سيدتي : لعلي أكتب لك للمرة الأولي ولا أعرف كيف أحكي فقد أجدت القراءة لك لسنوات ربما تجاوزت الخمسة عشر عاما ولكن أن أكتب مشكلتي فهذا ما لا أجيده لذا رفقا بي لو قصرت في شئ أو تجاوزت حدود وقتك الثمين ولكني أشعر بالتعب مما أحمله بين ضلوعي .. برجاء معاونتي. الحكاية أنني زوجة لرجل يعمل في مجال المحاماة .. وكل قضايا عائلته ومشاكلهم عندنا في البيت أو المكتب ولأنني أذهب مع الشغالة لتنظيف المكتب وكثيرا ما كنت أقرأ في ملفات القضايا من باب التسلية فقد كنت أعمل قبل الزواج في نفس المكتب محامية وبعد الإنجاب جلست بالبيت بناء علي اتفاق مع زوجي أن أبقي بالبيت لتربية الأبناء وبعد أن يكبروا ويدخلوا مدارسهم أعود للعمل معه .. المهم أنني أعرف الكثير عن تلك المشاكل .. ولكن أكتشفت أن هناك بعض المشاكل لايمررها لي زوجي وقلت ربما لأنها ميراث وخلافات تصل احيانا للضرب والشتم والمحاضر لأطراف من العائلة كأبناء عمومة أو غيره .. لم أكن أهتم .. غير أنني منذ شهر وقبل رمضان مباشرة وكنت أقوم بتنظيف مكتبه فوجئت بالتالي .. أخو زوجي متزوج علي زوجته منذ ثلاث أعوام وهي لاتعرف ذلك ولا أي أحد يعرف فقد تزوجها عرفيا وقام زوجي بتحرير العقد .. وتوثيقه وهي أرملة ورأيت صورتها ليست في جمال زوجته التي هي صديقتي .. والتي يشهد الله أنها جميلة رائعة الجمال والخلق وذات دين ولديه منها ولدان وبنتان ومع ذلك تزوج هذه السيدة التي تقل عنها في الجمال ولا ترقي لأن تكون سكرتيرة في عيادته علي الأكثر حيث يعمل طبيبا .. حاولت استدراج زوجي الذي تماكر علي ولم يقل بينما كنت أشعر بالضيق والغيظ منه لماذا لايقول لي ولماذا يخفي هذا السر الخطير .. المهم أنني كلما رأيت زوجته الجميلة وصديقتي التي تتفاني في رعايته وخدمته أشعر بالغيظ من تلك التصرفات وأكاد أنطق وأبوح لها بالسر حتي تأخذ بالها ولكنني أسكت حتي مللت وأخبرت والدي الذي هو صديق لي ويحب سلفتي مثلي ويري أنها لقطة ونعمة كبيرة لأخو زوجي حتي أنه كثيرا ما تمني مثلها زوجة لأخي ويدعو الله كثيرا أن يمن علينا بمثلها فهي بحق نموذج محترم .. ولكنني فوجئت بوالدي يطلب مني ألا أخبرها ولا أحاول لفت نظرها فهو متزوج منذ ثلاثة سنوات وهي لم تشعر بذلك بدليل معاملته الجميلة لها ودليل علي حرصه عليها ودليل علي حبه لها .. وربما لو أخبرتها لخرب البيت .. وخسرت حياتها معه وقال إن هناك زواج نزوة أيضا وقد يستمر بضع سنوات قليلة وينتهي وقد يستمر العمر كله دون أن يؤثر علي البيت القديم .. أثناني والدي ولكن ضميري يعذبني خاصة كلما رأيتها تتفاني في حبه وهو يمثل علينا حبه لها وخوفه عليها برجاء مساعدتي هل احاول لفت نظرها حتي تأخذ بالها قبل أن يتحول الزواج العرفي لرسمي وتصبح تلك السيدة رأسا برأس مع زوجته الجميلة أرجوك أخبريني بماذا أفعل؟ عزيزتي: احيانا يكون الكذب علي الزوجة التي تعتبرينها صديقتك هو الهدية الحقيقية التي تقدمينها إليها ولأسرتها .. أنا اوافق والدك تماما علي رأيه فهو الأصوب .. الرجل له حق الزواج قبلت النساء بهذا أو رفضته .. هو شرع الله ولا يحق لنا تعطيل شرع الله لمجرد أننا كنساء نغار أو نريد امتلاك هذا الرجل .. ولكن هناك شروط يجب أن يراعيها الرجل وأظن أن شقيق زوجك يراعيها فهو لا يمثل حبه لها كما تظنين هو يحبها وزواجه عرفيا أو رسميا لايعني كراهيته لزوجته ولكن ربما لديه الأسباب التي تجعله في حاجة لامرأة أخري وقد تصرف بشكل يحفظ كرامته وكرامتها تزوج ولم يفعل ما يؤاخذ عليه أخلاقيا أو دينيا وكون الزواج عرفيا لايعني أنها نزوة ولكن ربما للسيدة ظروفها الخاصة التي تجعلها تخفي زواجها ولكنه زواج موثق وبمكتب محام يعني شرعيا. لاتفسدي كل شئ وأهمها حياتك فما تفعلينه خيانة لأسرار الزوج سواء بالإطلاع علي اسرار مكتبه دون اذنه أو بإخراج هذه الأسرار خارج مكتبه.. هو لم يخبرك وهذا شأنه .. المشكلة إذن ليست في بيت أخو زوجك المشكلة عندك أنت في بيتك .. لأنك لم تكوني الزوجة الأمينة علي سر زوجها وعائلته فقد فتشتي الأوراق في مكتبه أي فتشت في أسراره وأخبرت والدك الذي أحترمت رأيه لك ولكن كان عليه بنهرك لأنك غير أمينة علي زوجك وهذا خطر. المشكلة ليست في بيت سلفتك التي لو أخبرتيها ربما قوضته للأبد وقتلت سعادتها .. المشكلة فيمن لم تكن أمينة علي سر زوجها التي تلصصت حتي عرفته وأفشته حتي لو كان لوالدها .. عليك بالتوقف عن التلصص علي ملفاته حتي لو كنت محامية إلا أنك لا تعملين معه الآن ولا يجب عليك ذلك .. فكري بالعكس وأخبريني كيف سيكون شعورك لو أنك مكان زوجك؟! لاتخبري سلفتك وتوقفي عن سرقة أسرار زوجك .. وكوني أمينة معه ومع عائلته.