لم يكن ليوم الجمعة هذه المرة أي مغزي سياسي ومنعت امتحانات الثانوية العامة التي بدأت اليوم الكثير من الشباب من النزول إلي ميدان التحرير لذلك فإن الباعة الجائلين سيطروا علي المشهد العام في الميدان هذه الجمعة التي تحولت إلي جمعة الباعة الجائلين. العشرات فقط تجمعوا في الميدان بعضهم رفع لافتات تقول إنها جمعة تكريم الشهداء انضم إليهم عدد من المعتصمين أمام ماسبيرو الذين انتقلوا إلي الميدان وذلك رغم الارتفاع الشديد في درجة الحرارة. شيد المعتصمون مسرحاً خشبياً وضعوا عليه مكبرات صوت لدعوة المارة للانضمام إليهم في الاعتصام المفتوح الذي بدأ منذ 6 أيام ولبعض أهالي مدينتي النهضة والسلام للمطالبة بوحدات سكنية. في الوقت نفسه تواجد عشرات المواطنين بالميدان للاحتفال بشهداء الثورة مجهولي الهوية الذين شيعت جثامينهم أول أمس. رفض المتظاهرون بالميدان قرار رئيس الوزراء بالموافقة علي إنشاء مدينة زويل العلمية مطالبين بتوفير ميزانيتها لبناء وحدات سكنية جديدة لمحدودي الدخل. كما طالب المتظاهرون بسرعة محاكمة رؤوس الفساد من النظام البائد ومحاكمتهم محاكمة عسكرية علنية بميدان التحرير حتي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بكرامة المصريين رافعين لافتات مكتوب عليها "أنا مواطن مصري.. أنا مش بلطجي ولا مجرم.. عايز أعيش أنا وعيالي بين أربع حيطان". وفي الوقت الذي حرص فيه قلة من المارة علي الوقوف لسماع ما يطالب به المتظاهرون مما أدي إلي بطء حركة المرور استمر انتشار الباعة الجائلين في جميع أرجاء الميدان الذي تحول إلي سوق مفتوح. كانت "المساء" قد نشرت في عددها الصادر الخميس الماضي موضوعاً تحت عنوان "جمعة بلا مليونية.. والبركة في الثانوية" حتي يسود الهدوء والاستقرار كل بيت مصري لأداء الامتحانات.