلات حوالي 270 ألف شخص تواصلت معهم في الميدان خلال ال 18 يوما وكونا لجنة تنسيقية للثورة كنت أحد مؤسسيها لتوحيد الائتلافات التي نشأت في الميدان وتنسيق التعاون بينها وتوحيد المطالب والفاعليات والدعوة بمليونيات وتكونت اللجنة من ائتلاف ثورة مصر الحرة وكنت ممثلة وائتلاف شباب الثورة ومثله أحمد عبدالجواد ومحمد القصاص وتحالف ثوار مصر ومثله عامر الوكيل ومحمد ممدوح ومجلس أمناء الثورة ومثله أحمد نجيب وسيد ابوالعلا وسيد حافظ والاكاديميين المستقلين ومثلهم د. عبدالله شحاتة وعبدالرحمن جاد..وكانت هذه أول ائتلافات انشئت للثورة ووصل عدد الائتلاف حتي 82 ألفا.. بعد ذلك تبنينا كائتلاف جمعة رد الجميل للقوات المسلحة عند المنصة ونتبني الآن الدعوة للانتاج والبناء ودعم السياحة وعودة الأمن والأمان متبنين شعار "مصر كلها أيد واحدة.. شعب وجيش وشرطة" كما كان أول الرافضين لجمعة الغضب الثانية لم نشارك بها واعترضنا علي المسمي وحذرنا من محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش ونجح زملائي في ائتلاف شباب الثورة وائتلاف الوعي المصري في العبور بهذه الجمعة الي بر الأمان وأكدوا فيها وحدة الشعب والجيش الذي ساند الثوار ونكن له كل احترام.
توعية المواطنين
يضيف: فكرنا في النزول للمناطق الشعبية وتوعية المواطنين بواجباتهم وحقوقهم ونزلنا بالفعل في الشرابية والوايلي والحدائق والشرقية واسيوط والمنوفية وقنا والإسكندرية.. فقط الناس كيف تحترم الدولة كيف يصبح المواطن ايجابيا وفعالا.. كيف نعيد الثقة لرجال الشرطة فبدون آمان لا إنتاج ولا استثمار ولا سياحة.. نريد العمل والإنتاج ومنع التظاهر الفئوي الذي يضر بالإنتاج والاقتصاد القومي.. ندعو جميع القوي الوطنية والائتلافات الثورية إلي التركيز علي ثورة في الإنتاج جنباً إلي جنب مع مطالب ثورة 25 يناير.
الشرطة المجتمعية
أخيراً يقول السكري من ضمن المشروعات الأساسية لائتلافنا "الأمن" ففي يوم حلف اللواء منصور العيسوي لليمين اقترح علينا المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق والذي نعتبره الأب الروحي لنا بأن نجتمع مع العيسوي لبحث كيفية عودة رجل الأمن للشارع وبالفعل اجتمعنا معه وقدمنا مشروع "الشرطة المجتمعية" الذي هو فكرة المستشار زكريا واتفقنا مع وزير الداخلية علي آلية لتفعيل عودة رجل الشرطة للشارع بدأنا في تنفيذها بالنزول للمناطق التي كان يوجد بها أقسام شرطة وقع عندها قتلي وضحايا كثيرون مثل الحدائق والزاوية والشرابية وبولاق وغيرها وكانت فكرتنا أن نجتمع نحن شباب الثورة وائتلاف الوعي المصري بأهالي الضحايا ونقيم المؤتمرات عند الأقسام بحضور رجال الشرطة والدين والعقلاء من المنطقة وبفضل الله أتت رياح التجديد ثمارها ونزل رجال الشرطة للأقسام وأنتجت علي حسابي أغنية خاصة للشرطة باسم رسالة إلي كل مصري بصوت المطربة الثورية ملك نور وأقمنا مع وزارة الداخلية خطا ساخنا ولجانا للتواصل الدائم مع شباب الثورة واجتمعنا مع ضباط العلاقات العامة بالداخلية ووجدنا كل التعاون مع اللواء إبراهيم حماد. رئيس الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام. الذي أصبح محافظاً لأسيوط والعقيد هاني عبداللطيف والعقيد علي حسن واللواء مروان مصطفي والمقدم أحمد شوقي والعقيد أحمد طه ووجدناهم نموذجاً لضابط الشرطة الذي نريده وفي النهاية هدفنا زيادة الوعي السياسي والاجتماعي عند المواطن والحفاظ علي الأمن والشارع.
الانفلات الائتلافي
للأمانة لم يكن ممكناً أن أنهي هذا الحوار بدون السؤال عما أسميته ظاهرة الانفلات الائتلافي.. قلت لضيفي بصراحة الحكاية زادت عن حدها كل يوم نسمع عن تشكيل ائتلاف أو الإعلان عن ائتلاف حتي بلغ العدد حوالي 160 ائتلافا.. من نصدق وأين الائتلافات الحقيقية؟!
ردا ضيفي بصوت واحد: لا الأغلبية ادعاءات كاذبة وقال طارق زيدان: لا يوجد هناك 160 ائتلافا بل هناك 160 ادعاء بوجود ائتلاف والحقيقة التي يعرفها الجميع أن هناك 8 ائتلافات فقط تعرف بعضها وتعترف ببعضها وهي ائتلافات تعمل علي أرض وهي ائتلافات شباب الثورة مصر الحرة الوعي المصري اتحاد شباب الثورة تحالف ثوار مصر الاتحاد العام للثورة واتحاد الثورة المصرية ومجلس أمناء الثورة.
قلت أليس من الأجدي تنظيم الأمر وإعلانه للناس؟
قال معك حق نحن الآن بصدد الدعوة لعقد اجتماع بين ممثلي الائتلافات الرئيسية لتعلن في بيان مشترك الائتلافات الممثلة للثورة لتوضح للرأي العام ومنع المدعين من استغلال الموقف ونتصدي للمدعين بائتلافات وهمية نعلم جيداً أن مصدرها فلول الوطني وبعض التيارات الدينية التي لم تشارك في الثورة.
هدف واحد
في الختام أكد زيدان والسكري أن الهدف التوحد وراء هدف قومي واحد هو بناء دولة قوية وهذا لن يتأتي إلا بالإنتاج والعمل بشكل مضاعف لتعويض الخسائر وإحداث ثورة في الإنتاج فلا تظاهرات فئوية ولا اعتصامات تعطل الإنتاج مع الاحتفاظ بحق التظاهر السلمي فالثورة مستمرة والتظاهر يمكن أن يحدث بشرط أن تكون هناك أسباب قوية ومخاطر تستدعي وفي كل الأحوال يجب أن يكون هناك اتفاق بين جميع القوي السياسية والائتلافات علي النزول للميدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة