* * ابنتي: اسمحي لي أن أبدأ رسالتي بمناداتك ابنتي فكم أحب أن أفضفض لك بما أكنه لشخصك من احترام لهذا الدور الجميل الذي تقومون به في خدمة المجتمع والشكر الخاص لجريدتكم التي تفسح لنا صفحاتها لنحكي همومنا ونتلقي دعمكم. عرفت بابك من أكثر من أحد عشر عاماً وكانت مشكلة ابنتي المراهقة وقتها ومن ذلك الوقت وأنا أتابع بابك.. واليوم ارسل لك مشكلتي أنا بعد أن تجاوزت السبعين لا أجد في نفسي القدرة علي حل مشكلتي التي أجهدتني.. فكوني ابنتي رفيقة بي وتناولي مشكلتي بعين الابنة رجاء إن جاز لي هذا ولم يكن تطاولاً مني. أنا أم لولد وبنت.. تزوجت البنت وسافرت مع زوجها في بلد أوروبي.. وبقيت مع ابني وزوجته وأحفادي الثلاثة.. مشكلتي زوجة ابني التي تغار علي زوجها بجنون حتي مني.. هي تشعل البيت جحيماً كلما تكلم مع امرأة غيرها.. حتي بنات خالته وعمته.. أصبح يخاف مخاطبتهن.. هي تشك في فستانها مع ان ابني أصبح مخلصاً لها منذ تزوج ولا أخفي عليك انه كان شاباً متهوراً قبل الزواج تعرف عليها وأحبها وتزوجها وحكي لها كل شيء ومن حينها وهي كل شيء في حياته.. المهم انني عندما تدخلت لحل تلك المشكلة تطاولت عليَّ وأسمعتني ما لا يليق حتي انها قالت لو كنت سيدة محترمة كنت ربيته بشكل صحيح ولكنه طفلك المدلل وممكن تكوني بتتستري عليه حتي الآن وليس ببعيد تكوني بتشتغلي سكرتيرة لتنظيم مواعيده الغرامية.. وكلام كثير أخجل من ذكره لكنه أسقطني مريضة فأنا أعاني الضغط العالي وحتي كلمة اعتذار لم تقلها لي.. كل هذا كان بسبب انه أوصل ابنة خالته للبيت بعد أن انتهت من زيارتي في وقت متأخر ولم تكن معها سيارتها وهذا أمر طبيعي.. المهم انني لم أتكلم معها لكنها من فتنت علي نفسها خوفاً أن أقول لابني عما قالته لي فقالت له أنا قلت لها كذا وكذا.. فما كان منه إلا أن قام بتطليقها وطردها لبيت والدها وأخبر أباها أنه سيعطيها كافة المستحقات ويؤجر لها شقة للحضانة ولكنها لن تعود لبيت أمي ولن تعيش تحت سقف بيت لم تحترم صاحبه.. كانت المفاجأة أن جاء والدها ليعتذر لي أما والدتها فكانت مثلها سليطة اللسان اتصلت بي وقالت خربت البيت اشبعي به. يا ابنتي أقسم لك انني بكيت لابني وقلت له انني سامحتها وانني غير غاضبة وان عليه ردها قبل نهاية العدة لكنه رافض ويقول لا أعيد امرأة تخلع عقلها كفردة حذاء وهي غاضبة ومتمسك وأنا خائفة علي أحفادي كيف ستربيهم تلك الأم التي لا تحترم الزوج ولا أهله.. طبعاً هي لم تصمت بل حكت أكاذيب عن ابني منها انه ابن أمه ولا يأخذ قرارا إلا لو وافقت عليه وانه بلا قيمة وأشياء أخري كثيرة حقيرة وتفاصيل لحياتها معه وكل من حكت لهم أبلغوا ابني ولأن هناك أشياء مما قالته حدثت فعلاً صدقهم ابني وهكذا أصبح عنيداً. ماذا أفعل لإنهاء هذه المشكلة أرجوك يا ابنتي ساعديني البيت خرب ولا أكف عن البكاء هل أنا السبب وكيف ولم أفعل أو أقل أي كلمة. * * الأم الفاضلة: بداية أشكرك لثقتك الغالية فينا وفي جريدتنا وبالنسبة لندائك لي بابنتك هذا شرف لي بكل تأكيد من قارئة قديمة تحرص علي متابعة هذا الجهد المتواضع