أخلت قوات من الشرطة العسكرية مدعومة بالعربات المدرعة ميدان التحرير أمس من المعتصمين والاشغالات لإعادة الحركة والحياة الطبيعية للميدان، بعد أربعة من تعطل حركة المرور نتيجة اعتصام المئات بعد المظاهرة الحاشدة في جمعة "المحاكمة والتطهير". وألقت أفراد الشرطة العسكرية القبض على عدد كبير من البلطجية، والخارجين على القانون، ورفعت أوناش تابعة للجيش سيارات تابعة للقوات المسلحة كانت قد أحرقت خلال أحداث السبت الماضي، وسط صيحات وتهليل وتكبير وتصفيق من جموع المواطنين المارين والمتواجدين بالميدان فرحين بالعمل على إزالة التعديات والعوائق التي تعيق الحياة بالميدان، هاتفين: "الجيش والشعب يد واحدة". وأحاط أفراد القوات المسلحة قلب ميدان التحرير وعملوا على إخلائه من الباعة الجائلين ومفترشي الأرض. وسمح ذلك بإعادة حركة سير السيارات داخل الميدان إلى طبيعتها بعد عصر الثلاثاء إثر قيام مواطنين بإزالة العوائق الموجودة بداخله من أسلاك شائكة ومصدات حديدية. وتمكن مواطنون من التصدى للمتواجدين داخل ميدان التحرير والرافضين لإزالة الحواجز، وقاموا بازالة العوائق، حتى قامت السيارات بالمرور بالدخول من وإلى ميدان التحرير، وسط تصفيق وصيحات كبيرة من جموع المواطنين الواقفين فى الطرقات. وكان بعض الشباب وضعوا الحواجز داخل الميدان عقب مليونية الجمعة وأحداث صباح يوم السبت الماضي التي أسفرت عن مقتل مواطن وإصابة العشرات، لكن شباب ثورة 25 يناير أعلن عدم صلتهم بالمتواجدين بالميدان. وقام المواطنون بإزالة جميع الحواجز الموجودة بشارعي قصر النيل والقصر العينى وفي مواجهة الجامعة العربية لتعود حركة المرور داخل الميدان إلى طبيعتها نوعا ما. وأمام المتحف المصرى، قامت مجموعات كبيرة من المواطنين فى مشهد رائع بزحزحة سيارة نقل بمقطورة إلى أن قام لودر بسحب السيارة إلى خارج الميدان كانت تقف بعرض الطريق لفتح المرور أمام السيارات أمام المتحف المصرى وسط هتافات الجميع (تحيا تحيا مصر / الله أكبر الله أكبر). كما حمل المواطنون رجال الشرطة المتواجدين أمام المتحف المصرى مرددين (الشعب والشرطة أيد واحدة)، وطالبوهم بالعودة إلى الشارع المصرى بوجه عام وميدان التحرير بوجه خاص. وفى الوقت نفسه شهد ميدان التحرير اشتباكات بين المعتصمين والمعارضين للاعتصام والتي أسفرت عن وقوع بعض المصابين نتيجة للتراشق بالحجارة، ونقلت سيارات الإسعاف المصابين من دخل الميدان إلى المستشفيات. واتهم المعتصمون الجهة المعارضة للاعتصام بالعمالة للنظام السابق وحصولهم على مبالغ مالية منهم لفض الاعتصام وإعادة فتح الميدان مرة أخرى. كما شهد الميدان فى جزء منه مسيرة ضمت حوالى 300 مواطن، طالبوا فيها باخلاء الميدان بشكل فورى، مرددين "الشعب يريد إخلاء الميدان". وبدأ رجال المرور في العودة إلى عملهم بشكل تدريجي إلى الميدان وتواجدوا أمام المتحف المصري لتنظيم حركة سير السيارات.