يبدو أن مفاجآت إسرائيل تتكشف في شهر يونيه بما يشير إلي أن حرارة هذه المؤامرات تتواءم وأيام بداية الصيف.. وسوف لا تتوقف هذه الدسائس وحرب الجاسوسية في المستقبل. خاصة في مناخ الديمقراطية ونسيم الحرية الذي تنعم به مصر في هذه الفترة من عمر التاريخ ففي أوائل هذا الشهر تمت إزاحة الستار عن جاسوس يدعي إيلان جبرال ضابط الجيش الاسرائيلي وعميل الموساد الذي تربي في أحضان هذا الجهاز الذي لا تتوقف أنشطته ضد أرض الكنانة وقد تمت تربية هذا الشاب علي أيدي خبراء الموساد وعلموه فنون العمل وإجادته وكيفية التحرك وسط مختلف الفئات والتحاور مع الشباب واتقان لغتهم من خلال رحلته التي سقط فيها علي أيدي رجال المخابرات المصرية. ولعلنا لا ننسي أيام هذا الشهر أيضاً الذي ارتبط في أذهاننا بأنه شهر المواجهات والنكبات فقد صدمنا جميعاً بأحداث النكسة في حرب عام 67 ويتردد في الصدر عبارة ما أشبه الليلة بالبارحة أحداث هذه الأيام لا تزال ماثلة في الذهن حينما كنا نتابع فصولها حيث يتوالي قدوم جنودنا البواسل من أرض الجبهة بعد أيام عصيبة أمضوها في رحاب سيناء تلك الأرض المقدسة القلوب يعتصرها الألم والوجوه يعلوها السواد والأحزان تعم كل العالم العربي فمصر هي قلب العروبة النابض وحينما تتعرض لأي انتكاسة أو ينالها مكروه فالآثار تمتد إلي هؤلاء الأشقاء وشركائنا في الوطن وصدق شاعر النيل المرحوم حافظ إبراهيم حين صدح صوته بكلماته الرائعة في قصيدته الخالدة حين قال: أنا إن قدر الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي هذه الأيام مرت لحظاتها كئيبة ولازلت أذكر فصولها المتتابعة فقد أمضيت أوقاتاً في صالة جريدة الجمهورية مع الزملاء الصحفيين أسأل الله ألا يعيدها وان يحبط كل ما يدبره هؤلاء الصهاينة من أعمال تستهدف الوقيعة بين أبناء هذا الوطن الحبيب إلي قلب كل مصري وقد شاءت الأقدار ان أعيش لحظات فجر اليوم الذي قبلت فيه مصر القرار 424 وكم لجأت إلي الله أن يمنحنا القوة والعزيمة والتغلب علي الأحزان وكل العوائق التي تقف في وجه هذه المخططات الإجرامية التي ترمي إلي تركيع مصر وإحداث القلاقل بها وأن تعم الفوضي كل أركانها. صور أليمة.. وتداعيات لا أحب ان أسترسل في سردها رغم أنني أحرص علي تناولها حتي لا ننسي أساليب هؤلاء الغادرة وأفكارهم الشيطانية بالنسبة لما يديرونه لنا في الظلام ومهما كان بيننا وبينهم اتفاقات فلن يتنازلوا عن الحرب التي يريدون إشعالها ولكن يطفئها الله بقدرته ويلهمنا الصواب والقدرة في مواجهتهم واجهاض أباطليهم وحيلهم الماكرة. شاءت الأقدار أن يثأر جنودنا البواسل في عام 73 عار هذه الأيام السوداء من أيام شهر يونيو فقد عبر أبطالنا أكبر مانع مائي في العالم وحطموا اسطورة الجيش الذي لا يقهر ولقنوا هؤلاء درسا لن ينسوه علي مدي التاريخ. وتعالت صرخاتهم إثر صيحة أبنائنا في اللحظات التاريخية مرددين الله أكبر ورفعوا العلم المصري علي أرض سيناء الحبيبة وعطروا رمالنا بدمائهم الذكية محققين آمال العرب ولازال هذا الانتصار وأصداؤه يدرس في المعاهد الاستراتيجية وتقدم بطولاته للعسكريين في كل مكان وقد ساهم هذا النصر في أن يرفع كل مصري وعربي هامته في سائر بلدان الدنيا. لكن يبدو أن إسرائيل لم تستطع التغاضي عن حيلها وأساليبها فد بعثت بشاب أتقنوا تعليمه اللغة العربية وزودوه ببعض المعلومات الدينية والثقافية التي يستطيع من خلالها مزاولة نشاطه وسط شبابنا الثائر خلال أحداث 25 يناير وقد تلاقت ميول هذا الشاب وصياغته مع أهداف جهاز الموساد وتواءم مع أفكارهم التي تستهدف في بث سمومهم لزعزعة الشارع المصري وتأليب أبنائه. تصوروا أن هذا الجاسوس يذهب للأزهر بكل جرأة وينام بالمسجد ينطلق وسط الشباب في ميدان التحرير يحمل لافتة تتهم أوباما بالغباء يذهب إلي إمبابة يشعل نيران الفتنة الطائفية ويحرك الضغائن ويؤلب الناس في المناطق التي يذهب وبطيبة قلب المصريين تعاطف معه البعض دون ان يدروا ان هذا الشاب يتجسس علي بلادهم ولو أدركوا ان هذا الذي يحرك مشاعرهم إنما يريد النيل منهم ومن بلادهم لوقفوا في وجهه ولقنوه درساً لن ينساه علي مدي عمره. وقد شاء الله أن يخيب مسعي هؤلاء الصهاينة ويقع هذا الجاسوس في قبضة رجال المخابرات المصرية التي وجهت ضربة قاصمة لجهاز الموساد ولتلك الدولة التي تتربص بنا دائماً وقد خاب مسعاها حين بعثت الجاسوس في محاولة لاستغلال أحداث 25 يناير ونشر الفوضي في ربوع بلادنا وقد تم تسجيل كل تحركات إيلان بالصوت والصورة وإلقاء القبض عليه ومواجهته بكل الأدلة والمستندات الدامغة لإدانته وسقوطه بجرائمه التي يجرمها القانون والأعراف العالمية وتتولي الجهات المختصة تقديم كل المستندات والأدلة إلي نيابة أمن الدولة وبكل رحابة صدر مصر تم انتداب محام لحضور التحقيقات معه إجراءات قانونية لا تستطيع اسرائيل توفيرها في مثل هذه الجرائم. الأكثر غرابة ان هذا الشاب تؤكد الأنباء أنه عضو في شبكة صهيونية عالمية بما يفيد أنه استوعب دروس الموساد وسعي لتوظيفها ولكن العيون الساهرة وقفت له بالمرصاد وسقط في حرارة يونيو وسوف يحبط الله أي تآمر علي مصرنا الحبيبة ونقول لهؤلاء موتوا بغيظكم وسوف تظل أعيننا تتابعكم ولن تغفل عنكم في أي لحظة.