الزواج علاقة حميمة لكنه قد يتعرض لبعث العثرات وعلي الزوجين أن يقدما بعض التنازلات حفاظا علي استقرار الاسرة ومستقبل الابناء أما إذا عجز أي منهما عن التضحية فإن الانفصال يكون النهاية الحتمية لكن الخلافات قد تستمر بسبب العناد وتنتقل إلي ساحة القضاء ليفصل بين الظالم والمظلوم. بعد أن عانت الأمرين في حياتها المتواضعة مع أسرتها "كبيرة العدد" في الحي الشعبي الذي نشأت به وكانت طوال حياتها تتمني الخروج منه إلي المناطق الراقية لتنعم بالحياة المرفهة التي طالما تمنتها وحسدت زميلاتها سواء في المدرسة أو في الجامعة علي حياتهن مع أسرهن والإمكانيات التي حرمت منها. قررت أن تتزوج ممن يوفر لها تلك الحياة وأن تلغي خفقات قلبها وتستمع فقط لصوت عقلها حتي تستطيع أن تنتشل أسرتها من الحياة المتواضعة وفي نفس الوقت تنعم بما حلمت به طوال حياتها. فجأة ظهر فارس الأحلام الذي سيحقق لها أمانيها وكان "المهندس" الذي سيقوم بشراء مسكنهم المتواضع لبناء برج بدلاً منه ومنذ اللحظة الأولي انجذبا لبعضهما وأحست بأنه قريب منها وتطورت علاقتهما معاً أثناء تردده للاتفاق مع السكان وكانت هي صاحبة الحضور والنصيب الأكبر في تلك الحوارات إلي أن فوجئت به يطلب الزواج منها. أحست بأن الله استجاب لدعائها وسيتحقق أملها في النجاة والفوز بحياة أفضل وبالرغم من اعتراض أسرته عليها إلا أنه أصر علي زواجه منها.. ويتم زفافه إليها في حفل عرس كبير حضره الأهل والأحباب. شعرت منذ اللحظة الأولي بأنها غريبة في منزل أسرته فقد كانوا يعاملونها بجفاء واضح ولم تهتم فقد حققت ما تتمناه وخاصة بعد أن ساعد زوجها أشقائها في استكمال مراحل تعليمهم المختلفة ووفر لهم أعمال مناسبة وأنجبت خلال فترة زواجها طفلة وتمكنت من تعلم عدة لغات كي تواكب الحياة الاجتماعية الجديدة وتندمج فيها وأصبحت لها حياتها المستقلة في ظل ظروف انشغال زوجها عنها وتتردد علي الأندية وصالات الألعاب الرياضية كي تحتفظ بجمالها ورفضت إنجاب طفل آخر بالرغم من رغبة زوجها في الإنجاب. بدأت المشاكل تأخذ طريقها إلي حياتها المستقرة وتطيح بأحلامها في الاستمرار في هذا النعيم وحاولت جاهدة أن تقنع زوجها بأن يخصص لها شقة باسمها ولكنه رفض لأنه سبق وخصص شقة لوالدها وأسرتها بدون مقابل فأخذت ابنتها وقررت مقاطعة زوجها وتوجهت لأسرتها إلا أن زوجها رفض سلوكياتها ونكرانها للجميل وتأكد بأن أهله كانوا علي حق عندما رفضوها في بداية الأمر إلا أنه للأسف اكتشف ذلك متأخراً فقام بطلاقها بالتراضي بعد أن ساومته وأخذت ما تريده منه. بالرغم من انفاقه علي ابنته إلا أنه فوجيء بها تقيم دعوي نفقة بحجة أنه ممتنع عن النفقة عليها فقضت المحكمة بنفقة 900 جنيه للطفلة شهرياً إلا أنه إمعاناً في تنغيص حياته لم يلق المبلغ قبولاً لديها فقامت باستئناف الحكم لزيادة مبلغ النفقة إلا أن المحكمة برئاسة المستشار محمد أحمد وأمانة سر عصام علي قضت بتأييد الحكم ورفض زيادة النفقة.