بعد إغلاق ست سنوات إثر حريق ضخم دمر أجزاء كبيرة منه عاد المسرح القومي الليلة الماضية إلي إضاءة أنواره من جديد حيث افتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء. ود. جابر عصفور وزير الثقافة بحضور عدد من الوزراء والسياسيين والفنانين والشخصيات العامة والسفراء ورؤساء قطاعات وزارة الثقافة والإعلاميين والصحفيين. قام رئيس الوزراء ومرافقوه بجولة داخل أرجاء المسرح للتعرف علي ما تم إنجازه في مشروع التطوير والترميم الذي بلغت تكاليفه حوالي 105 ملايين جنيه. كما افتتح معرضا للكتب نظمته هيئة الكتاب برئاسة د. أحمد مجاهد. ومعرضا آخر لكتب وإصدارات المسرح نظمته هيئة قصور الثقافة برئاسة د. سيد خطاب. وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بافتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير مشددا علي ضرورة أن يعمل بكامل طاقته خلال الفترة القادمة. ومؤكدا علي انتهاء مشكلة الباعة الجائلين الذين كانوا يحيطون به من كل جانب ويسيئون إلي الصورة الحضارية للمسرح. وقال د. جابر عصفور وزير الثقافة اننا بافتتاح المسرح القومي العريق نضئ في القاهرة واحدا من أكبر وأعرق المسارح في الوطن العربي حيث افتتح للجمهور أول مرة عام 1920 وقام بتصميمه المهندس الإيطالي فيروتشي. تضمن حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ المسرح القومي منذ انشائه وحتي الآن ومشاهد من أهم العروض التي أقيمت عليه وأهم من تولوا إدارته عبر تاريخه الطويل. والفيلم من إعداد المركز القومي للسينما. كما تضمن تكريم عدد من الفنانين الذين وقفوا علي خشبته وهم سميحة أيوب. عبدالرحمن أبوزهرة. عايدة عبدالعزيز. محمود ياسين. عزت العلايلي. نور الشريف. يحيي الفخراني. نبيل الحلفاوي. محمود الحديني. سمير العصفوري. أشرف عبدالغفور. رجاء حسين. محمد وفيق. يقع المسرح القومي "مسرح وتياترو الأزبكية" بحديقة الأزبكية ولهذا الموقع تاريخ طويل مرتبط بفن المسرح ورواده. كان مكان حديقة الأزبكية بركة الأزبكية تلك البركة منسوبة للأمير أزبك اليوسفي المملوكي والذي أنشأ قصره علي ضفافها وتبعه العديد من الأمراء في بناء قصورهم الفاخرة والزاهرة مستمتعين بالمنظر الجذاب للبحيرة وما يحيطها من خضرة. في عام 1870 أمر الخديو إسماعيل حاكم مصر بتحويل بركة الأزبكية إلي حديقة علي غرار حديقة لوكسمبورج بباريس حتي انه استورد نفس أنواع وأعداد الأشجار الموجودة بالحديقة الباريسية وأسند المهمة إلي مسيو لشفياري مفتش المزارع الخديوية والأميرية وتم افتتاحها رسميا عام 1872 وكانت علي مساحة 18 فدانا. وعلي مقربة من حديقة الأزبكية أنشأ إسماعيل المسرح الكوميدي "مبني المطافي حاليا" ودار الأوبرا الملكية عام 1869 وأعدها لاستقبال ضيوف قناة السويس كما أنشأ في الحديقة مسرحا صغيرا "1919 1870" والذي شغله مسرح يعقوب صنوع رائد المسرح المصري وكان بمثابة أول مسرح وطني ليقابل ويواجه مسرح الطبقة الارستقراطية. وراعي التصميم المقترح العلاقات مع المبني الأثري القديم ومن أهداف المشروع إعادة إحياء مبني المسرح القومي بعد تعرضه للدمار بعد الحريق. إزالة التعديات التي طالت مبني المسرح علي مدار عقود طويلة وإعادة المبني لأصله الأثري. تطوير كافة الخدمات للجمهور طبقا للمعايير الدولية. توفير التقنيات اللازمة للحفاظ علي قيمة المبني وسلامة الجمهور. تجهيز المسرح بأحدث تقنيات العرض المسرحي العالمية ليواكب تطور العصر.