الأحداث الدرامية التي شهدها لقاء إنبي والزمالك وإنتهي بفوز كبير العائلة البترولية بهدفين نظيفين لنجميه محمود قاعود ومحمد ناصف لينفرد فريق إنبي بقمة الدوري العام لكرة القدم أراها ناقوس خطر يدق بقوة ويهدد مستقبل عودة الجماهير للملاعب الخضراء بعدم التنفيذ والتأجيل للموسم القادم بدلاً من الدور الثاني للمسابقة في فبراير القادم.. وتعالوا بنا نتخيل السيناريو الذي كان يمكن أن يحدث في الملعب لو أن تلك القرارات التي اتخذها حكم المباراة الدولي محمود عاشور في ظل حضور جماهيري لقلعة الزمالك البيضاء والتي تحلم مع مجلس ادارتها باستعادة درع الدوري بعد غياب 10 سنوات بينما ادارة الزمالك قامت بشراء "19" لاعبا لتحقيق هذا الحلم ولعلنا نتفق ان إلغاء هدفين للزمالك وخسارته بهدفين للمباراة كان من شأنه ان يشعل الملعب شغبا وعنفا وصخبا في ظل حالة التوتر التي سادت اللقاء أمام تفوق إنبي في الشوط الثاني وتراجع مستوي أداء لاعبي الزمالك والذين لم يقدموا العرض المناسب بفريق يسعي للبطولة حتي عندما منحهم الحكم ضربة جزاء مشكوك في صحتها أهدرها لاعبوه.. كما فشلوا في استغلال الوقت بدل الضائع والذي امتد ل "9" دقائق للعودة للقاء بتحقيق التعادل فهل كان مطلوبا من الحكم أن يقوم هو بنفسه بتسديد الكرة في مرمي إنبي ليحقق لهم التعادل.. وإذا كان هناك انقسام في الآراء ما بين مؤيد ومعارض لقرارات الحكم مثلما أعلن ميدو مدرب الزمالك السابق بأن قرارات عاشور أفسدت اللقاء كونها خاطئة فعلي النقيض نجد أن حكمنا الدولي السابق أحمد الشناوي عضو لجنة التطوير بالفيفا يؤكد صحة قراراته.. وأنا شخصيا أضم صوتي لصوته ولكن تبقي الكلمة الأخيرة للجنة العليا للحكام برئاسة عصام عبدالفتاح عضو اتحاد الكرة فإذا ثبت لهم أن محمود عاشور أخطأ في قراراته فلابد من معاقبته وإعلان هذه العقوبة حتي يكون عبرة لباقي الحكام فالدوري هذا الموسم غاية في القوة والسخونة وقد شاهدنا فضيحة الأهلي بطل أفريقيا وسقوطه المدوي برباعية تاريخية بقيادة مدربه الاسباني جاريرو بسبب فلسفته وفزلكته في اختيار التشكيل وعدم قدرته علي تثبيت التشكيل رغم اقتراب الموسم من منتصفه وأنا هنا أبشره بالفشل الذريع اذا استمر في نهج هذه السياسة وحالة التوهان التي يقود بها الفريق لأن عدم تثبيت التشكيل يعني ببساطة غياب الاستقرار الفني والتراجع في الأداء والنتائج ومن الطبيعي في ظل قوة المنافسة بين فرق الدوري لتقارب المستويات بينهما أن ينتبه جيدا عصام عبدالفتاح وحكامه لخطورة الموقف عليهم أن يتحلوا بالتركيز الشديد والدقة المتناهية في الملعب وعند اتخاذ قراراتهم وأن يعلموا ان نجاح المسابقة أو فشلها وعدم استكمالها حتي النهاية تلعب فيها قراراتهم وأداؤهم دوراً رئيسياً واساسياَ فالجماهير والمدربون بشكل عام يتقبلون اخطاء لاعبيهم من مهاجمين ومدافعين وقد يعاقبونهم احيانا وليس دائما بالخصم أو بالاستبعاد عن التشكيل ولكنهم في الوقت نفسه يرفضون تقبل اخطاء الحكام بأي حال من الاحوال وتلك سمة الساحرة المستديرة ليس في مصر ولكن في العالم أجمع.. وكلنا يعلم الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل عودة الجماهير للملاعب رغم ما تمثل من عبأ علي الدولة في هذا التوقيت الذي تستعد فيه لانتخابات البرلمان والتصدي لفلول الارهاب الاسود وبالطبع فنحن لسنا مستعدين لسقوط ضحايا في الملاعب بسبب أخطاء التحكيم مثلما حدث في مذبحة استاد بورسعيد.. وإذا كنت اتقدم بالتهنئة والتحية لنادي إنبي بقيادة رئيسه المحاسب ماجد نجاتي ومديره الفني الكفء طارق العشري ولاعبيه علي اعتلاء القمة وهذا المستوي الرفيع للفريق سعيا للمنافسة علي الفوز بدرع الدوري لأول مرة في تاريخه.. فإن نجوم الزمالك ومدربهم باتشيكو عليهم ان يتذكروا انهم خسروا امام منافسهم علي البطولة في اللقاء المباشر وهذه نتيجة طبيعية وليست مثل فضيحة الاهلي أمام زعيم الثغر كما ان مشوار الدوري مازال طويلا ومن المتوقع ان تستمر لعبة الكراسي الموسيقية حتي يعلن البطل عن نفسه.