زيارة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لأسرة الشهيد النقيب أحمد محمد حجازي الذي استشهد في حادث تفجير مدرعة الشرطة برفح تحمل الكثير من المعاني منها تخفيف وطأة الحزن والألم عن أسرة الشهيد والتهوين من المأساة والشد من أزر كل ضابط وجندي بأنهم جميعاً في عيون وقلوب كل المواطنين والمسئولين بالدولة وان الشهيد مازال حيا في قلوب الجميع وانه حيا يرزق عند الله. لم تكن زيارة الوزير مجرد اثبات وجود بل أصدر قراراته بأن يؤدي والد الشهيد فريضة الحج علي نفقة الوزارة ومنح شقيق الضابط فرصة عمل. كما استجاب وزير الداخلية للشقيق الأصغر للضابط لالحاقه بكلية الشرطة. هذه الاستجابات تمثل نوعا من أنواع المواساة لأسرة الشهيد وتخفف من أحزانهم وتؤكد ان ابنهم لم يمت بل مازال حيا بينهم بسبب اهتمام الدولة والمسئولين بهم. وجاء دور محافظ كفر الشيخ الذي قرر صرف إعانة عاجلة لأسرة الشهيد وتسمية أحدي المدارس بالمحافظة علي اسم الشهيد. كل هذا التكريم لا يعوض فقدان فلذة الأكباد ولو قدموا لهم ملايين الجنيهات بل هذا التكريم يعبر عن الموقف الانساني من الدولة تجاه أسرة أي شهيد ويعطي حافزاً لأي شاب يُقدم علي أداء الواجب والخدمة الوطنية بان الدولة لن تتركه في حالة تعرضه لأي مأساة أو ظروف طارئة. كنت أود من وزير الداخلية ان يتعامل مع أسر المجندين الذين استشهدوا في نفس الحادث مثلما تعامل مع أسرة الضابط حتي لو تقابل مع أسر المجندين الشهداء في اجتماعمعهم بوزارة الداخلية بدلا من ان يكلف نفسه ويذهب لمواساتهم وهذا لم يحدث. في الواقع ان كل أسر المجندين العشرة الذين لقوا حتفهم في تفجير مدرعة الشرطة برفح من الأسر الفقيرة بل منها المعدوم وكان من الأولي ان تهتم بظروفهم الانسانية وان تقدر المأساة التي ألمت بهم فان بعض أسر هؤلاء المجندين كانوا يعتمدون علي ابنهم الشهيد في توفير لقمة العيش وبعد ان فقدوه لم يجدوا من يقف بجوارهم. في الحقيقة ان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في امكانه ان يصدر قراراً بسفر آباء وأمهات الشهداء لأداء فريضة الحج هذا العام فهذه الرحلة الروحانية التي يتمناها أي مسلم هي التي تُخرج هذه الأسر من أحزانهم وتخفف آلامهم. المؤلم ان أسر المجندين الذين استشهدوا في الحادث لديهم أولاد يحتاجون لمن يعينهم علي الحياة من خلال توفير فرص عمل فهذه الأسر تعيش علي ستر الله وليس لها مصادر رزق سوي الأعمال الحرفية ويحتاجون لمن يأخذ بيدهم بعد المحنة التي تعرضوا لها بفقد فلذة كبدهم. هل وصل بنا الحال ان نفرق بين ضابط ومجند حتي في الموت أو الشهادة اذا كان رب العباد قد منح مرتبة الشهادة لكل من مات دون ماله أوعرضه أو دينه أو وطنه وجعل منزلة الشهداء في مرتبة واحدة مع النبيين فكيف بنا نحن نفرق بين شهيد وآخر.