يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً الاثنين إلي دولة الكويت الشقيقة تلبية لدعوة الأمير الشيخ صباح الأحمد في أول زيارة له منذ توليه مهام منصبه يعقد خلالها جلسة مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد وكبار رجال الدولة تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث سبل دعم علاقات التعاون في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية بالاضافة إلي دعوة دولة الكويت للمشاركة في مؤتمر القمة الاقتصادية العالمية المقرر عقده في مارس المقبل. كما ستتم مناقشة عدد من القضايا العربية والاقليمية والدولية المطروحة علي الساحة وبخاصة الحرب ضد الارهاب والحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد داعش. وبحث الأوضاع المتدهورة في ليبيا والعراق وسوريا والجهود الدولية لوقف نزيف دماء الشعوب العربية. ويقدم خلالها تقديره وامتنانه للمواقف الداعمة والمساندة التي قدمها الكويت قيادة وشعبا إزاء مصر ووقوفهم بجانبها عقب ثورة 30 يونيو.. فالكويت كانت من أول الدول التي اعترفت بثورة 30 يونيو وقدمت بشكل مباشر دعما ماديا واقتصاديا لمصر فقدمت لمصر مساعدات مالية حوالي 3 مليارات دولار مقسمة لملياري دولار وديعة للبنك المركزي ومليار دولار منحة لا ترد بالاضافة إلي مدها بالبترول ومشتقاته بقيمة مليار دولار. وتهدف هذه الزيادة لترسيخ وتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وذلك بالسعي نحو زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في السوق المصري خاصة بعد ان حرصت مصر علي ايجاد تسوية ودية للمشكلات التي واجهتها الاستثمارات الكويتية خلال الفترة الأخيرة. ومن المتوقع أن تدعم الزيارة مواقف الاقتصاد المصري من خلال تشجيع المستثمرين والصناع بالعودة للاستثمار في مصر ومحاولة جذب الهيئة العامة للاستثمار الكويتية باستثمار فوائض لها بالسوق المصري وتشجيع الصندوق الكويتي للتنمية علي الاستثمار في تمويل مشروعات البنية التحتية خلال السنوات القادمة. والعمل علي زيادة حجم العلاقات التجارية بين البلدين فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2014 حوالي 82 مليار دولار. حيث وصل حجم الصادرات المصرية للكويت 278 مليون دولار وبلغ عدد الشركات الكويتية التي تعمل في مصر 890 شركة برأسمال يصل إلي 8 مليارات دولار. وارتفع حجم الواردات في النصف الأول من عام 2014 حوالي 823 مليون دولار عما سجله من نفس الفترة في عام 2013 حوالي 521 مليون دولار. ويعتبر السوق الكويتي هو ثالث أكبر سوق للصادرات المصرية ضمن الأسواق العربية بعد السعودية والامارات العربية المتحدة. وتتمثل أهم السلع المصدرة في حاصلات زراعية وصناعات غذائية وملابس ومنتجات كيماوية والرخام والجرانيت في حين أن أهم الواردات هي المشتقات البترولية والكيماوية والسيارات السياحية. كما تهدف الزيارة إلي دعم وتنشيط قطاع السياحة وذلك بعودة السياح الخليجيين بزيارة شرم الشيخ والغردقة وبث روح الاطمئنان والأمان لدي السائح الخليجي. فالسياحة الكويتية كانت تحتل المركز الثاني بعد السعودية داخل مصر. وتعد العلاقات المصرية الكويتية علاقة قديمة تزداد متانة بمرور السنين. وتتسم بسمات وخصائص تؤكد قوة الترابط الرسمي والشعبي بين البلدين تؤكدها الزيارات المتبادلة والتي كانت آخرها زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم لمصر الشهر الماضي. كما قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة لدولة الكويت ليرأس وفد مصر في أعمال الدورة العاشرة للجنة المصرية الكويتية المشتركة والتي تعقد اجتماعها علي مستوي وزيري خارجية البلدين. كما قام الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بزيارة إلي مصر في شهر يونيو الماضي لحضور حفل تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية. كما أن هذه العلاقات تميزت علي مدي تاريخها الطويل بتطابق وجهات النظر تجاه القضايا الهامة التي تهم الأمة العربية والاسلامية والتي تعتمد علي ثبات الموقف ووضوح الرؤية وتطورت العلاقات واكتسبت دفعة قوية بعد العدوان الذي تعرضت له الكويت علي يد النظام العراقي السابق بعد أن أكدت مصر رفضها للعدوان ودفاعها ووقوفها إلي جانب الحق الكويتي.. ولقد ظهر حسم الموقف المصري منذ الوهلة الأولي علي الصعيدين السياسي والعسكري. فأعلنت تأييدها للكويت وتاريخيا فقد بدأت العلاقات علي المستوي الشعبي قبل أن تبدأ علي المستوي الرسمي مع منتصف القرن التاسع عشر حينما اندمج طلاب العلم الكويتيون الذين أتوا للدراسة في أروقة الأزهر وكليات الجامعات الأهلية في الحياة المصرية وعادوا لنشر العلم.