واصل مسئولو أحياء العاصمة إجراءات تسكين الباعة الجائلين في أماكنهم الجديدة بمول الترجمان للانتهاء من أزمة الباعة الجائلين الذين احتلوا الشوارع والأرصفة وأصبح استمرارهم سبباً في استمرار الفوضي وتحدي هيبة الدولة والقانون. إلا أن الدولة أخيراً أظهرت وجهها الحاسم واتسم أداؤها بطابع الجدية في التعامل مع الأزمة لحفظ حقوق الباعة وعدم استمرار الفوضي. أشرف اللواء محمد أيمن عبدالتواب - نائب محافظ القاهرة - علي تسليم الباعة أرقام أماكنهم الجديدة بجانب اللواء ياسين عبدالباري رئيس حي غرب وجمال محيي رئيس حي عابدين وحسين الشاطر رئيس حي الموسكي الذين تواجدوا لإنهاء أي مشاكل قد يتعرض لها الباعة مثل عدم وجود مخازن للبضائع وتأخير التسليم والتسكين بالإضافة إلي ورود أعداد أخري من الباعة الذين لم يسجلوا أسماءهم في كشوفات الحصر ويريدون التسكين بالترجمان وتوفير أماكن أخري لهم. شهد مول الترجمان فرض بائعين فقط بضاعتهم في الأماكن المخصصة لهم رغم عدم انتهاء إجراءات التسكين ولكن أملاً في الرزق والتزاماً بما حددته الحكومة لهم بما يقنن لهم وضعهم ويجعلهم يعيشون بكرامة مطالباً بوقوف الدولة بجانبهم خلال تلك الفترة التي لا يوجد بها زبائن بعد نقلهم إلي الترجمان. أوضحا أنهما رغم رفضهما الانتقال إلا أنهما راعيا وضع الدولة وأيدا الرئيس عبدالفتاح السيسي في قراراته وتوجهاته وطالبا الرئيس بصرف منحة أو مساعدة أو تعويض لقلة عدد الزبائن الموجودة أو القادمة إلي الترجمان للشراء. قال شكري بيومي - بائع جوارب-: رغم إعاقتي إلا أنني التزمت بتوجهات الدولة التي لها حقوق علينا ولنا أيضاً حقوق لديها وبالتالي لابد أن تقف بجوارنا في محنتنا لأنه من غير المقبول أن نأتي إلي الترجمان بتاكسي يكلفني 20 جنيهاً وكذلك في العودة بدون دخل لأن حركة البيع والشراء منعدمة ولدي أسرة مكونة من خمسة أفراد فكيف أنفق عليهم وأنا لم أبع شيئاً طوال الأيام الثلاثة الماضية. أضاف رمضان سلطان - بائع أحذية - وافقت علي الانتقال إلي الترجمان بسبب الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي طالبنا بالوقوف بجانب البلد لذلك لن نفكر في مصالحنا الشخصية دون مصر. أشار إلي أنه لم يبع سوي 4 أحذية طوال اليوم. قال محمد علي حسين وأحمد علي أحمد وأنور ثابت وعرفة عبدالرحيم - باعة بالموسكي-: جئنا إلي الترجمان لعدم وجود بديل آخر نبيع ونشتري فيه بصورة شرعية وبكرامة لأن لدينا أسراً وأبناء ونريد تربيتهم واتفقنا علي أننا لابد أن نتذوق المر حتي ننتقل إلي وابور الثلج وتذوق الحلو ولابد أن نرضي بالأمر الواقع حتي نربي أبناءنا بصورة شرعية بعيداً عن الملاحقات الأمنية التي كانت تطاردنا كل يوم وتخسرنا الكثير من البضائع. أكد جمال محيي - رئيس حي عابدين- انتهاء الحي من تسكين جميع الباعة أماكنهم ولا توجد أي مشكلة في انتقال باعة عابدين إلي الترجمان. مشيراً إلي جدية الدولة هذه المرة في انهاء الأزمة التي توحشت بعد الثورة مؤكداً استطاعة الدولة حسم المشكلة وعدم عودتها مرة أخري خاصة بعد ما لمسناه من تغيير في إدارة وإرادة الدولة في الفترة الأخيرة. أشار حسين الشاطر - رئيس حي الموسكي-: إلي إزالة أكثر من 162 بائعاً بالموسكي وتسكينهم بالترجمان وتم إخلاء الباعة من أمام ميدان الأوبرا بالكامل وسوق السلاح وفتح محور مرور الأوبرا إلي شارع 26 يوليو لتحقيق السيولة المرورية لحركة السيارات وتم إزالة جميع الاشغالات والحواجز الخرسانية التي كان الباعة قد حجزوا بها الشوارع لفروشاتهم وسيارات بضائعهم. قال أحمد حسين - نقيب الباعة الجائلين-: إن قرارات النقل جاءت بناء علي توجهات الدولة في الفترة الأخيرة ونحن نعمل في النقابة لخدمة البائع والدولة ولن نجير علي حق المواطنين ونبقي في الشارع ونعارض سياسة الدولة ونكون سبباً في الفوضي. من ناحية أخري.. تجمهر عشرات الباعة الرافضين الانتقال إلي الترجمان أمام دار القضاء العالي ونظموا وقفة احتجاجية ضد محافظ القاهرة ونائبه اللواء محمد أيمن بعد قوله لهم الانتقال إلي الترجمان أو الجلوس في البيوت. طالب الباعة خلال وقفتهم بتركهم في الشارع وعلي الأرصفة لحين الانتهاء من أرض وابور الثلج حتي لا تتأثر تجارتهم. ووصفوا مول الترجمان بالموقع الفاشل الذي هربت منه الماركات العالمية المؤجرة محلات بالمول وفشلت السينما والجراج والمول ولا أحد يذهب إليه. قال المحتجون إن هناك من أخبرهم بدفع 25 جنيهاً يومياً للحكومة مقابل استلام في الترجمان إلي جانب تهديد أهالي بولاق أبوالعلا الذين ادعوا رفضهم وجود أي من ليس لديه بطاقة شخصية وعنوانه بولاق أبوالعلا. قال محمد بالو وأحمد ناصر وأحمد شكري- باعة-: نرفض الانتقال إلي الترجمان لأنه مكان مكتوب عليه الفشل في كل شيء يفتح فيه.. فلم تعمل دور العرض السينمائي أو الجراج أو المحلات بالمول.. مشيرين إلي أنهم ينتقمون من الباعة بتخصيص هذا المكان لهم خاصة أننا لا نثق في إتمام مشروع وابور الثلج. أضافوا أن الترجمان لا خدمات أو إضاءة ومخازن وتكلفنا رايح جاي 40 جنيهاً لزوم التاكسي وغير آمن وبعد المغرب ليس به سوي الظلام الحالك. أوضحوا أنهم مستعدون للتبرع لصندوق تحيا مصر ب500 جنيه شهرياً من كل بائع ونبقي في الشارع مع تقنين وضعنا وتفرض رقابة علينا لأننا حمينا الشارع والحكومة أيام الثورة. أوضحوا أن هناك بعضاً من أهالي بولاق أبوالعلا هددوهم بالموت إذا اقتربوا من الترجمان لأنهم أولي بالمول من الغريب ولن يسمحوا بتواجد أي بائع لا تحمل بطاقته الشخصية عنوانه بولاق أبوالعلا.