لم يكن غزو العراق في مارس 2003 سوي نقطة انطلاق نحو زعزعة استقرار المنطقة. وإثارة المزيد من القلاقل لتحقيق أهداف أمريكية وغربية ولو أن الغزو الامريكي كان يستهدف حقا البحث عن أسلحة الدمار الشامل هناك. لتوقف الأمر عند حد معين. لكن الهدف الحقيقي كان إزاحة صدام وحزب البعث عن السلطة وهدم الدولة العراقية عبر تسريح الجيش وقوات الشرطة وحل حزب البعث وترك العراق نهبا لاعمال القتل والتخريب وللمذهبية والطائفية البغيضة. المسألة لم تكن تتعلق بأسلحة دمار شامل. ولا بإزاحة صدام عن السلطة. كان الأمر أكبر من ذلك. وكانت مصر تعارض بشدة غزو العراق بحجة إزاحة صدام عن الحكم وقدمت خططا بديلة لا تؤدي إلي انهيار الدولة العراقية أو تقود إلي تفكيكها وتفتيتها إلي كيانات صغيرة. ولو ترك الجيش العراقي بعد التخلص من صدام لتفادي العراق وشعبه أهوالا لا حصر لها. وما كان قد ظهرت جماعات ارهابية تعمل هناك بحرية مثل القاعدة وداعش. التي تسعي أمريكا الآن لتشكيل تحالف عربي لمحاربتها. أمريكا دولة لديها تطلعات نحو مزيد من الهيمنة والنفوذ. وخلق الأزمات واحدة من الاساليب الامريكية القديمة لتحقيق أهدافها أو لكي تنفذ من خلالها إلي ما تريد. ونظن ان داعش صناعة أمريكية بحتة لم تظهر من عدم . والواضح ان تنظيم داعش يتلقي الخطط والتمويل والسلاح من أجهزة مخابرات كبيرة كما يتلقي منها الاهداف التي يجب ضربها ثم تجيء امريكا الان وتعلن الحرب علي داعش وتفرض علي الاطراف العربية المشاركة في التحالف وتمويله وعلي أمريكا فقط ان تلعب دور الزعامة!!