قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي مد أجل النطق بالحكم في قضية إعادة "محاكمة القرن" إلي 29 نوفمبر المقبل. كانت الجلسة قد بدأت بكلمة للمستشار الرشيدي قال فيها: ان القضاء يقوم علي مظهر وجوهر.. المظهر هو الالتزام بقانون الإجراءات وتطبيقه والاستعانة بأدبيات القضاء أما الجوهر فيضم 3 عناصر هي عرض الوقائع والأدلة المادية وموجز الدفوع ودفاع المتهمين واظهار الدائرة مكنون ما استقر بوجدان المحكمة. أضاف ان المحكمة قامت بتوثيق القضية في 160 ألف ورقة كل مرحلة مرت بها القضية لانها قضية وطن وسوف نطرح في الفترة المقبلة ما تم توثيقه علي الشعب. أمرت المحكمة بتشغيل فيديو يحتوي علي تقرير يوضح عدد الأوراق والمجلدات والمستندات لكن ظهر بالتقرير إعلامية بإحدي الفضائيات الخاصة وهي تدخل إلي مقر إقامة المستشار الرشيدي وأعضاء الدائرة وتبين ان بالمقر غرفتين الأولي تحتوي علي 91 مجلداً خاصاً بالجناية "1227" وكل مجلد يضم أكثر من ألف ورقة و14 مجلداً للجناية "3642" تتعلق بقضية "مبارك ونجليه علاء وجمال" والمجلدات الخاصة بالمدعين بالحق المدني من المصابين وأهالي الشهداء وهيئة قضايا الدولة وتقرير لجنة تقصي الحقائق وتقرير المكاتبات الواردة للمحكمة. أما الغرفة الثانية فتضم دفاع المتهمين في المحاكمتين الأولي والثانية والأحراز وعددها "11" وقائمة الشهود وأدلة الثبوت في الجنايتين وحكم الدائرة السابقة وحكم محكمة النقض بإعادة المحاكمة ومحاضر الجلسات. وبعد عرض هذا الفيديو.. قال رئيس المحكمة ان الدائرة انتهت من كتابة 60% من حيثيات الحكم والمحكمة آلت علي نفسها منذ 13 اغسطس الماضي ان يصدر الحكم ومعه حيثياته ولكن نظراً للظروف الصحية لرئيس المحكمة فقد تقرر مد أجل الحكم لجلسة 29 نوفمبر المقبل مع استمرار حبس المتهم حبيب العادلي والتنبيه علي باقي المتهمين بالحضور. أضاف الرشيدي إذا ظهر أحد يقول ان المحكمة تنتظر المادة "14" من قانون الإجراءات فإننا نقول انه حتي لو فرض علي المحكمة تطبيق هذه المادة سوف نكتب في الحيثيات الحكم الأصلي ضد المتهم ثم تطبيق نص المادة "14" بعد ذلك. كان المتهمون قد دخلوا القفص يتقدمهم حبيب العادلي ومساعدوه الستة ثم علاء مبارك الذي خرج وعاد مرة أخري بصحبة جمال و"مبارك" الذي حضر بردائه الأزرق علي كرسي طبي ويضع بطانية بيضاء علي ركبته ويرتدي نظارة شمسية. أجري "مبارك" حواراً مطولاً مع نجله جمال بينما جلس "علاء" يتلو آيات من القرآن حتي حضرت هيئة المحكمة وظل حبيب العادلي محتفظاً بهدوئه وثقته ولم يظهر علي ملامحه أي انفعال بينما ردد مساعدوه آيات قرآنية. حضر الجلسة المحاميان الكويتيان فيصل العتيبي وعايد السبيعي وأكدا ان أقل شئ يستحقه "مبارك" هو البراءة بعد 30 عاماً من التضحية من أجل مصر وقد قام المحاميان بتغيير مكان جلوسهما في القاعة بعدما اكتشفا انه لا تصله كاميرات الفضائيات. حضر لتأييد "مبارك" لاعب الأهلي والمنتخب السابق مصطفي يونس والممثل تامر عبدالمنعم. أكد مصدر قضائي ان الحكم المنتظر صدوره من المحكمة بجلسة 29 نوفمبر القادم سيكون نهائياً وغير بات حيث يتبقي درجة أخيرة من درجات التقاضي أمام محكمة النقص التي ستنظر الطعون في القضية سواء علي الإدانة أو البراءة للمرة الأخيرة وتصدر فيها حكماً نهائياً وباتا لا رجعة فيه ولا يقبل. يقضي الرئيس الأسبق مبارك حالياً فترة عقوبة بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات وكذلك نجلاه علاء وجمال المحكوم عليهما بالسجن المشدد 4 سنوات لإدانتهم في قضية القصور الرئاسية والاستيلاء علي أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية وتحويلها للاستفادة بها في أعمال إنشاءات وتشطبيات وديكورات في المقار العقارية الخاصة بهم بمصر الجديدة وجمعية أحمد عرابي ومرتفعات القطامية وشرم الشيخ ومارينا ومكاتب علاء وجمال مبارك بشارعي السعادة ونهرو بمصر الجديدة وذلك في غضون الفترة من عام 2002 وحتي 2011 تاريخ تنحي مبارك عن السلطة ودفع قيمة تكلفة تلك الأعمال من الميزانية المخصصة لرئاسة الجمهورية.