من المؤكد ان اتمام الانتخابات الرئاسية التونسية في سلام سيكون خاتمة رائعة لخريطة الطريق التي اختارها الشعب التونسي عقب ثورة الياسمين عام 2011 والتي ادت إلي التخلص من الدكتاتور الاسبق زين العابدين بن علي بعد فراره هاربا. ولجوئه إلي السعودية. يخوض الانتخابات 27 مرشحا يتنافسون للوصول للقصر الرئاسي. ومن أبرز هؤلاء المرشحين المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الحالي والرئيس الشرفي لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية". والباجي قائد السبسي "رئيس حركة نداء تونس". وحمة الهمامي "الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية". ومصطفي بن جعفر "رئيس التكتل من أجل العمل والحريات" ورئيس المجلس الوطني التأسيسي. ولأول مرة في تونس يشهد السباق الرئاسي ترشح امرأة هي القاضية كلثوم كنو. ومن بين هؤلاء المرشحين من هم محسوبين علي نظام زين العابدين بن علي. وهذا ما ينتقده الكثير من التونسيين من عودة مسئولين تقلدوا مناصب في الحكومة وفي حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي. إلي الساحة السياسية ومن أبرزهم السبسي رئيس "حركة نداء تونس" التي فازت بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي. وذلك مكنها من سلطة رئاسة الحكومة.. ويتخوف البعض من انه في حالة قوز السبسي في الانتخابات الرئاسية فإن الحركة ستستحوذ علي كلّ السلطات دون منازع. وهو ما سيثير في الأذهان صورة النظام السابق الذي كان يمسك بكل السلطات. وهذا ما يخشاه المجتمع المدني والسياسي في تونس مما يسمي "بالتغول السياسي" والذي يقولواً انه قد يمهد لعودة الاستبداد مرة اخري. ورغم ان الباجي قائد السبسي ذو الاتجاه العلماني ذكر في برنامجه الانتخابي انه سيحاول ان يخدم تونس مع بقية الاحزاب لان هذه الفترة خطيرة وتستدعي الوحدة الوطنية.الا ان استحواذ حزب واحد علي مقاليد السلطة سيؤدي حتما الي اعادة تونس لما قبل ثورة الياسمين وهو ما يرفضه معظم ابناء الشعب التونسي. وبالنسبة للمرشح المنصف المرزوقي فقد دعا الاطراف السياسية إلي تجنب سياسة التشويش التي قد تلجأ إليها بدافع الخوف من الهزيمة. وأكد علي أن قصر قرطاج سيكون القلعة الحصينة التي تمنع عودة الاستبداد. داعيا أنصاره للخروج إلي الأزقة والساحات ليقنعوا التونسيين بأنهم لا يمكن بعد أن كسروا القيد أن يقيدوا به انفسهم مرة اخري. وأن الثورة هي فرصة تاريخية تعطي للشعب لبناء أسس دولة سليمة والتخلص من كل ما هو بال ومتعفن وقديم. وأن علي الشعب التونسي عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية. أما المرشح حمة الهمامي زعيم حزب تحالف الجبهة الشعبية الفائز ب 15 مقعدا برلمانياً فقد دعا بقبول فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية.مؤكدا ان الحكومة المقبلة لا يجب أن تكون مجرد تقاسم للوزارات بقدر ما يجب ان تكون حاملة لمشروع تنمية حقيقة قادرة علي إخراج البلاد من الأوضاع الاجتماعية و الأقتصادية المتردية التي انزلقت اليها. وتشكل الأوضاع الاقتصادية الأكبر والأكثر إلحاحاً أمام الرئيس المقبل لانها كانت السبب في اندلاع ثورة الياسمين.و لذلك فقد احتلت مكانة متقدمة في الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة. فالوضع الاقتصادي لتونس وباقي الدول العربي صعب ومتدهور. وتشير بعض استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرأ إلي وجود تنافس قوي بين المرشح الباجي قائد السبسي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي ويتوقع الخبراء أن تكون المنافسه علي أشدها لتبدوا في مجملها تنافس بين الجديد والقديم.