مع نهاية جمعة الغضب بدأ شباب حركة 6 أبريل التجول علي المتظاهرين في ميدان التحرير لمعرفة رغبتهم في البقاء في الميدان أو إخلائه، ودخلوا في نقاشات طويلة مع بعضهم البعض، فهناك من يؤيد الإعتصام وهناك من ينادي بإخلاء الميدان. كتب وصور: محمد فتحي هاجر إسماعيل الذين طالبوا بالإعتصام كانت حجتهم أنهم سيظلون في الميدان حتى تتحق المطالب التي حددوها منذ بداية اليوم، أما الرافضين للإعتصام فقرروا ترك الميدان وإعطاء الحكومة مهلة حتى الجمعة القادمة لتحقيق مطالبهم، وتأجيل الدخول في إعتصام مفتوح إلي الجمعة القادمة إن لم تتم الإستجابة لمطالب الثوار مثل حل المجالس المحلية وتغيير القيادات الجامعية وإقالة الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء والبدء في المحاكمة الفعلية لرموز النظام السابق. وقد أكد عدد كبير من الثوار في الميدان أن الإعتصام الذي سوف يتم الدعوة إليه يوم الجمعة القادمة، لا يجب أن يقل عدد المعتصمين في الميدان عن 10 آلاف متظاهر حتي لا يكونوا قلة أو يحاصرهم البلطجية، وأن يمثلوا صوت ثوار يناير بجميع طوائفهم. بعد ذلك تفرغ المتظاهرين إلي حلقات الشعر الموجودة في الميدان وأقام عدد من الشباب جلسة للأغاني الوطنية واستمرت المناقاات حول الشكل الأفضل للدولة المصرية في المستقبل وأداء الحكومة وقرارات المجلس العسكري والرسائل التي يوجهها إلي الشعب المصري وقام عدد كبير من الشباب بتنظيف ميدان التحرير كعادتهم بعد كل مظاهرة وتولت حركة 6 أبريل تأمين مداخل ومخارج الميدان من أي محاولة من البلطجية وبالفعل تم القبض علي خمس لصوص وبلطجي وحبسهم في أحد أكشاك الشرطة العسكرية لحين تسليمهم ألي الجيش أو الشرطة. وجاءت هذه النقاشات في الوقت الذي أوقفت كل المنصات التي أقيمت في ميدان التحرير عملها في تمام الساعة السادسة مساء مطالبين المجلس العسكري بالإلتزام بطلبات الثوار مثلما إلتزموا هم بمواعيد التظاهر وطلبوا من المتظاهرين إخلاء الميدان والسماح للسيارات بالدخول إليه وبالفعل ظهر عدد من رجال المرور الذين بدأوا في السماح للسيارات بالدخول من شارع قصر العيني إلي الميدان ومنه إلي شارع طلعت حرب بينما شهد مدخل الميدان من ناحية ميدان طلعت حرب مشادات كبيرة بين المتظاهرين الذين رأوا أنه من الضروري الحفاظ علي الميدان مغلقا لأنهم قرروا الاعتصام وبين المتظاهرين الأخرين الذين حاولوا فتح مدخل الميدان أمام السيارات إلتزاما منهم بقرار عدم الإعتصام هذه الجمعة وبعد مشادات عنيفة توصلوا لإتفاق وهو إغلاق الميدان من الساعه الثانية عشر مساء لتأمين وجودهم في الميدان وعادت الحياة إلي طبيعتها في ميدان التحرير وانتشر الباعة الجائلين في كل أرجاء الميدان خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة فإن 20 شخص تعرضوا لحالات اغماء وضربات شمس نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتي لم تمنع الآلاف من التعبير عن رأيهم في جمعة الغضب الثانية. ولكن معظم محلات شارع قصر النيل وطلعت حرب أغلقت أبوابها في وقت مبكر خوفا من محاولة البلطيجة إقتحام الميدان خاصة مع إصرار بعض الشباب المستقل غير المسيس البقاء في الميدان لأن شباب الحركات السياسية المنظمة بداية من حركة العدالة والحرية التي تضم عدد كبير من شباب الإشتراكي الثوري والليبرالي والقومي والناصري وشباب إئتلاف الثورة إضافة إلي شباب الأحزاب المختلفة وشباب 6 أبريل إلتزموا بقرار عدم الإعتصام في الميدان وأبدوا خشيتهم من أن يتسبب الشباب المستقل غير المسيس في أزمة خلال الأيام القادمة إذا ما تمسكوا بقرار الإعتصام لأن هذا قد يؤدي إلى إحتكاك بينهم وبين الجيش.