خير الدين الزركلي جامعة عربية كانت تسير علي قدمين: ولد في دمشق وحصل علي الجنسية السعودية ونال منصباً أردنياً كبيراً وتجول بين المغرب وبيروت والقاهرة ومات في مصر عام 1976 وكانت ولادته عام ..1893 كما أن نسبه البعيد يمتد إلي قبيلة كردية سورية. لا أحد من الباحثين العرب ودارسي اللغة والتاريخ والأدب يجهل قيمة الزركلي وعلمه الغزير وكتابه المتفرد "الأعلام" والذي صدرت طبعته الأولي عام 1927 ثم توالت طبعاته حتي بلغت عشر طبعات في عشرة مجلدات أمتدت واصفة كل أعلام العرب منذ الجاهلية حتي قبيل وفاته بمصر.. هذا بالاضافة إلي ديوانه الكبير وأبحاثه ودراساته الاخري التي أثرت الثقافة العربية ومازالت مرجعاً لكل باحث وقاريء ومثقف. هذا العلم الكبير خير الدين الزركلي ظل واحد من أعماله العظيمة مهملاً أو مجهولاً حتي اكشفه الشاعر والمحقق والناقد محمد سالمان و"طار به" إلي د.أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب الذي بادر بإصداره لتنفرد الهيئة بهذا المعلم العلمي المهم الذي وضع له. د.سالمان عنوان:" تراجم الأوائل والخلفاء.. الأعلام الصغري".. وهو يتجول في كبار الشخصيات العربية والإسلامية بادئا برسول الله صلي الله عليه وسلم وآله وأقاربه.. ثم يلتزم بعد ذلك الترتيب الزمني للشخصيات التي ترجم لها منذ الجاهلية ثم الخلفاء الراشدين ثم الأمويين والعباسيين والأندلسيين مع معلومات مستفيضة عن كل منهم: نشأة وأثراً في الحياة وفي الفكر والسياسة.. وقد أشار الزركلي في النسخة الأصلية بخط يده. والتي حصل عليها د.سالمان إلي أنه قد كتب هذا المؤلف عام 1928 ولم يضع له عنواناً فبادر المحقق والناشر بوضع هذا العنوان.. كما ترتفع أهمية الكتاب الذي صدر مؤخراً بنشرة بخط اليد بعد نشره بالكتابة الحديثة الكمبيوتر فتحول إلي وثيقة تاريخية وفنية كذلك. د.سالمان قدم يداً أخري إلي الحركة الثقافية وهو ينصف الكاتب الراحل روائياً وقاصاً ومترجماً.. سمير ندا. فجمع له أعماله الروائية الكاملة واصدرها من هيئة الكتاب كذلك في سفر ضخم متضمنا روايات: الشفق. وأنغام للخريف وحارة الأشراف ووقائع استشهاد إسماعيل النوحي ورحلة السندباد.. مع تقديم واف للراحل سمير ندا ودوره الثقافي وإبداعه وأعمال الترجمة التي أثري بها الحياة الثقافية رغم أنه عاش في الظل ومات ولم ينل ما يستحق من اهتمام ومكانة.