كانت تعيش حياة أسرية مرفهة كل طلباتها مجابة.. لكنها كانت تفتقد الأمان والاستقرار بعد طلاق والديها فإقامتها مع والدتها التي كانت تندرج من عائلة ثرية تستطيع الانفاق عليها وتلبية احتياجاتها وحاولت امها جاهدة ان تعوضها فقدان حنان الأب الذي تزوج من أخري واصبحت له حياته الخاصة وابناؤه وانقطعت كل صلة له بها واصبحت في دائرة النسيان بالنسبة له. تفوق حاولت جاهدة ان تنسي تلك المرحلة في حياتها خاصة بعد تفاني أسرة والدتها وإحاطتها بكل الرعاية والاهتمام ورفض والدتها الزواج حتي تقوم برعايتها علي أكمل وجه فتفوقت في دراستها والتحقت بكلية الهندسة لتحقق الحلم الذي طالما راودها في سنوات الطفولة واغلقت قلبها ومنعت أي زميل من الاقتراب منها أو التودد إليها فقد كان هدفها الوحيد التفوق وانهاء دراستها.. خلال دراستها تعرفت علي زميل في الكلية حيث كان يسبقها بعدة أعوام وتم تعيينه في الكلية لتفوقه. فستان الزفاف واحبت التلميذة الاستاذ بدون ان تشعر وبعد ان كانت احاسيسها متبلدة وباردة وجدت من يشغلها ويؤجج مشاعرها ويدغدغ احلامها بفستان الزفاف الابيض ونسيت معه كل همومها وكل آلام حياتها وفقدانها الأب واصبح هو كل شيء جميل في حياتها واحست والدتها بالفرحة فقد عادت ابنتها لطبيعتها ووجدت من تحب وتتمناه زوجاً ولذلك قامت بمساعدتها في شراء مسكن الزوجية وتأثيثه بأفخر الأثاث والكماليات ولم تحرمها شيئاً فقد توج الله رحلة كفاحها بالنجاح عندما وجدت لابنتها العريس والزوج المناسب الذي سيقوم بحمايتها ورعايتها الحلم الذي ظل يؤرقها سنوات وكانت تخشي من عدم تحقيق حلمها ورتبت لهما زفافاً اسطورياً. جفاء وانتقام بدأت رحلة زواجها واتخذت من أسرة زوجها عائلة حيث احبتهم وخاصة والد زوجها فقد شعرت منذ اللحظة الاولي التي احاطها فيها بعنايته ورعايته انها وجدت الأب الذي طالما افتقدت وجوده سنوات طويلة لذلك كان لديه منزلة خاصة عندها ولكنها كانت تلاحظ بأن زوجها يعامله بجفاء وبعد عام من الزواج عرفت سر تلك المعاملة فقد قام والد زوجها وهو مازال في مقتبل العمر بالزواج من أخري علي والدته ولكن تلك الزيجة لم تدم فترة طويلة بعد ان استشعر الخطر يهدد عائلته وأبناءه وعاد إلي رشده ولكن زوجها لم ينس لوالده تلك الزلة وكان يرغب في الانتقام منه ولذلك عند اول بادرة لمرضه رفض زيارته في المستشفي ورفض التعاون مع اشقائه في مصاريف علاجه وعبثاً حاولت إثناءه عن رغبته العمياء في الانتقام من والدة ولكنه رفض بل ومنعها من زيارته. كابوس احست بأنها لم تحسن الاختيار وانها تزوجت من شخص عاق لوالده وكيف سيتعامل معها إذا ظهرت مشكلات في حياتهما وخشيت من الكابوس الذي عاشت فيه سنوات طفولتها وشبابها بسبب انفصال والديها.. لذلك طلبت منه الطلاق ولكنه رفض. قررت اقامة دعوي خلع وامام محكمة الاسرة برئاسة المستشار أحمد محمد وعضوية المستشارين محمد أحمد وأيمن عبدالغني أكدت بأنها لا تأمن علي نفسها بعد ان تنكر لوالده وانها لا تطيق عشرته فقضت المحكمة بطلاقها خلعاً من زوجها.. ليتم انفصالهما بسبب الخوف من كابوس والدها وانفصاله عن والدتها.. وجفاء معاملته معها.