خبراء السياسة وأساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية انقسموا حيال المبادرة فالبعض يراها إيجابية وخطوة جيدة للمصالحة ورأب الصدع العربي ومجابهة محاولات استهداف المنطقة العربية بالإرهاب والتقسيم وهي بداية مطلوبة تمهيداً للقمة الخليجية الوشيكة والمقرر انعقادها برئاسة قطر العام المقبل. أما البعض الآخر فيشترط ضرورة مبادرة قطر بوقف نشاطها المعادي للمنطقة بتمويل الإرهاب وعدم والتدخل في شئون مصر من خلال قناة الجزيرة والاعتذار عن الاخطاء التي وقعت فيها بحق الدولة العربية وخصوصاً مصر. يقول د. إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المبادرة التي اطلقتها السعودية تفهم علي مستويين خليجي وعربي.. أما علي المستوي الخليجي فهي تعيد العلاقات بين دول الخليج التي تأثرت سلباً في الفترة الماضية حيث قامت السعودية والامارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر بسبب موقفها المعادي لما جري في مصر بعد ثورة 30 يونيو وقد جاءت هذه المبادرة تمهيداً للقمة الخليجية التي سوف تعقد الشهر المقبل برئاسة قطر ولمدة عام ومن ثم فإنه كان لابد من تحقيق المصالحة ولم الشمل الخليجي ثم العربي. أكد بدر الدين ان رد مصر علي المبادرة ليس برفضها فمصر لا تحبذ أي انقسامات عربية حيث يتسم موقفها بالاعتدال والرغبة في لم الشم. باسل عادل عضو مجلس الشعب السابق أوضح أن مصلحة السعودية لم الشمل العربي نظراً لوجود مصالح بينها وبين قطر ووجود أكبر قاعدتين عسكريتين بهما وهما عضوان في مجلس التعاون الخليجي والمصالح السياسية والعسكرية تحتم وجود مثل هذه المصالحة. أكد ان استجابة مصر لهذه المصالحة هي استجابة للمملكة العربية السعودية وليس لقطر وتقديراً لدور السعودية وما قدمته من دعم لمصر خلال الفترة الماضية حي ان البيان المصري الذي صدر عقب الإعلان عن تلك المبادرة لم يتحدث عن قطر ولكن عن العلاقات مع السعودية والقبول بوساطتها. خاصة ان المنطقة العربية ملتهبة بالاحداث وتحاول تنظيمات إرهابية تدمير الدول لذلك يجب تحقيق الوفاق بشرط التطبيق الفعلي لهذه المبادرة. يؤكد د. صفوت العالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان مبادرة السعودية للم الشمل سوف تكون إيجابية لمصلحة العرب ولابد من احترام بيان الرئيس السيسي لتسوية الخلافات مع الدول العربية الأخري خاصة ان مصر لن تترد في تقديم أي مساعدة يحتاج إليها الاشقاء العرب. أضاف انه من الناحية الدبلوماسية فعلينا ان ننتظر رد الفعل القطري لان مصر تعرضت لهجوم من قطر وتدخل غير مقبول في شئونها الداخلية. أوضح د. العالم ان تحقيق المصالحة العربية يحد من المخاطر السياسية والادعاءات ويجب وضع معايير حتي لا تصدر أي اهانات بين الدول العربية لأن هذا لا يليق.. فنحن أشقاء عرب كلما تماسكنا أصبحنا يداً واحدة قوية في مواجهة أي عاصفة خارجية. زضاف انه لابد من التدخل فيما يصدر عن بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية مثل الجزيرة التي توجه اهانات وسباً وقذفاً في حق البلاد وان يكون هناك حلول عاجلة لمنع استمرار هذه المهزلة. أشار د. ناجي الشهابي "رئيس حزب الجيل" إلي ان مبادرة السعودية بخصوص لم الشمل مبادرة كريمة تسعي لحل المشاكل بين قطر والدول العربية وان مصر قابلت هذه المبادرة بالترحيب. أوضح الشهابي انه يجب علي قطر استغلال هذه المبادرة لتحسين علاقاتها بدول الخليج العربي ومصر. رغم ان قطر تزيد من تغلغل الإرهاب ومصر من ناحيتها تريد ان تقضي علي الإرهاب. أما المستشار بهجت الحسامي "المتحدث باسم حزب الوفد" فقال ان من بنود هذه المبادرة يجب ان تتضمن اعتذاراً من قطر لمصر والإعلان عن أهم بنود المبادرة السعودية خصوصاً ان قناة الجزيرة التابعة لقطر كانت تحرض الرأي العام ضد النظام الحاكم في مصر. يري شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الاحرار ان مصر هي شقيقة للمملكة العربية السعودية مشيراً إلي ان ردها علي المبادرة يليق بالاحترام للدولة. أكد وجيه ان قطر كانت تدعم الإرهاب من خلال قناة الجزيرة باستمرار وتأجيج الشعب ضد النظام الحاكم.