لم أقرأ كلمة واحدة تعليقاً بالسلب أو الإيجاب علي المبادرة الحضارية الوطنية التي أطلقها المهندس الجوهري أبوالحسن الجوهري علي صفحة إعلانية كاملة ب "الأهرام" أول أمس الاثنين دفع تكلفتها من جيبه الخاص تحت عنوان "حلم مصر.. مبادرة سداد ديون وتنمية مصر". ولو أن الذي أطلق هذه المبادرة فنان أو فنانة أو لاعب كرة أو أحد نجوم المجتمع المخملي في مصر لقامت الدنيا ولم تقعد.. وخرجت الصحف والفضائيات تتغزل في وطنيته واستماتته في حب مصر. ولو أن المهندس الجوهري خصص صفحته ذات التكلفة العالية لمغازلة أو مهاجمة الإخوان أو السلفيين أو الأقباط أو الليبراليين أو الناصريين أو الشيوعيين لكان حديث الصحافة والفضائيات الآن.. لأن كل من ينتسب إلي هذه الفئات سوف يخرج عليه إما بالقدح وإما بالمدح.. وفي النهاية سينال الشهرة التي ينالها كل من يلعب هذه اللعبة حالياً. لكن الرجل اختار أن يتحدث عن مصر التي تاهت وسط زحام التيارات وصراع الأحزاب.. لذلك لم ينتبه إليه أحد.. رغم أن مبادرته إنسانية جداً ووطنية جداً.. وتخدم الجميع.. وتتحدث بلغة راقية جداً تستوعب كل التيارات.. حيث يقول: "إن مصر بحدودها الإقليمية لنا جميعاً مسجداً وكنيسة.. فتعالوا نتعبد فيها إلي الله حق العبادة بالبناء والتعمير لا بالشعارات والفتن.. معاً بالمحبة والمودة والرحمة نبني وطناً هو في أشد الحاجة إلي جهودنا جميعاً". تقوم مبادرة المهندس الجوهري علي حسبة بسيطة تؤكد أن نسبة 2% من الشعب المصري تمثل قمة الطبقة القادرة مالياً.. وتعداد هذه الطبقة مليون و700 ألف مواطن يملك كل منهم علي الأقل مبلغ عشرة ملايين جنيه أموالاً استثمارية "أسهم سندات أراضي عقارات معادن مصانع".. ومطلوب من كل فرد من هؤلاء التبرع طواعية في سندات بدون فوائد لمدة عشر سنوات بإرادته الحرة من أجل سداد ديون مصر الداخلية والخارجية وسد عجز الموازنة والمساهمة في تنمية الوطن وخلق فرص عمل للشباب علي أن تكون مساهمة كل فرد مليون جنيه لمرة واحدة. يقول صاحب المبادرة: بذلك يتم جمع تريليون وسبعمائة مليار جنيه توزع كالآتي: * تريليون ومائتا مليار جنيه لسداد كامل ديون مصر "الداخلية تريليون والخارجية مائتا مليار". * 175 مليار جنيه لتنمية الصحراء الغربية "ممر التنمية منخفض القطارة الواحات توشكا النوبة". * 175 مليار جنيه لتنمية محور قناة السويسوسيناء. * 50 مليار جنيه لإنشاء محطة الطاقة النووية بالضبعة. * 50 مليار جنيه لتنمية ومعالجة العشوائيات. * 20 مليار جنيه لإنشاء أكاديمية زويل للبحث العلمي. * 10 مليارات جنيه اعتماد إضافي للتعليم. * 10 مليارات جنيه اعتماد إضافي للصحة. * 5 مليارات جنيه اعتماد إضافي لتحديث الشرطة. * 5 مليارات جنيه اعتماد إضافي للقوات المسلحة. وإذا ما تم سداد الدين الداخلي "تريليون جنيه" فسوف يتم إعادة حوالي 500 مليار جنيه إلي البنوك مما يوفر لها السيولة ويجبرها علي تخفيض سعر الفائدة فينشط الاستثمار المباشر في الصناعة والزراعة والسياحة وكافة الأنشطة الاستثمارية المباشرة.. كما سيتم إعادة حوالي 500 مليار جنيه إلي شركات التأمين والتأمينات والمعاشات مما يدفعها إلي المساهمة في تنشيط الاقتصاد المباشر وغير المباشر في استثماراتها في الأسهم وسندات الشركات والبورصة مثل باقي الدول المتقدمة. وسوف يؤدي سداد الدين الداخلي والخارجي إلي إلغاء خدمة الدين من الميزانية "حوالي 150 مليار جنيه".. وتحويل هذا المبلغ إلي تحسين الاستثمار في الخدمات "التعليم الصحة المرافق". وفوق ذلك فإن سداد الدين الخارجي سوف يؤدي إلي استقلال إرادة الأمة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة للوطن والمواطنين. ويقترح المهندس الجوهري إنشاء وسام جديد يسمي "نجمة الكرامة" مشابه لنجمة سيناء يمنح تكريماً للمشاركين بأموالهم في هذه المبادرة.. كما يقترح فتح موقع علي شبكة الإنترنت "الفيس بوك" باسم "حلم مصر" لتسجيل كل من يرغب في المشاركة في المشروع من المصريين في الداخل والخارج.. وعندما يصل عدد المشتركين إلي مليون مشترك يتم إنشاء صندوق "حلم مصر" يتلقي التبرعات من المشاركين.. ويدير هذا الصندوق لجنة برئاسة رجل يشهد له الجميع بالقوة والأمانة والعلم يتم اختياره بمعرفة عشرين عضواً من علماء وحكماء الأمة. وفي النهاية يقول المهندس الجوهري: "أقدم هذه المبادرة لكل المصريين لإعادة بناء هذا الوطن الذي يستحق منا كل تضحية.. وإذا كان 850 شاباً من خيرة شبابنا قدموا أرواحهم طلباً للحرية والكرامة و6 آلاف مصاب كانوا علي هذا الطريق.. وهم جميعاً من أبناء غالبية الشعب الذين يمثلون 98% فليس كثيراً علي مجموعة الاثنين في المائة قمة الطبقة القادرة أن تقدم جزءاً من أموالها من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة لهذا الوطن. أتمني أن يكون المهندس الجوهري الذي لا أعرفه من الطبقة القادرة.. وأن يبدأ بنفسه.. فذلك أدعي إلي الجدية.. وعلي كل حال فإن تليفونه المنشور في الأهرام يحمل رقم 0103858379 لمن يريد أن يتواصل معه.. والله الموفق.