الذي نذرناه لله عز وجل.. يبقي أن أقول لك جففي دمعك يا عزيزتي فلم ولن تكوني مسئولة عن تلك المشكلة التي أصابت ابنك.. المشكلة في الاختيار من الأساس.. المشكلة في الأم التي لم تقم بتربية ابنتها وتعلمها كيف تحترم حماتها التي هي أم زوجها وأمها بالقانون كما يقولون في الغرب.. المشكلة في الشك المرضي والغيرة المرضية التي تعانيها تلك الزوجة الغيور. إذن هوني علي نفسك ودعيني أشكر ابنك الشاب الذي تصرف تصرف الرجال المحترمين فلم يقبل بإهانتك ولم يبقها في بيتك.. بل علي الفور قرر أن يغير عتبة بيته والزوجة عتبة البيت وعنوانه.. الزوجة التي تخرج سر زوجها وأخباره لا تستحق البقاء معه.. الزوجة التي لا تعرف متي تتكلم ومتي تصمت ومتي تغار ومتي تتشاجر زوجة غير مؤهلة للحياة الزوجية ويبدو لي ان هناك ثمة فصام بين الأم والأب لديها في أسرتها بينما الأب يأتي إليك معتذراً وهذا تصرف محترم.. لكنه لا يملك القدرة علي أن يحكم علي ابنته لتعتذر عن خطئها فهذا أب مغلوب علي أمره.. زوج تحكمت فيه زوجته التي أهانتك بدلاً من أن تضع نفسها مكانك وتشعر بما تشعرين به من قهر لما قالته ابنتها.. بل أعانت ابنتها علي أخلاقها الفاسدة.. تلك أم تعد نكبة علي ابنتها فهي تظن ان كل رجل يقبل ألا يقوم بدوره في بيته ويسلم مقاليد بيته وأولاده لزوجة سليطة فقط ليتجنب سوء أخلاقها كوالد زوجة ابنك.. الفتاة التي جربت أن تكون صورة من أمها لا تصلح مع رجل كابنك فالرجل الذي يقبل الإهانة من زوجته خاصة غير المبررة أو التي دافعها الغيرة رجل تنازل عن كرامته ورجولته وهذا لا يرضيك إذن يا أيتها الأم يجب أن تفخري ان لك ابناً رجلاً ولتعلمي ان القضية الآن ليست أن تكوني السبب أو لا.. القضية سيدة سليطة اللسان بذيئة الكلمة تقول أسراراً صغيرة غداً تفشي ما لا يحتمل. اهدئي واتركي ابنك يتصرف وتأكدي ان عودتها للبيت لن تضمن لأحفادك تربية أحسن في كل الأحوال هي المسيطرة وبالتالي هنا أو هناك الأمر يحتاج رحمة الله وهذا ما نكرره في كل رسالة من هذه النوعية ان الرجل أو المرأة حينما يتزوجان فهما لا يخوضان تجربة فردية وإنما تجربة مؤسسية فكل منهما يختار أباً أو أماً لأبنائه.. وهذا الخيار مسئولية كبري. لذا أقول لك طبيعي أن يكون لابنك تجارب سابقة كشاب.. توقفت تلك التجارب بزواجه وهي نفسها كانت علاقة من علاقاته التي انتهت بزواج كان عليها أن تحافظ عليه لا أن تكون بهذه البذاءة معك ومعه. في النهاية أرجو أن تهوني عليك وعليه واتركيه يصرف شئونه ولا تخافي عليه فهو قوي ويعرف ماذا يريد وكيف يتصرف.. واعلمي أن من لا يقبل الإهانة علي أمه ينصره الله.. كوني عوناً له ولا تخافي علي الأحفاد فأفضل لهم أن يتربوا هكذا من أن يعيشوا في صراعها اليومي.. ولعل الله يجعل له مخرجاً وتتعلم تلك السيدة ان البذاءة والشك والغيرة هم من خربوا بيتها وتحاول تأهيل نفسها مع أن هناك بعض الأمراض الأخلاقية وخاصة التي تنشأ عن تربية خاطئة لا تذهب.. لكننا نأمل.. واقبلي تحياتي. * * * همسات الصديقة/ هدي أهلاً صديقتي بك يوم الأحد القادم 5 مساء