كان "جورج بوش" الابن هو أول من أطلق "سيكون العالم أفضل بدون صدام حسين" كان التصريح تمهيداً لإزاحة صدام حسين عن السلطة. ولم تكن أبداً القضية تتعلق بأسلحة الدمار الشامل بل كان الأمر يتعلق بإغراق العراق في مستنقع الفوضي والخراب والدمار والاقتتال والطائفية والمذهبية البغيضة. كان تسريح الجيش العراقي مدروساً بعناية فائقة. إذ إن هدم المؤسسة العسكرية في العراق هو السبيل الوحيدة إلي إضعاف قبضة الحكومة والسلطة علي الدولة وتقاليد الأمور. لم تكن إزاحة صدام هي الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي.. كان الهدف ما يحدث الآن في العراق من فوضي تهز أركان الدولة وتهدد بمستقبل العراق وتماسكه ووحدته. كان العراق فقط هو نقطة الانطلاق الأولي نحو المخطط الأمريكي الغربي لضرب استقرار المنطقة وتفتيت دولة وإثارة النعرات الطائفية والدينية والتحريض علي الحروب والصراعات الداخلية. لم تكن مقولة بوش غير أكذوبة فلا العالم بات أفضل. ولا العراق أصبح مستقراً ولا حتي عرف معني الديمقراطية ولا هنأ العراقيون بالأمن ولا عرف الهدوء وراحة البال اليهم سبيلاً. والآن يحاولون نفس التجربة في سوريا .. يريدون سوريا بدون الأسد والسوريون غارقون في أوهامهم يعيشون كابوساً طويلاً.. يتطلعون إلي مستقبل العراق أو الصومال. يعينهم في ذلك أعداء سوريا والسوريون!!