النادي الإسماعيلي هو أحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية.. برازيل العرب وأفريقيا.. وصاحب أول إنجاز أفريقي في تاريخ أنديتنا عندما توج بطلاً لكأس قارتنا السمراء عام 69 للأندية أبطال الدوري.. وعلي مدار تاريخ هذا النادي العملاق الحافل بالكثير من الإنجازات قدم للمنتخبات الوطنية وللكرة المصرية الكثير من النجوم أمثال جيل الأفذاذ العظيم رضا وشحتة وصولاً لحسني عبدربه.. إلخ.. وأصبح للاعبيه علي مختلف الأجيال سمات خاصة في الأداء والمهارات وكيفية توظيفها ليتوارثونها تسعد وتمتع كل من يشاهدهم ليلقب الإسماعيلي عن جدارة ببرازيل الكرة.. ويا ويل المنافس الذي ينصب له نجوم الدراويش السيرك الكروي.. ورغم تلك المكانة الكبيرة للنادي الإسماعيلي علي الخريطة الكروية غير إننا نجده دائماً يعيش مسلسلاً متصلاً من المشاكل ليس له نهاية ومعاناة بسبب الأزمة المالية الطاحنة التي تواجهه منذ سنوات وتجعله دائماً نادياً طارداً للنجوم وهنا تكمن المشكلة لأن النادي الإسماعيلي يفتقد الخبرات الإدارية القادرة علي تحقيق الاستقرار المالي والإداري.. ويستثني من ذلك جيل العثمانيين الذين عاش في عهدهم النادي عصره الذهبي.. وأمامنا اليوم مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمد أبوالسعود والذي علقت عليه الجماهير آمالاً عريضة للانطلاق بالنادي لآفاق أكثر رحابة واستقراراً خاصة أنه مجلس منتخب.. ولكن كانت المفاجأة أن النادي مازال يعيش دوامة المشاكل والأزمات علي كافة الأصعدة.. ومجلس الإدارة يقف حائراً غير قادر علي وضع الحلول الجذرية للوصول بالنادي لبر الأمان والاستقرار المنشود من خلال أفكار غير تقليدية ومشروعات استثمارية لتنمية موارده الذاتية تقوده للمكانة اللائقة ومنذ بداية الموسم نسمع عن تأخر مستحقات وعقود اللاعبين وأخطاء إدارية جسيمة تسببت في قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا باتخاذ قرار بخصم "6" نقاط من رصيده.. في واقعة تعد الأولي في تاريخ الأندية المصرية.. ومؤخراً سمعنا عن نية بعض اللاعبين إعلان التمرد وشركة النظافة تقوم بالحجز علي النادي بسبب 50 ألف جنيه مديونية علي النادي.. والسؤال الذي يفرض نفسه إلي متي ستظل قلعة الدراويش برازيل الكرة غارقة في بحر من المشاكل وتعاني من الارتباك والتراجع؟! ولماذا دائماً تعجز مجالس إداراته المتعاقبة عن الخروج من عنق الزجاجة التي سقط فيها منذ سنوات؟! ولماذا يقف المحافظون موقف المشاهدة تاركين واحداً من أهم وأعرق أندية مصر وأفريقيا يعاني المشاكل والأزمات المالية والتدهور الإداري ودائماً نجد كل محافظ يكتفي بالحلول المؤقتة والمسكنات التي لا تصنع البطولات بل تزيد أحياناً من جراح وآلام النادي.. ونصيحة لأبوالسعود مطلوب دعم ريكاردو المدرب البرازيلي القدير لتحقيق الاستقرار الفني للفريق الذي يمكنه من تصحيح أوضاعه ونتائجه.. حتي لا تنهار المنظومة بأكملها.