هل استعذبت المرأة العربية دور الضحية المقهورة؟ هل استكانت لوجود ثلة من الرجال يحاربون لها ليعيدوا إليها حقها المزعوم سلبه؟! لقد أصبحت المرأة قعيدة فكرتها تلك.. حتي انها لا تحرك المياه الراكدة حولها إلا بعصاة رجل علي الأغلب وليس الأعم.. وتنهال الاتهامات فمن يزعم انها تدفع ما تدفعه إلا الابداع!! وهناك قلة تكتب ولا تجهر إلا من بين سنابك رجل خوفاً من الحروب المزعومة.. ومن تفرغن لبث الكراهية والحقد علي من تحققن بجهد وتعب لسنوات. تحلم قليلة الموهبة التي تفعل أي شيء للتواجد ولو من خلال الحروب المفتعلة وتضيع المرأة المبدعة الحقيقية خلف أوهام وصراعات تبدأ باضطهاد المرأة للمرأة أولاً.. هذا يحدث فقط في وطننا العربي المستكين لفكرة الذكورة والأنوثة لا الابداع والفكر.. فأسماء عربية ومحلية كبيرة تحطمت علي صخور التشكيك والحقد.. فهل هذا ما جعل المبدعة العربية تغيب عن ساحة الجوائز العالمية ونوبل تحديداً أم أنه الكسل والخوف من الحلم والركون إلي الواقع القاصر.. والأحلام مشروعة ومطلوبة فيها بدأ إعمارالكون فهل تفيق المبدعة التي بخلت في أن تضع رأياً واضحاً وصريحاً حتي في أدق مشكلاتها مكتفية بأن سيد الكون سيدافع عنها بعد ما يفرغ من دفاعه عن نفسه!! المبدعات العربيات الموجودات اللاتي يكتبن بعبقرية؟! هل يتعاملن مع أنفسهن علي انهن إنسان كامل لا قطعة من ضلع أعوج.. نحتاج لوقت ونحتاج لجرأة فقد طرحت الموضوع علي عشرات المبدعات وعجزن عن الاجابة.. ومؤكد هن لسن كل المبدعات ولكنهن نموذج.. يدلل علي السؤال الذي سنطرحه.. لماذا تغيب المبدعة العربية عن مشهد الجوائز الدولية خاصة نوبل.. إلا ثلة قليلة تأتي علي استحياء وربما لأسباب سياسية جئن.. يقول: شعبان يوسف: أعتقد أن هذا غير دقيق تماما. لأن الكاتبة الجزائرية آسيا جبار كانت مرشحة لنوبل لعدة أعوام ومنها هذا العام أيضا. وأعرف ان نوال السعداوي كانت موجودة علي القوائم. وهي حصلت بالفعل علي جوائز عالمية كثيرة لا تصل لمسامعنا. لأن إعلامنا منحاز وقاصر كذلك. هناك الكاتبة مي التلمساني كذلك حصلت علي جائزة إسبانيا عن رواية السيرة الذاتية. وترجمت الرواية إلي سبع لغات آنذاك وهي رواية "شهرزاد". وإذا اعتبرنا جائزة البوكر العربية تتسم بالعالمية فالكاتبة منصورة عز الدين استطاعت أن تكون مرشحة لها. وفازت بوجودها في القائمة القصيرة. وهناك جوائز في الموسيقي نالتها علي مستوي العالم الدكتورة منال محيي الدين والدكتورة إيناس عبدالدايم. وربما لا يكون هذا كافياً. وهذا للموقف الرجعي الذي مازال يهيمن علي بعض الدوائر الحكومية والمؤسسية التي تقوم بالترشيح. فكل هذه الجوائز التي ترشحت لها سيدات خارج الإطار الرسمي والمؤسسي. لأن كثيرا من مؤسساتنا الثقافية التي ترشح يهيمن عليها إما رجال رجعيون. ويتمتعون دوماً بالقيم الدينية وكأنها تتعارض مع التقدم الحادث في العالم. ولا ننسي ان الكاتبة أهداف سويف كانت علي قوائم جائزة البوكر العالممية وبالطبع هذا غير كاف ولهذا هن غير