مصر مشغولة الآن بالخلاف المستحكم بين الفرقاء حول وضع الدستور الدائم الجديد أولاً.. ثم اجراء الانتخابات البرلمانية.. أو العكس بمعني اجراء الانتخابات أولا ثم وضع الدستور. ومصر مشغولة ايضا بالمطالب الفئوية.. وهي كثيرة جدا.. الكل يطالب بزيادة المرتبات.. أو الحصول علي امتيازات رغم العلم بأن الحالة الاقتصادية ليست في أفضل أوضاعها!! هناك البعض ايضا لا يعجبه أداء بعض الوزراء ويطالبون بالتغيير.. مظاهرة جرت منذ أسبوع أمام وزارة الداخلية تطالب برحيل الوزير اللواء منصور العيسوي رغم أن الرجل تسلم وضعاً أمنياً مهلهلا علي مستوي مصر كلها. ويبذل جهداً خارقاً لإعادة الأمن إلي وضعه الطبيعي. وقد حقق كثيرا من الانجازات في وقت قياسي. وهو في سبيل السيطرة تماما علي الأوضاع الأمنية. وهناك من يطالب باقصاء الدكتور زاهي حواس وزير الدولة للآثار ويوجه إليه اتهامات ويقدم ضده البلاغات.. وهناك عدم رضا عن أداء الدكتور سمير رضوان وزير المالية لتراجعه عن كثير من تصريحاته وخاصة بصرف فرق علاوة عام 2008 لأصحاب المعاشات بأثر رجعي. هناك ايضا وزارات التضامن والزراعة والصحة والتجارة والصناعة وغيرهم من الوزراء رغم أن الجميع يعملون في ظروف غير عادية.. لكن الناس يتعجلون النتائج لطول المعاناة التي عانوها قبل قيام الثورة. لكن ما حدث في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي. واصرار الشباب علي ضرورة تطهير الوسط الرياضي من الفساد. والمطالبة برحيل رئيس جهاز الرياضة المهندس حسن صقر ورئيس الاتحاد العام لكرة القدم سمير زاهر كان قمة الوعي من هؤلاء الشباب الذين أحسوا أن الرياضة في مصر تتجه إلي منحدر مخيف. ويوشك أن يقضي عليها. الرياضة في بلدنا فعلا تحتاج إلي ثورة خاصة.. كل المسئولين في هذا القطاع يعملون لصالح النوادي واللعبات التي تمثل مراكز القوي لقد أفسدوها بالانحياز الفاضح والمجاملات الصريحة إما خوفاً أو طمعاً في الاستمرار بمواقعهم. ولولا أن بعض الحكام يأخذون الضوء الأخضر من بعض المسئولين للعمل لصالح أندية معينة ما جرؤ هؤلاء الحكام علي التصرف بهذا الشكل الذي ضيع سمعتهم. وجعل الأندية تطالب بحكام من أي بلد الا أن يكون حكماً مصرياً. الفساد طال كل شئ في المجال الرياضي.. ليس في الإدارة المسيطرة علي شئون القطاع فقط وليس في الإدارة المسيطرة علي شئون كرة القدم.. وليس في انحياز الحكام.. وإنما طالت المعلقين علي المباريات في الفضائيات والإذاعات. فيشعر المواطن أن هذا المعلق يكاد من خلال تعليقه ينزل إلي الملعب ليساند فريقا بعينه. لقد تخلصت مصر من الحزب الوطني الذي أفسد الحياة السياسية ونرجو أن تتخلص من شبيهه في المجال الرياضي لينصلح حال الرياضة في مصر.