تخيلوا معي أن مليونًا ونصف المليون من حاملي الشهادات التربوية علي مستوي مصر قد تقدموا بطلباتهم لشغل وظيفة مدرس مساعد بإحدي مدارس الجمهورية. وهي المسابقة التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعيين 30 ألف معلم في هذه المرحلة. أي أن الوظيفة الواحدة منها تقدم لها 50 شابًا وشابة. مما يعني أن هذا الرقم يوحي بحجم البطالة علي مستوي مصر كلها. من المسئول عن هذا العدد الضخم من المواطنين العاطلين عن العمل؟! وإذا كان هذا الرقم يعني الحاصلين علي شهادات تربوية. فأين بقية التخصصات من الحاصلين علي شهادات عليا. في الحقوق والآداب والزراعة والتجارة والهندسة والطب والصيدلة والمعاهد العليا الخاصة والحكومية المتخصصة في الحاسب الآلي وغيره؟! مع احترامي الشديد للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وعن أرقام البطالة التي يعانيها الشباب المصري بين وقت وآخر. فإنني شخصيًا لا أثق في هذه الأرقام التي قيل إنها بلغت 13 في المائة من عدد العاملين في أجهزة الدولة والجهات الأخري. ليس الذنب ذنب جهاز التعبئة العامة والإحصاء ورئيسه اللواء أبوبكر الجندي فربما هو يلجأ إلي أساليب متبعة في دول متقدمة ولا تغوص إلي أرض الواقع والقيام بحملات ميدانية وخاصة في القري ليعرف حجم البطالة علي حقيقته. إنما المسئول الأول والأخير عن هذا الحجم الهائل من البطالة هو نظام الحكم السابق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي انشغل تمامًا عن التخطيط لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة من الشباب الجامعيين.. فإذا انتقلنا إلي الشباب الحاصلين علي مؤهلات متوسطة وفوق المتوسطة. والحاصلين علي الشهادة الإعدادية.. وغير المؤهلين علميًا سنجد أن الأعداد تفوق الخيال..!! من هنا يتحمل هذا النظام المشار إليه عبء هذه المأساة التي تحتاج إلي مشروعات عديدة واستثمارات داخلية وخارجية. ومشروعات قومية. والحرص علي استيعاب الأعداد التي تضخها الجامعات والمدارس لسوق العمل سنويًا. إن كل مشروع يتم تدشينه حاليًا ابتداء من محور قناة السويس والطرق الجديدة التي سيترتب عليها عمران كبير. وأربعة ملايين من الأراضي الزراعية وغيرها من المشروعات كلها تصب في هذا الاتجاه. الأعداد التي تقدمت إلي الحصول علي وظيفة مدرس مساعد تم استبعاد 400 ألف معلم منهم كما يقول اللواء نبيل عامر مساعد وزير التربية والتعليم للتطوير لصحيفة "الشروق" لأنهم حاولوا تعمد تسجيل استمارات خاطئة لتعطيل الموقع الإلكتروني للوزارة ولكن محاولتهم باءت بالفشل. وبقي من المليون ونصف المليون حتي الآن مليون و100 ألف متقدم لشغل هذه الوظيفة الوحيدة التي أعلنت عنها الحكومة.. والبقية تأتي.