ظاهرات ولم تصل إحداهن للحصول عليها. جائزة عالمية منار فتح الباب: جائزة نوبل الأكثر شهرة بين الجوائز جائزة متحيزة جنسياً وجغرافياً بالفعل. وأري ان هذا ينطبق علي الجوائز الأخري ومن بينها بوكر. فقد منحت المرأة 5% فقط من حوالي 500 من جوائز نوبل. وهذا بسبب التحيز. وحصلت المرأة علي 46 جائزة فقط من بين 967 جائزة مرموقة تم توزيعها منذ عام .1901 بدءاً من ماري كوري وقد حصل زوجها علي الجائزة أيضا وحصلت هي علي الجائزة في الفيزياء والكيمياء مرتين. كذلك هناك تحيز للغرب أيضاً. وقد لوحظ ان المرأة أقرب إلي الفوز بجائزة نوبل في مجالي السلام والأدب. ولو اننا فهمنا أسباب العنصرية الجغرافية لا نفهم أسباب التحيز ضد المرأة خاصة العربية. فهناك أسماء كثيرة تستحق ولعل من بين الأسباب عدم وصول انجازاتنا إلي الغرب.. وأتساءل متي يكون لدينا جائزة عربية بقيمة نوبل؟ ان بعض دولنا العربية مثل الإمارات تحاول النهوض في هذا المجال.. كما في جائزة الشيخ زايد لكننا نطمح إلي العالمية أكثر دون شك.. وشريطة أن يكون الابداع هو الفيصل لا السياسة. صلاح معاطي: بالرغم من ان أدبنا العربي حافل بالمبدعات اللاتي تركن بصمات واضحة وعلامات مضيئة في عالم الأدب والابداع أذكر منهن علي سبيل المثال لا الحصر مي زيادة. عائشة عبدالرحمن "بنت الشاطئ". جاذبية صدقي. وغيرهن الكثيرات.. حتي نصل إلي العصر الحديث الذي حفل بكاتبات كان لهن دور كبير في تطور الرواية العربية الحديثة وشاعرات قدمن رؤي شعرية جديدة وليس في الأدب فحسب بل في العلوم أيضا ومع ذلك لا نجد كاتبة أو عالمة حصلت علي جائزة عالمية.. وقد حدثتني في ذلك كاتبتنا الكبيرة الراحلة جاذبية صدقي من خلال حديث إذاعي معها انها تشعر بالألم من غياب المبدعات العربيات عن الجوائز العالمية. أليس في ذلك إجحاف لدور المرأة العربية المبدعة المحملة أساساً بمشاكل الحياة اليومية ومع ذلك تتصدي لها وتقوم بدورها كمبدعة بل وكثيراً ما تتفوق علي الرجال "المبدعين" لذلك أقترح إنشاء جائزة عربية للمبدعات تأكيداً لدورهن الابداعي. وكأن هذه الجائزة بمثابة صرخة في وجه الهيئات العالمية مانحة الجوائز لتجاهلهم المبدعات العربيات. انتصار عبدالمنعم: ترسخ الاعتقاد فينا ان الفوز بجائزة نوبل هو نهاية مطاف الأحلام وقمتها التي ليس بعدها قمة. ولكن إن كان الفوز بنوبل هو حلم لأدباء العالم أجمع. إلا انه. وهو مجرد حلم. بالنسبة للمرأة الكاتبة من رابع المستحيلات لو كانت تنتمي إلي عالمنا العربي الذي يفرض حجاب العقل علي المرأة قبل أن يفرضه علي وجهها. ولا يعترف بوجودها إلا لو كانت جسداً علي محفة. في الغرب الذي يختار الفائزين بنوبل. لا يعرفون سوي الكاتبات اللواتي عشن في الغرب أو اللواتي كتبت بلغته مثل آسيا الجبار التي تردد اسمها من ضمن المرشحات للفوز منذ عدة سنوات. وإذا بحثنا عن اسم مصري بعد نجيب محفوظ فلن نجد جهة أو شخصية واحدة طرحت اسماً واحداً لكاتبة مصرية. وربما نتجاوز حد الحلم إلي حافة الخرافة أن ننتظرمن