بمساعدة من شباب الثورة .. عادت الحياة إلى طبيعتها عصر اليوم في ميدان التحرير بعد أن شغله عدد من المعتصمين طيلة الأيام الثلاثة الماضية .. وكانت جمعة التطهير الماضية قد دعت إلى الإسراع فى محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق حسنى مبارك حيث دعا الشيخ صفوت حجازى الشباب إلى عودة الإعتصام مجدداً فى خطبة الجمعة التى ألقاها وهو ما أثار حفيظة واستياء عدد كبير من المتظاهرين بالمليونية لكن أصر عدد قليل على البقاء فى الميدان وإغلاقه بدعوى " بعث الثورة من جديد " ثم كانت أحداث السبت الماضى التى راح ضحيتها شاب وأصيب فيها عدد من المعتصمين ، وقد عززت هذه الحادثة من إصرار المعتصمين على البقاء رغم القانون الذى ينص على تجريم التظاهر والاعتصامات . وظهر اليوم وقعت اشتباكات وتراشق بالطوب والحجارة بين المعتصمين والمارة ، حيث رأى الكثيرون أن عودة الاعتصام وإغلاق الميدان لم تعد ذات ضرورة خاصة بعد أن تم حبس رموز النظام ومثول مبارك لجهات التحقيق.. وقد أحضر الشباب الذين فضوا اعتصام الميدان - تحت إشراف القوات المسلحة والشرطة - بلدوزر ضخم من شركة المقاولون العرب وقادوه لرفع الأسلاك الشائكة ورفع حطام سيارة الجيش التى تعرضت للتدمير فى أحداث السبت الماضي ، وعلى الفور تم فتح الميدان وعادت الحركة إليه وسط مسيرات حاشدة تنادى بالتمسك بثقة الشعب فى قواته المسلحة . ومن ناحية أخرى .. قام الشباب أيضاً برفع الخيام المنصوبة فى الميدان وتحطيم مقر قيادة الاعتصام وما كان به من سماعات ومكبرات صوت ضخمة وأجبروا من كان بالميدان على الرحيل فورا مرددين" شعار الشعب يريد تطهير الميدان" ثم حضرت قوة كبيرة من القوات المسلحة وقامت بتطويق المنطقة الدائرية التى تتوسط الميدان ثم عاد مشهد الدبابات والمدرعات إلى الميدان من جديد وسط زفة شعبية حاشدة. معروف إنه كان وراء الاعتصام أسباب أخرى .. حيث سألنا أحمد عبد الحكيم أحد الشباب الذين كانوا ضمن المعتصمين عن سر الإصرار على البقاء بالميدان فقال: هناك التفاف على الثورة بعد الإعلان عن بقاء الحزب الوطنى ودخول طلعت السادات لوراثة الحزب وهو شخصية ذات ثقل وبالتالى سيحشد حوله الانصار والأتباع ويعود الحزب من جديد بنفس فكره القديم ، كما أن قانون الأحزاب لا يمنح تسهيلات كافية لإنشاء أحزاب وبالتالى ستنحصر الحياة السياسية فى الإخوان والحزب الوطنى وتعود ريما لعادتها القديمة ، وكانت هناك عدة مطالب وهى التحقيق فى موقعة فجر السبت والإسراع فى محاكمة العادلى ومبارك وقاتلى شهداء الثورة وتشكيل مجلس رئاسى لإدارة الفترة الإنتقالية واسترداد أموال مصر المنهوبة وعلى النائب العام اتخاذ إجرات سريعة فى سرعة ملاحقة الفساد.. وقد عبرت القوات المسلحة من خلال بيان لها عن شكرها العميق لمساهمة شباب الثورة فى فتح الميدان أمام المارة والسيارات .