الخروج المهين لمنتخبنا الوطني لكرة القدم من تصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ليفقد فرصة الدفاع عن لقبه الذي يحمله ثلاث مرات متتالية ولأول مرة في تاريخ العرس الأفريقي يفشل حامل اللقب في الصعود للنهائيات جاء هذا الخروج ليكشف عن العديد من السلبيات لعل أبرزها أن تراجع مستوي بعض اللاعبين يفرض علامات استفهام عديدة حول مدي قدرتهم علي تحمل مسئولية اللعب الدولي.. وفي مقدمة هؤلاء أحمد عبدالظاهر مهاجم وهداف إنبي والذي وضح أن تألقه في الدوري يقتصر علي المسابقة المحلية فقط.. ولا يشفع له هذا التألق المحلي للوصول للمستويات الدولية.. وكانت المفاجأة المؤسفة وعلامة الاستفهام الكبيرة هذا المستوي العادي جداً الذي ظهر به شيكابالا الموهبة الفذة التي لا يختلف عليها اثنان من خبراء الكرة وأنا أزيد عليهم هنا أن شيكا الساحر يستحق لقب مايسترو الكرة المصرية في تلك الحقبة التي نستقبل فيها العقد الثاني من الألفية الثالثة فقد جاء أداء شيكابالا بعيداً تماماً عن مستواه المنتظر وكانت كل الآمال معقودة عليه في قيادة المنتخب لعبور أولاد جنوب أفريقيا خاصة أن كل الظروف مهيأة لتحقيق الفوز فالمفروض أن اللاعبين وصلوا لقمة فورمتهم الفنية والبدنية والذهنية بعد اقتراب الدوري المحلي من نهايته ولكن شاهدنا منتخبنا تائها في الملعب وعاجزاً عن تشكيل أي خطورة حقيقية علي مرمي جنوب أفريقيا.. و"مازاد الطين بلة" اختفاء شيكابالا في الملعب وعدم قدرته علي التعبير عن نفسه دولياً وأنا شخصياً أذكر أن شيكا عندما كان لاعباً في المنتخب الأوليمبي بدورة الألعاب الأفريقية بالجزائر عام 2007 وكنت مرافقاً لبعثة مصر خلالها لم يقدم أي جديد ولم يظهر بالصورة اللائقة بل إنه اصطدم آنذاك مع مدرب المنتخب مجدي طلبة في أزمة كبيرة.. وخسر المنتخب الأوليمبي مبارياته الثلاث في الدور الأول وخرج حينها غير مأسوف عليه.. وجاءت كأس الأمم الأفريقية بأنجولا 2010 وحقق منتخب مصر معجزته بالفوز بكأس البطولة للمرة الثالثة.. بينما فشل شيكابالا في أن يكون له دور في هذا الإنجاز ولم يلعب سوي دقائق واختفي بعدها حتي عاد للظهور مع الزمالك في الدوري المحلي وجاءت فرصة جنوب أفريقيا ليثبت وجوده ولكنه لم يحسن استغلالها مع أغلب لاعبي المنتخب وجاء هذا الخروج بمثابة نهاية حزينة لأغلب لاعبي هذا الجيل الذي حان الوقت ليستريح لنبدأ في بناء منتخب جديد لمصر قادر علي تحقيق أحلام جماهيرها في الوصول لنهائيات كأس العالم واستعادة هيبة الكرة المصرية في الصعود لنهائيات كأس الأمم الأفريقية في ليبيا ..2013 ومن الطبيعي أن يتم بناء المنتخب الجديد بالاعتماد علي بعض اللاعبين الحاليين من أصحاب الخبرة والأعمار المتوسطة مثل أحمد فتحي وحسني عبدربه ومن المحتمل أن يكون شيكابالا ضمن الترشيحات القادمة ولكن يبقي السؤال متي يصبح هذا الساحر الأسمر لاعباً دولياً؟!.. أو بمعني آخر هل يصلح شيكا أن يكون لاعباً دولياً قادراً علي الدفاع عن علم بلاده؟! أم سيبقي نجماً محلياً مثل كثير من النجوم الذين عرفتهم الكرة المصرية.. وفشلوا في أن يكون لهم بصمة دولية مع منتخب مصر.. الإجابة ننتظرها من شيكا الذي يمتلك مهارات فذة ولكنها مازالت محصورة في ميت عقبة!!