جاء الفوز الغالي الذي حققه منتخب الفراعنة علي بتسوانا في عقر داره بهدفين للنجمين الكبيرين محمد صلاح ومحمد النني ليجدد الأمل ويعيد الروح لفريقنا الوطني والقدرة في امكانية تحقيق معجزة الصعود لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بالمغرب. وذلك بعد فترة عناء وانكسار في ضربة البداية للتصفيات عندما خسر الفراعنة مباراتين متتاليتين أمام السنغال وتونس.. ولكن الحياة علمتنا أن الانتصارات تولد من الانكسارات.. لأن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة شوقي غريب استفاد من الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها باختيار اللاعبين الأكثر جاهزية فنياً وبدنياً وذهنياً بعيداً عن المجاملات والاسماء الرنانة.. وحرص علي وضع التشكيل المناسب القادر علي استعادة هيبة وسمعة الكرة المصرية.. وصحيح أن المنافس كان مستسلماً وفارق الخبرة كان واضحاً.. ولكن يجب أن نعلم مثل تلك الفرق الصغيرة في قارتنا السمراء كانت سبباً مباشراً في كارثة فشل منتخبنا في الوصول لنهائيات أمم أفريقيا عامي 2012 و2013 عندما خسرنا أمام كل من النيجر وأفريقيا الوسطي ولذلك يحسب للاعبينا أنهم احترموا منتخب بتسوانا ولعبوا بتركيز شديد وهدوء مشوب ببعض التوتر في البدايات بسبب ظروف الفريق في التصفيات التي وضعته في مؤخرة المجموعة. ولكن مع مرور الوقت أثبت منتخب الفراعنة بترابط خطوطه وأدائه السهل وحسن تحركات لاعبيه في الملعب دفاعاً وهجوماً امتلاكه تماماً لزمام المباراة.. وكان ثلاثي الوسط بقيادة الرائع إبراهيم صلاح ومعه المتألق عمرو السولية ومحمد النني الموهوب وأمامهما الفنان محمد صلاح والساحر وليد سليمان كلمة السر في هذا الفوز الذي أعاد اكتشاف منتخب الفراعنة وتوظيف لاعبيه بالشكل المناسب الذي كشف أيضا عن عودة الصلابة وحسن التنظيم الرباعي للدفاع بقيادة النجم الصاعد بقوة سعد سمير ومعه النجوم الثلاثة الكبار الجوكر أحمد فتحي والشجيع محمد عبدالشافي والفدائي محمد نجيب ومن ورائهم كان أحمد الشناوي الحارس الموهوب عملاقاً ولابد أن نتفق أن عمرو جمال رأس الحربة كان أقل اللاعبين إنتاجاً وخطورة علي مرمي بتسوانا الذي وضح أنه سيكون محطة عبور الفراعنة للنقطة السادسة في مباراة العودة بعد غد بشرط أن يتحلي منتخبنا بسلاح التركيز والهدوء في التعامل مع الكرة والفرص المتاحة سواء من خلال الثابتة أو المتحركة أو التسديد البعيد علي المرمي الذي سجل منه النجمان النني ومحمد صلاح وهما من نجوم المقاولون العرب السابقين اللذين اكتشفهما حمدي نوح أحد علامات الكرة المصرية ومدير قطاع الناشئين حالياً بالمقاولون.. وحسناً فعل اتحاد كرة القدم برئاسة جمال علام والنائب المهندس حسن فريد المشرف العام علي المنتخب عندما طالبوا اللاعبين وجهازهم الفني بعدم الإفراط في الفرحة ولديهما كل الحق لأن الهدف لم يتحقق بعد.. فالمطلوب من لاعبينا تحقيق الفوز فيما تبقي من مباريات حتي تكون مبادرة التأهل بين أيدينا دون الدخول في حسبة أو نترك مصير حلمنا رهناً بنتائج الآخرين.. ولابد أن يتذكر شوقي ولاعبوه ان المواجهتين أمام كل من السنغال وتونس ستكونان مختلفتين تماماً لفارق الامكانيات. فالفريقان غاية في القوة وحسن التنظيم والنظام في الملعب ويمتلكان الخبرة والمهارات والمواهب التي قادتهما للفوز علينا. وبالتالي التعامل مع المباراتين يحتاج لكتيبة من اللاعبين المقاتلين.. فالكرة لا تعرف المستحيل ونستطيع أن نحقق معجزة التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2015 بالفوز علي السنغال في قاهرة المعز وعلي الفريق التونسي الشقيق في عقر داره وانطلاقاً من حلم التأهل مازال قائماً بشرط أن نسير علي نفس درب التألق أمام بتسوانا وأن نثق في قدراتنا علي استعادة مكانة الفراعنة علي خريطة الكرة الأفريقية ليس فقط بالصعود للنهائيات ولكن بالمنافسة والفوز بكأس الأمم.. فهذا هو حلم ملايين المصريين الذين ينتظرونه من منتخب الفراعنة في ثوبه الجديد.