مؤسسة ثقافية مصرية ما مثل وزارة الثقافة مثلاً أو اتحاد الكتاب. أن تأخد علي عاتقها مهمة تقديم أعمال كاتبة بحجم "رضوي عاشور" إلي العالم لتكون صوتنا المصري والعربي في المنافسة علي نوبل وبجدارة. ومن المثير للسخرية. اننا نناقش تهميش أعمال المرأة قياساً بأعمال الرجل. في الوقت الذي تعلو فيه أصوات الموتورين مهاجمين ومسفهين وجود الكاتبة نفسها في الحياة الأدبية.. الحالمون وأنا منهم . نقفز علي الواقع الذي يهمش المرأة الكاتبة خارج جوائز الدولة في الداخل ويحصرها في جيل بعينه وطابور من أسماء الرجال المنتظرين نصيبهم من إرث الثقافة. ونتمسك بالأمل انه لربما في النهاية تبقي شيء يمنحونه علي الهامش للمرأة الكاتبة في الداخل معترفين بأعمالها كي يكون لها نصيب في المنافسة العالمية. جائزة الديناميت كمال العيادي القيرواني منذ أعلن عن اسم الفائز بأول جائزة نوبل للآداب سنة "1901" وحتي الآن. أي خلال مائة وثلاثة عشر مرة. حُجبت فيها سبع مرات خلال سنة "1914" بسبب انشغال العسكريين بالحرب العالمية الأولي وكذلك خلال السنوات الأربع "1940. وحتي 1944". وإشتعال الحرب العالمية الثانية. لم تُمنح جائزة نوبل للآداب. إلا مرات معدودة للكاتبات. وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الكتاب من الذكور. تحصلوا عليها "93" مرة. مقابل "13" مرة فقط. ومن ضمن هؤلاء المحظوظات. الثلاثة عشر نجد ان إحدي عشرة منهن من جنسيات مختلفة وكلها من أصول يهودية! فأولاهن هي "سلمي لاجيرلوف السويدية". التي غدت بعد خمس سنوات فقط من حصولها علي نوبل للآداب. عضوة قارة في الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة ثم "جراتسيا ديليدا". وأما الثالثة فهي "سيجريد أوندست النرويجية" ثم "بيرل بك الأمريكية". وأما الخامسة "غابرييلا ميسترال التشيلية" ثم "الألمانية نيللي ساخس". ثم "نادين جورديميرالجنوب افريقية.البيضاء". الثامنة هي "توني موريسون من الولاياتالمتحدةالأمريكية" ثم "فيسلافا شيمبورسكا البولندية". "ألفريدي يلينيك من النمسا" ثم "دوريس ليسنغ من بريطانيا" ثم "الألمانية هيرتا موللر" والأخيرة هي القاصة الكندية "أليس مونرو" ومن المؤكد ان السبب لا علاقة له بقلة عدد المبدعات. فقد أثبتت الإحصائيات أن المدونة الإبداعية. تعج بأسماء المبدعات وتضم كل سنة ما لا يقل عن مائة كاتبة عالمية تستحق الجائزة. لكن لا يترشح منهن سوي ثلاثة أو أربعة أسماء. وهذا وحده يبعث علي التساؤل والحيرة؟!! أعتقد ان جائزة نوبل للآداب. ككل الجوائز غير البريئة. تُمنح في أغلب الحالات لشبكة معقدة من الحسابات المصلحية والعرقية ومنذ بدايتها. موضع اتهام وشك في نزاهتها. ومادام الصراع مازال قائماً بين الأنوثة والذكورة. فستظل المرأة تكابد للحصول علي نسبة عادلة. من حصة الرجل.. ليس النصف كما هو معمول به في أغلب الحضارات. ولكن لنقل الربع.. نعم. المرأة تكتفي منكم حالياً بنسبة الربع يا ساداتي أعضاء لجنة الإشراف علي جائزة الديناميت. جائزة نوبل..