أزمة حقيقية وحياة غير آدمية يعيشها أهالي منطقة مطار امبابة فالمساكن عبارة عن عشش والقمامة عنوان المكان والكلاب الضالة صاحبت الأهالي وكأنهم يعيشون في القرون الوسطي والمسئولون "ودن من طين وأخري من عجين". أكد الأهالي ل "المساء" ان حياتهم غير آدمية والمنطقة عبارة عن مقلب قمامة وكأنه بعيد كل البعد عن عيون المسئولين والحشرات والأمراض والأوبئة في كل مكان. طالب الأهالي الحكومة بالنظر إليهم نظرة آدمية والاهتمام بهم بدلاً من القبور التي يعيشون فيها. "الغريب" أنه عندما توجهت "المساء" لرئيس حي شمال الجيزة لسؤاله عن عمليات التطوير فلم تجده بالمكتب ولا نائبه وعندما توجهت لسكرتيرة رئيس الحي اتصلت برئيس الحي الذي أكد لها أنه لا يعلم شيئاً عن عمليات التطوير وتوسعة الشوارع. توجهت "المساء" لمنطقة مطار إمبابة ورصدت المأساة التي يعانيها علي الطبيعة فالقمامة تملأ الشوارع والحجارة والأتربة تعرقل المارة. والعشش القديمة التي يقطنها السكان تكاد تكون مندفنة تحت التراب. وجدرانها مشققة وآيلة للسقوط والحيوانات الضالة من كلاب وقطط تتجول في الأزقة.. ناهيك عن الحشرات والميكروبات والروائح المنبعثة والتي تهدد حياة السكان ولم نجد أي معالم للتطوير. أكد سكان عطفات المطار ل "المساء" أنهم يحلمون بأن يفي المسئولون بوعودهم ويهتمون بالمنطقة في أسرع وقت ويمنحوهم مساكن بديلة عن عششهم التي أصبحت أشبه بالخرابات. شكا صلاح محمد عبدالله وطه محمد عبدالعال وربيع حسنين.. حالهم.. مؤكدين أن جدران عششهم بعطفة أبوالعلا بالمطار تتساقط والأسقف متهالكة وقد شوهتها الشروخ وقطنتها الحشرات الطائرة والزاحفة. أضافوا أنهم يحلمون بمساكن تصلح للاستخدام الآدمي بدلاً من العشش مشيرين الي أنهم سعداء بتصريحات وزير الاسكان بنقلهم لمساكن بديلة مطالبين بتوفير هذه المساكن في نفس المنطقة لأن عملهم قريب منها واذا نقلوا إلي مناطق بعيدة فلن يستطيعوا تحمل مصاريف المواصلات والذهاب لأعمالهم نظراً لضآلة رواتبهم وخلال حديث "المساء" مع السكان فوجئت بسيدة عجوز تدعي نادية حنفي.. حيث طلت من شرفتها وصرخت قائلة: أشعر بالرعب بسبب سقوط سقف الحجرة علينا باستمرار وقد تشققت الجدران والمباني آيلة للسقوط. وخلال تجول "المساء" بالمنطقة شاهدت الأطفال البسطاء يلعبون أمام عششهم ولما علموا باحتمالية نقلهم لمساكن جديدة تفاوتت ردود أفعالهم المدهشة حيث تعالت صيحات الفرح عند بعضهم متسائلين "يعني بجد هنعيش في بيوت حلوة؟" بينما استعجب أحدهم قائلاً: "كل سنة بييجي ناس ويصوروا البيوت القديمة ويوعدونا ببيوت حلوة وما شفناش منهم حاجة.