يقول الله في كتابه العزيز "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" صدق الله العظيم. تعمدت أن أبدأ مقالي اليوم بهذه الآية الكريمة لما ألاحظه من شد وجذب وخوف وتهديد ومحاولات سكب الزيت علي الموقف المشتعل ومعها كل كلمات الحرص والتحريض قبل لقاء الأهلي والمصري في الدوري يوم السبت القادم والتي تقام في الجونة.. رغم سوء هذا الملعب الذي لا يصلح لاستضافة المباريات لزيادة المطبات والتي عرضت كثيراً من اللاعبين للإصابات الخطيرة مما أبعدهم عن الملاعب مدداً طويلة إلا أن ظروف خصام الفريقين هي التي اضطرت اتحاد الكرة إلي نقلها بعيدا في مدينة الغردقة علي ساحل البحر الأحمر. ومع ذلك أري أنه ما كان يمكن لكل هذه التريبات الأمنية الزائدة لو أن الأمور قد عادت لطبيعتها بين فريقين كبيرين مصريين يعشيون علي أرض واحدة ويشربون من نيل واحد ويأكلون ويلبسون من خيرات هذا البلد.. وعليه كنت أتمني لإبعاد حالة الاحتقان بين المدينتين والفريقين واستمرار المقاطعة وأن يتذكر الجميع ويعودوا للزمن الجميل بين فريق القاهرة وفريق بورسعيد يوم لعب للأهلي أبرز نجوم بورسعيد مثل الضظوي أحد فلتات الكرة المصرية في العصر الذهبي للعبة وكذلك مدحت فقوسة صاحب أول كأس عالم للمنتخب العسكري وحلمي أبوالمعاطي ومسعد نور الذي لم يتمكن بعد رجاءات المدينة الباسلة فتركه التتش نجم الأهلي ليعود إلي مدينته.. وكذلك لعب مجموعة كبيرة من أبناء الأهلي للمصري في بورسعيد جمال جودة وعادل عبدالمنعم وحسام وإبراهيم حسن وكم كانت العلاقة طيبة بين المدينتين القاهرة وبورسعيد. أقول وأشدد لابد أن يتذكر رجال وأبناء وشباب هذا الجيل الأيام الجميلة التي كانت بين جماهير الكرة في المدينتين ولا يحب مطلقا أن نترك أسماعنا لمواقف وكلمات أبناء السوء الذين يرون في استمرار الخصام حقلا جيدا لمزيد من الشقاق والخلاف.. اجعلوا عودة المباريات بين الفريقين العريقين بداية للسلام والمحبة بين شعبي المدينتين أبناء الوطن الواحد مع بداية عهد جديد ينشد الصلح والآخري ونشر المحبة والحرص علي راحة كل مواطن وتحقيق رغباته دون تفرقة بين سواحلي وحضري لأن كلنا مصريون. فليلعب الأهلي مع المصري ويركز اللاعبون أن يخرجوا مباراة ناجحة كأي لقاء بين أطراف المسابقة وأي لعبة تحت شعار المحبة والتآخي عماده الروح الرياضية بكل معانيها مستلهمين بتاريخها الطويل والعريق وأنهما يضمان خيرة شباب اللعبة في مصر حاليا.