أكد د. ياسر حسن الخبير البيئي ورئيس شعبة تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث ان السحابة السوداء عبارة عن طبقة سميكة من الأدخنة الضارة الناتجة عن احتراق قش الأرز وتظل لعدة أيام عالقة بالغلاف الجوي في القاهرة والمحافظات. أضاف ان ظهور السحابة السوداء في مثل هذه الأيام من كل عام ومع بداية فصل الخريف سببه أن سرعة الريح في هذه الفترة تصل أحيانا إلي "الصفر" وبالتالي تتراكم الملوثات بصورة كبيرة جدا. أشار د. ياسر إلي أن الأدخنة التي تنتج عن حرق قش الأرز تتكون من أتربة ومواد كربونية وتعتبر من أخطر الملوثات التي تدخل علي الرئة والجهاز التنفسي مباشرة وتتسبب في أمراض سرطان الرئة.. منوها إلي أن هذه الأذخنة ينتج عها أيضا أول أكسيد الكربون وهو غاز له قدرة عجيبة عند اتحاده بالدم مباشرة ويفوق قدرة الأكسجين200 مرة في انتاج بعض الغازات الأخري العضوية المسرطنة وتسبب أزمات خطيرة للجهاز التنفسي تصل إلي حد الوفاة. يوضح رئيس شعبة تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث ان المزارعين ينتجون في العام حوالي 30 مليون طن من المخلفات وحرقها يتسبب في 40% من تلوث الهواء في فصل الخريف. نوه د. ياسر إلي وجود ثلاثة عوامل تتسبب في تلوث الغلاف الجوي وتؤثر علي الصحة العامة للمواطنين وأول هذه العوامل أو الأسباب التلوث الناتج عن وسائل المواصلات وهو يمثل حوالي 40% وللأسف يرتفع فيه التلوث عن الحد المسموح به عالميا حسب القانون المصري رقم "4" لسنة 1994 وأيضا القوانين الدولية. أضاف ان السبب في ذلك هو عدم استخدام التكنولوجيا الحديثا للتحكم في خروج الملوثات إلي الهواء وبالتالي يتأثر المواطن ولهذا فهذا التلوث ناتج لسوء حالة المركبات التي تعاني من التدهور وعدم التطوير بشكل دوري وأهمها العوادم التي تنتج عن الاحتراق نتيجة لسوء حالة المحركات. أما العامل الثاني للتلوث كما يقول د. ياسر حسن فهو الناتج عن التخلص من القمامة وحرقها بطرق تشكل خطورة علي الصحة العامة لأن القمامة في العادة تحتوي علي مواد عضوية "بقايا طعام" وبلاستيك وعند احتراقها تتسبب في صعود أدخنة سامة تساعد في انتشار الأمراض الصدرية وسرطان الرئة خاصة احتراق المواد البلاستيكية. أضاف: ان العامل الثالث للتلوث هو الأتربة الناتجة عن مصانع الأسمنت في منطقة حلوان وطرة التي تعتبر منطقة موبوءة بالعوادم لوجود ثلاثة مصانع ينتج عنها كميات كبيرة من الأدخنة والملوثات التي تؤثر علي صحة المواطنين. أشار د. ياسر إلي أن وزارتي البيئة والزراعة قامتا بجهود كبيرة للحد من هذه الظاهرة "حرق قش الأرز" عن طريق إنشاء عدة مصانع صغيرة لكبس قش الأرز للاستفادة منه في تويد الطاقة وصناعة الطوب والورق.. كما يمكن أيضا أن يستخدم كعلف للمواشي أو للتصدير وهذا لا يشكل أية أعباء علي مزارعي الأرز منوها إلي أهمية توعية المزارعين والفلاحين بالضرر الناتج عن الأدخنة التي تنجم عن حرق قش الأرز. طالب د. ياسر بتدوير القمامة والاستفادة منها وتطبيق تجارب دول شرق آسيا وعلي رأسها الصين في معالجة المواد العضوية ومخلفات المصانع واستخراج الغاز الحيوي الذي يستخدم كمصدر للطاقة. أضاف ان المركز يقوم بأحد التجارب للاستفادة من قش الأرز بعد إضافة "البوليمرات المضغوطة" في بناء بيت كامل بمدينة 6 أكتوبر وعند استكمال البحث سوف يتم تعميم التجربة علي معظم المنازل.